دفعت الزيادة القياسية في الإصابات بوباء كورونا، المصانع إلى الإغلاق في جنوب فيتنام، مما أثر على أحد أكثر مراكز التصنيع ازدحاماً في العالم والمتخصصة في الملابس والأحذية وإرسال العلامات التجارية العالمية للبحث عن موردين احتياطيين.
ويعد اضطراب سلسلة التوريد بمثابة ضربة لبلد كان قد أدى إلى حد كبير إلى ترويض الانتقال المحلي للفيروس في عام 2020، وكانت فيتنام واحدة من الاقتصادات الآسيوية القليلة التي نمت وجذبت استثمارات أجنبية جديدة العام الماضي رغم الوباء.
تسجل فيتنام حالات إصابة جديدة يومياً تتراوح بين 7000 و 8000 حالة، وقد تم تسجيل جميع الإصابات تقريباً في البلاد والتي تزيد عن 200 ألف حالة منذ بداية شهر يوليو.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن مدينة هو تشي مينه، أكبر مدن فيتنام، كانت الأكثر تضرراً من تفشي الوباء، حيث فرضت إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي في 9 يوليو، مثل القواعد الخاصة بنقل العمال والإسكان وانتشار الموظفين في المصانع.
قام اثنان من كبار موردي الأحذية- وهما شركة “بو شين” التايوانية (Pou Chen) التي تصنع الأحذية لشركتي “أديداس” و “نايكي”، وشركة “تشانغشين” الكورية الجنوبية (Changshin) التي تزود الشركة الأمريكية أيضاً- بتعليق عملياتها الشهر الماضي.
وفي 14 يوليو، أوقفت شركة “بو شين” الإنتاج في مصنع مدينة هو تشي مينه، وهو أكبر مصنع لها في البلاد، وقالت إن المصنع سيظل مغلق حتى 9 أغسطس على الأقل، كما أن المصانع الفيتنامية الأخرى التابعة للشركة اضطرت إلى تقليص عملياتها.
يذكر أن فيتنام أعاقت برنامج لقاح متعثر بعد أن تباطأت الحكومة في شراء اللقاحات، وقد تم تطعيم حوالي 1% فقط من سكان البلاد البالغ عددهم 98 مليون نسمة بشكل كامل.
ومع ذلك، قال مسئولو الصحة في الأيام الأخيرة إن حالات كوفيد في مدينة هو تشي مينه كانت “في حالة استقرار”، في إشارة محتملة إلى أن أسوأ موجة من الإصابات الحالية قد مرت.
أيضاً .. نجحت فيتنام في جذب استثمارات وعقود إمداد جديدة من الإلكترونيات العالمية والملابس وشركات أخرى تسعى إلى تنويع عملياتها بعيداً عن الصين، التي تُعد مركز التصنيع الرئيسي في آسيا، في وقت تتفاقم فيه التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.