تفتقر إصدارات البيانات الأمريكية والدولية إلى التوقعات ذات الوتيرة المتسارعة، ما يسلط الضوء على قلق المستثمرين المتزايد من أن انتشار «متحور دلتا» المميت سيؤدى إلى إبطاء وتيرة التعافى الاقتصادى العالمى.
وجاء العديد من الإجراءات الاقتصادية الأمريكية التى تمت مراقبتها عن كثب والتى نُشرت فى الأسابيع الأخيرة بشكل أقل بكثير من توقعات وول ستريت، ما يشير إلى أن النمو الاقتصادى القوى الناتج من أعماق أزمة كوفيد قد يفقد زخمه.
وقوضت البيانات الأمريكية توقعات خبراء الاقتصاد لمعظم الشهر الماضى، بينما فى الأيام الأخيرة بدأت هذه التقارير تتخطى العلامة إلى حد كبير منذ أن كان الوباء يضرب البلاد العام الماضى، وفقاً لمؤشر اقتصادى جمعته «سيتى جروب».
تراجعت ثقة المستهلك الأمريكى بشكل حاد إلى ما دون التوقعات قبل أسبوعين، تلاها تقارير أضعف من المتوقع عن مبيعات التجزئة ووتيرة بناء المنازل الجديدة بعد ذلك بأيام، كما أن النشاط التجارى كان أكثر فقراً من المتوقع، وفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
ثمة قصة مماثلة تلعب دوراً خارج الولايات المتحدة، فى ظل المقاييس التى يتولى «سيتى جروب» إدارتها حول كيفية أداء التقارير الاقتصادية فى دول مجموعة العشر مقارنة بالتقديرات التى تقع أيضاً فى المنطقة السلبية.
جدير بالذكر أن التباطؤ فى هذه المقاييس الاقتصادية يأتى فى وقت أشار فيه بنك الاحتياطى الفيدرالى إلى أنه قد يبدأ فى تخفيف أو «تقليص» برنامج شراء السندات فى حقبة الأزمة نهاية هذا العام.
وتراجعت معنويات المستثمرين؛ بسبب الأرقام الاقتصادية الأخيرة والتقارير المستمرة عن اختناقات سلسلة الإمداد، والتى رافقت عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا فى الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم.
تراجع خبراء الاقتصاد عن توقعاتهم للنمو فى الولايات المتحدة بشكل طفيف، وتوقعوا نمواً بنسبة 6.2% هذا العام، وهى نسبة أقل من التوقعات التى كانت تشير إلى تسجيل نمو بنسبة 6.6% فى نهاية يوليو.
قال توبياس ليفكوفيتش، المحلل الاستراتيجى فى «سيتى جروب»: «قد يكون (متحور دلتا) هو سبب الانخفاضات الأخيرة إلى جانب اضطرابات سلسلة الإمداد، لكنه مزعج ويمكن أن يترجم إلى مشكلات أرباح فى المستقبل».