استُبعد المستثمرون الصينيون فعلياً من قطاع التكنولوجيا فى الهند، ما ترك المجال مفتوحاً أمام أصحاب رؤوس الأموال فى الولايات المتحدة وأوروبا، فيما يتشكل ليكون عاماً قياسياً فى جمع الأموال للشركات الناشئة فى البلاد.
وجمعت الشركات الهندية الناشئة مبلغاً قياسياً قدره 7.2 مليار دولار عبر 336 جولة تمويل فى الربع المنتهى فى يونيو، بحسب مزود البيانات «تراكسن» (Tracxn).
وشارك المستثمرون الصينيون فى 10 جولات فقط من بين هذه الجولات، بقيمة إجمالية تقدر بـ745 مليون دولار.
وفى المقابل، شارك المستثمرون الأمريكيون فى أكثر من 100 جولة بقيمة 5.7 مليار دولار.
فى حين أن عمالقة التكنولوجيا مثل «على بابا» و«تينسنت» كانوا فى السابق من بين المستثمرين الأكثر نفوذاً فى مشهد الشركات الناشئة سريعة النمو فى الهند، لكنهم واجهوا تهميشاً كبيراً؛ بسبب اللوائح التى تم تقديمها العام الماضى؛ استجابة للتوترات المتزايدة بين الهند والصين.
تدخل المستثمرون الأمريكيون، بما فى ذلك «سيكويا» و«لايت سبيد» و«تايجر جلوبال» لملء الفراغ الذى تركه الصينيون؛ حيث شجعت السيولة الوفيرة والعوائد المنخفضة فى الأسواق الغربية المستثمرين على توجيه رؤوس الأموال إلى فرص النمو المرتفعة فى التكنولوجيا الهندية.
فعلى سبيل المثال، سجلت شركة الاستثمار «تايجر جلوبال»، التى تتخذ من نيويورك مقراً لها، 25 صفقة قياسية فى الهند هذا العام.
تعليقاً على هذا الأمر، يقول كرم دولت سينغ، من شركة المحاماة «تاتشستون بارتنرز»، إنَّ ساحة اللعب منحرفة بشدة لصالح الأوروبيين والأمريكيين الشماليين الآن.
وأضاف «سينغ»، الذى قدَّم الاستشارات للمستثمرين الأجانب مثل «تينسنت»: «الكثير من الصناديق الأمريكية والأوروبية التى لم تنظر إلى الهند بطريقة ما حتى الآن لديها فرصة عظيمة، فهناك حالة عدم يقين وستستفيد تايجر جلوبال من هذا العالم حقا».
أشارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إلى أن الهند أدخلت قواعد خلال العام الماضى طالبت جميع الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الصين بالحصول على موافقة الحكومة.
ويقول المحامون وأصحاب رؤوس الأموال، إنه على الرغم من الموافقة على بعض صفقات الأسهم، فإنَّ العملية يمكن أن تستغرق أكثر من ستة أشهر.
ومع ذلك، يجد المستثمرون الصينيون الأكثر ميلاً إلى المغامرة طرقاً للتحايل على قيود الاستثمار الأجنبى المباشر، على سبيل المثال، من خلال تمويل الديون.
واستثمرت «تينسنت» ما يصل إلى 40 مليون دولار من الديون الشهر الماضى فى «جانا» (Gaana)، وهى منصة لبث الموسيقى، و225 مليون دولار فى شركة التواصل الاجتماعى «شير شات» (ShareChat) فى أبريل، وفقاً لمزود البيانات «كرونشباس» (Crunchbase).
قال ينجلان تان، العضو المنتدب لشركة رأس المال الاستثمارى «إنسيجنيا فينتشرز» (Insignia Ventures)، ومقرها سنغافورة، والتى لديها عدد كبير من المستثمرين الصينيين، إنَّ القيود «لا تغلق تماماً الفرص أمام المستثمرين الصينيين، خاصة أولئك الذين يرغبون فى استكشاف المزيد من الاستراتيجيات الإبداعية للاستثمار».
وأشار «تان» إلى أن بعض المستثمرين من البر الرئيسى يبحثون فى خيارات أخرى، بما فى ذلك احتمال الانتقال أو إنشاء مكتب فى سنغافورة.
قال موكول روستاجى، الشريك المؤسس لشركة «كلاس بلس» (Classplus): «من الواضح أن الزيادات الأخيرة أعطت المزيد من الترسانة لكثير من اللاعبين. هناك الكثير من الصفقات فى السوق، فهى تعادل ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه العام الماضى، وبعض هذه الصفقات مجرد ضوضاء، وبعضها طال انتظاره».
جدير بالذكر، أن «كلاس بلس» تُعرف بأنها شركة تعليمية عبر الإنترنت مقرها دلهى، وجمعت فى شهر يونيو ما يصل إلى 65 مليون دولار فى جولة تمويلية بقيادة «تايجر جلوبال».