على طول شاطئ باتونج فى جزيرة بوكيت، كانت المطاعم والحانات مغلقة والمياه الزرقاء الجذابة كانت فارغة إلا من وجود عدد قليل من السباحين التايلانديين.
فقد جردت جائحة فيروس كورونا أكبر جزيرة سياحية فى تايلاند من المسافرين، بعد أن سجلت رقماً قياسياً من الزوار الأجانب يبلغ 10 ملايين زائر فى عام 2019، وهذا الأمر حول المنتجعات المزدحمة إلى سفن أشباح ضخمة.
لكن اعتباراً من يوم الخميس، بدأت الجزيرة فى استقبال السياح الأجانب لأول مرة منذ أكثر من عام، فى إطار مبادرة تجريبية تسمى «بوكيت ساند بوكس» (Phuket Sandbox).
بموجب هذه المبادرة، سيتم السماح للزوار الذين تم تطعيمهم بالكامل بدخول بوكيت دون الاضطرار للخضوع إلى حجر صحى لمدة أسبوعين، شريطة أن يخضعوا لاختبار كوفيد-19 قبل السفر واختبارين آخرين بعد الوصول. يتعين عليهم أيضاً تنزيل تطبيق لتتبع الموقع والامتناع عن السفر إلى البر الرئيسى التايلاندى لمدة 14 يوماً.
منحت جزيرة بوكيت، أولوية الحصول على اللقاحات، رغم أن بقية تايلاند لاتزال تعانى من تأخير التطعيم، وفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
توقع المسئولون تلقيح أكثر من %70 من سكان بوكيت، البالغ عددهم حوالى 500 ألف شخص، بشكل كامل مع بدء «ساند بوكس».
وإذا نجح برنامج «ساند بوكس»، فمن المقرر أن يكون بمثابة مقدمة لإعادة فتح الجزر والشواطئ التايلاندية الأخرى أمام السياح الأجانب، وافتتاح كامل للبلاد بحلول أكتوبر.
جدير بالذكر أن السياحة تسهم فى حوالى خمس الناتج المحلى الإجمالى للبلاد.
يراقب مسئولو السياحة فى الدول الآسيوية، التى أغلقت حدودها أمام السياح الأجانب أثناء الوباء، بداية من بالى فى إندونيسيا إلى فو كووك فى فيتنام، هذه التجربة عن كثب.
يقول هو كوون بينج، الرئيس التنفيذى لمجموعة «بانيان ترى جروب»: «هذه لحظة تاريخية لآسيا، ففكرة فتح الحدود دون الحجر الصحى ليست جديدة فى أوروبا، لكنها لاتزال نادرة فى آسيا، حيث لاتزال قيود السفر الصارمة هى القاعدة الطبيعية».
كان احتضان تايلاند لمبادرة «ساند بوكس» بمثابة تغيير كبير فى طريقة إدارتها للوباء.
ففى العام الأول من تفشى الوباء، أغلقت تايلاند حدودها أمام معظم السياح وحاولت خفض معدل الإصابات المحلية إلى الصفر.
وهذا النهج بدا وكأنه يجدى نفعاً فى النصف الثانى من عام 2020، حيث استأنفت المطاعم والملاهى الليلية والمنتجعات أعمالها الطبيعية، وإن كان ذلك بالنسبة للتايلانديين والمقيمين الأجانب فقط.
لكن منذ أبريل، بدأ الفيروس فى الانتشار مرة أخرى، حتى مع تعرض حكومة رئيس الوزراء برايوث تشان أوتشا لضغوط مكثفة من رجال الأعمال لإعادة فتح الاقتصاد.
يعتقد المسئولون أن مبادرة «ساند بوكس» مناسبة بشكل خاص مع جزيرة بوكيت، نظراً لصعوبة الوصول إليها إلا عن طريق الجسر أو القارب أو الطائرة.
ومع ذلك، توقعت مجموعة «أوراسيا»، وهى شركة استشارات المخاطر، أن الخطة سيكون لها «تأثير أولى ضئيل»، فعدد الوافدين سيرتفع هذا العام، لكنه لن يشكل إلا إلى «نسبة ضئيلة من مستويات ما قبل الجائحة».
يتوقع مسئولو السياحة أن يزور 100 ألف أجنبى بوكيت فى الربع الثالث من عام 2021، مع زيادة أعداد الوافدين ببطء بحلول نهاية هذا العام. ويمكن للسياح البريطانيين، على سبيل المثال، السفر إلى إسبانيا أو اليونان أو غيرها من الوجهات الشاطئية القريبة دون الحاجة إلى الحجر الصحى عند الوصول.