خطة لإنتاج 80 مليون جرعة بنهاية 2021 تكفى لمنح اللقاح لـ40 مليون مواطن
مدبولى: توجيهات من الرئيس بتأمين أكبر حجم من اللقاحات للمواطنين وحتمية التصنيع المحلى
المجمع الجديد لـ”فاكسيرا” قلعة صناعية لإنتاج الأدوية واللقاحات.. ونسعى لتوقيع اتفاقيات لإنتاج 8 لقاحات
زايد: مصر من أوائل الدول فى العالم التى اتخذت خطوة تصنيع لقاح “كورونا”
شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مراحل إنتاج أول مليون جرعة من لقاح فيروس “كورونا” المصنع محلياً باسم “فاكسيرا ـ سينوفاك .. صنع فى مصر” داخل مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا”.
وقال رئيس الوزراء، إن الحكومة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، تسعى لتأمين أكبر حجم من اللقاحات للمواطنين فى مصر، حيث طرقت كل الأبواب، واعتمدت كل اللقاحات التى أقرتها منظمة الصحة العالمية ودول العالم، كما تعاقدت مع كل الجهات التى يمكن التعاقد معها لتوفير اللقاح.
وأضاف مدبولى أن الحكومة لمست خلال الفترة الماضية، تأخر بعض الشركات التى تم التعاقد معها فى توريد الكميات المتعاقد عليها من اللقاحات فى التوقيتات المحددة، وذلك كنتيجة للضغط والطلب العالمى الكبير جداً على اللقاحات، مؤكداً أنه لهذا السبب تولد منذ اللحظة الأولى قرار امتلاك القدرة كى لا نكون تحت رحمة السوق العالمى، وجاءت توجيهات الرئيس السيسى بحتمية التصنيع المحلى للقاح فى مصر بأية صورة من الصور.
وتوجه رئيس الوزراء بالشكر إلى حكومة دولة الصين على دعمها الكامل لحكومة مصر فى هذا الملف، لافتاً إلى أنه مع بدء سعى وزيرة الصحة والهيئات فى مصر فى موضوع تصنيع اللقاح، تم التواصل مع شركائنا فى دولة الصين، ومن خلال إحدى الشركات العالمية التى تنتج اللقاح فى الصين، تمت الموافقة على انتاج اللقاح فى مصر، وتم بدء الإنتاج الوطنى للقاح والذى أعلن عنه الرئيس السيسى منذ أيام.
وأشار مدبولى إلى أننا نشهد اليوم المراحل الأولى لإنتاج اللقاح، وتم حتى الآن إنتاج نحو مليون جرعة، حيث تصل الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع إلى نحو 300 ألف جرعة فى الوردية الواحدة كل يوم.
وقال مدبولى إنه إذا توافرت كميات أكبر من المواد الخام يمكن للمصنع العمل بورديتين كل يوم لتصل الطاقة الإنتاجية إلى 600 ألف جرعة يومياً.
وأكد رئيس الوزراء أن التحدى الراهن فى هذه اللحظة، هو التمكن بالتنسيق مع أشقائنا فى دولة الصين من مضاعفة الكميات المطلوبة من المواد الخام التى يصنع منها اللقاح.
أضاف أن التعاقد قد تم على تصنيع 40 مليون جرعة حتى نهاية العام، إلا أن الدولة المصرية طلبت مضاعفة هذه الكمية إلى 80 مليون جرعة بنهاية العام، تكفى لمنح اللقاح لـ40 مليون مواطن من اللقاح المنتج فى مصر، وتسعى الحكومة حالياً لتحقيق هذا الهدف من خلال السعى لتوفير المواد الخام لإنتاج هذه الكمية على الأقل، بالإضافة إلى التعاقدات الأخرى التى تعاقدت فيها مصر مع شركات عالمية لجلب أنواع أخرى من اللقاح من أكثر من مصنع عالمى.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن جائحة كورونا تُعد تحدياً كبيراً، لافتاً إلى أن هذا الفيروس ليس من المنتظر أن يختفى فى القريب العاجل، وهو ما دعا الدولة إلى العمل على امتلاك القدرة على تصنيع مثل هذه اللقاحات المضادة له لانه من المتوقع أن يكون هناك تطعيم سنوى للمواطنين خلال الفترات القادمة، وذلك بما يؤمن ويقى من الاصابة بهذا الفيروس.
وأوضح مدبولى أنه سيقوم بزيارة وتفقد صرح آخر كبير فى مدينة 6 أكتوبر، وهو المجمع الجديد لفاكسيرا، مضيفاً أن هذا الصرح الجديد يمكن أن نعتبره مدينة وقلعة صناعية لتصنيع الادوية واللقاحات، حيث من المقرر أن تصل قدرته التصنيعية إلى إنتاج نحو 3 ملايين جرعة فى اليوم الواحد من مختلف اللقاحات وليست الخاصة بفيروس كورونا فقط.
وقال رئيس الوزراء إن الحكومة المصرية بصدد العمل على الانتهاء من توقيع عدد من الاتفاقيات مع عدد من المعاهد العالمية فى أكثر من دولة، وذلك سعياً لإنتاج الـ8 لقاحات الأساسية التى نحتاج إليها فى مصر، ومنها ما يتم تطعيم الأطفال بها منذ الولادة، هذا إلى جانب ما نحتاجه من لقاحات أساسية لمختلف المواطنين، مؤكداً أن ذلك يأتى فى إطار تحقيق وتوفير الاكتفاء الذاتى من اللقاحات الاساسية والضرورية التى يحتاجها المواطنون.
وتفقد رئيس الوزراء كافة مراحل التصنيع وحفظ العينات بخط إنتاج لقاح فيروس كورونا، حيث استمع إلى شرح من وزيرة الصحة والسكان، التى أكدت أنه سيتم خلال أيام الانتهاء من إنتاج 2 مليون جرعة، حيث إن أول مجموعة من اللقاحات تم إنتاجها تمر بمراحل 11 اختباراً لمدى 6 أسابيع، ثم التصنيع ويليه دراسات الثبات ثم يتم تداولها، وما يليها من كميات لا تمر بدراسات الثبات.
كما أكدت الوزيرة على أن مصر تعد من أوائل الدول فى العالم التى اتخذت خطوة تصنيع لقاح فيروس “كورونا” بفضل خبراتها وقدراتها الوطنية، والدعم القوى من جانب القيادة السياسية، حيث بدأ التواصل والتنسيق المستمر مع الجانب الصينى منذ شهر يونيو من العام الماضى بمشاركة السفارة الصينية، حتى التوصل إلى اتفاقية التصنيع ونقل تكنولوجيا التصنيع الموقعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا” وشركة سينوفاك الصينية، وذلك بمقر مجلس الوزراء المصرى فى شهر إبريل الماضى.
وأشارت إلى إشادة منظمة الصحة العالمية أثناء زيارة بعض خبراء المنظمة بمصنع فاكسيرا، بجودة وكفاءة الخطوط المجهزة لإنتاج اللقاحات، مع إضافة أن هذه الخطوة تؤهل مصر لأن تصبح رائدة فى مجال إنتاج اللقاحات ومن ثم التصدير إلى أفريقيا وباقى دول المنطقة بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى.
وعرضت الدكتورة هبة والى، رئيس مجلس إدارة شركة “فاكسيرا”، تفاصيل حول القدرة التصنيعية للشركة، حيث أشارت إلى أنه تم تجهيز وتأهيل مصنعى فاكسيرا بالعجوزة ومدينة السادس من أكتوبر بتكلفة تطوير بلغت 785 مليون جنيه، حيث ينتج مصنع شركة فاكسيرا بمنطقة العجوزة 300 ألف جرعة لقاح فى فترة العمل الواحدة، ويصل الإنتاج فى دورتى العمل إلى 600 ألف جرعة يوميًا، وتصل الطاقة الإنتاجية للمصنع سنويًا من 110 إلى 220 مليون جرعة، ومن المقرر أن ينتج المصنع خلال الـ6 أشهر القادمة نحو 80 مليون جرعة، تم التعاقد عليهم مع شركة “سينوفاك” الصينية.
وفيما يخص مجمع مصانع فاكسيرا بمدينة السادس من أكتوبر، أكدت والى، أنه تم الانتهاء من تجهيز المجمع، والذى سيضع مصر فى مصاف الدول الرائدة فى إنتاج اللقاحات، حيث تصل القدرة الإنتاجية للمجمع إلى 3 ملايين جرعة يوميًا، وهو ما يساهم فى إنتاج أكثر من مليار جرعة لقاح سنويًا.
وأشارت إلى أنه تم تأهيل المصنع بالتعاون مع خبراء من الهند والصين، وجار التعاقد مع شركة أخرى لتصنيع اللقاحات بمصر بهدف تنوع مصادر الإنتاج، ومن المخطط أن يصبح المجمع أكبر مجمع لإنتاج مختلف اللقاحات فى الشرق الأوسط بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية الرائدة فى هذا المجال حيث من المقرر إنتاج لقاح شلل الأطفال والمكورات الرئوية ومصل الانفلونزا الموسمية، وذلك بخلاف إنتاج لقاح فيروس كورونا.
كما تم خلال الجولة استعراض جهود توفير اللقاحات، حيث تمت الإشارة إلى أن مصر تستهدف إنتاج ما بين 10 إلى 15 مليون جرعة لقاح شهريًا، بداية من شهر أغسطس المقبل، كما نستهدف تطعيم 40 مليون مواطن بنهاية العام، مع الإشارة إلى الاتفاقيات التى أبرمتها الدولة للحصول على لقاحات فيروس “كورونا” بالتعاون مع مختلف الشركات العالمية ومع التحالف الدولى للقاحات والأمصال “جافى” للحصول على أكثر من 120 مليون جرعة لقاح للمواطنين.
كما حصلت مصر على 10 ملايين جرعة من اللقاحات حتى الآن، وخلال أيام ستتسلم شحنات من المواد الخام لإنتاج حوالى 7.5 مليون جرعة، وبنهاية الشهر سوف تنتج حوالى 10 ملايين جرعة، ومن المتوقع ورود بعض الشحنات خلال شهر يوليو الجارى.
كما أن مصر بصدد استقبال أنواع أخرى من اللقاحات لأغراض السفر مثل “جونسون أند جونسون”، كما تم التأكيد على قيام مصر بإصدار شهادة اللقاح بـ QR CODE المعترف بها دولياً والتى تم تداولها منذ الأسبوع الماضى، وتحمل الشهادة بيانات متلقى اللقاح واللقاح الذى حصل عليه وما إذا كانت الدولة التى يذهب اليها تتطلب pcr أم لا.
وأوضحت رئيس مجلس إدارة شركة “فاكسيرا” أنه من المقرر أن يتم خلال الفترة القادمة تصنيع المواد الخام الخاصة بلقاحات فيروس كورونا محلياً، من خلال اتفاقية نقل تكنولوجيا التصنيع بالتعاون مع الجانب الصينى.
وأكدت أن شركة فاكسيرا تعد ذراعاً قوياً للدولة فى توفير احتياجاتها من اللقاحات والأمصال حيث استطاعت مصانع الشركة على مدار السنوات الماضية توفير الاحتياج المحلى للعديد من الأمصال مثل مصل العقرب والثعبان، والتيتانوس.
وأشارت والى إلى أن الشركة وقعت العديد من الاتفاقيات مع العديد من الشركات الأجنبية لنقل تكنولوجيا التصنيع لمختلف الأمصال واللقاحات بهدف رفع نسبة الإنتاج المحلى من اللقاحات والأمصال إلى 60%، وفى يوليو 2019 تم إبرام اتفاقية مع معهد سيرم الهندى أحد أكبر الجهات المُصنعة للأمصال واللقاحات على مستوى العالم؛ بهدف نقل تكنولوجيا التصنيع لـ8 لقاحات استراتيجية وهى لقاحات: الخماسى، والكبدى ب رضع، والكبدى ب كبار، وثنائى المدارس، والثلاثى، وتوكسيد التيتانوس، وإم إم أر، و “إم آر”، وهو التعاون الذى بموجبه تم توفير حوالى 36 مليون جرعة من هذه اللقاحات للوزارة ضمن المرحلة الأولى لاتفاقية التعاون، وجار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية الخاصة بالمركزات الجاهزة للتعبئة، وفى إبريل 2018 تم إبرام اتفاقية مع إحدى الشركات الصينية؛ لنقل تكنولوجيا تصنيع “لقاح الكلب” وتم الانتهاء من إجراءات المرحلة الأولى للاتفاقية، وتم توفير حوالى 9 ملايين جرعة لتغطية احتياجات وزارة الصحة والسكان.