رستم: تطبيق تجربة الصين والهند في الإنتاج بكميات ضخمة وتسويقها عالميا
ربيع: صعوبة التصنيع تكمن في احتياجها تكنولوجيا بالغة الدقة
جبر: 4 دول فقط تضم مصانع الخامات لأنها تتطلب إجراءات حماية صارمة
وصف صناع الدواء في مصر، توطين صناعة المواد الفعالة والأخرى غير الفعالة في مصر، بالملف الحيوي ذو الأهمية القصوى، إذ يستورد القطاع ما يزيد على 95% من مستلزمات إنتاجه.
ورغم اجتياز قطاع الدواء اختبار جائحة كورونا بسلام، إلا أنه أظهر ضرورة تأمين احتياجات مصر من خامات الأدوية، خصوصا أدوية الأمراض المزمنة.
قال أسامة رستم نائب رئيس غرفة صناعة الأدوية، إن قطاع الدواء المصري يستورد نحو 95% من خاماته، كونها غير متوفرة محليا.
وأضاف:” رغم أن القطاع لم يتعرض لأي أزمات خلال جائحة كورونا، إلا إغلاق بعض الدول وتوقف الإنتاج بها أو إعطاء الأولوية في تصريف الإنتاج لسوقها المحلي، مؤشر هام لضرورة تصنيع المواد الفعالة للأدوية، واعتبار هذا الملف أمن قومي”.
وأشار رستم إلى أن توطين صناعة المواد الفعالة وغير الفعالة للأدوية ليست أمرًا سهلًا ولكنها ضرورة وأمن قومي، ويمكننا إعطاء الأولوية لصناعة خامات أدوية الأمراض المزمنة كمرحلة أولى.
وتطرق إلى أن صناعة خامات الأدوية لها شقين، الأول متعلق بالتسويق والربحية العائدة منها، والثاني تأمين احتياجات البلاد وتجنب مخاطر الأزمات المحتمل، ويجب أن تكون الأولوية للشق الثاني.
وذكر رستم، أن العائد الاقتصادي لتلك المشروعات يتطلب تطبيق تجربة الصين والهند في ملف صناعة خامات الدواء، وهي الإنتاج بكميات ضخمة وتسويقها داخل العديد من دول العالم وعدم الاكتفاء بالتصنيع لأجل السوق المحلي فقط.
واقترح أن يتم ذلك وفق اتفاقيات إقليمية وتحقيق تكامل بين عدة دول، مثل تصنيع بعض الخامات هنا، وإقامة مصانع أخرى في دول أفريقية وعربية حتى تتم الفائدة بطريقة تكاملية.
وقال محمد حسن ربيع العضو المنتدب لشركة هاي فارم المتخصصة في صناعة الأدوية، إن صناعة المواد الفعالة للأدوية ستوفر مليارات الدولار التي تُصرف من أجل توفير خامات صناعة الأدوية، علما بأن إنتاجها ليس صعبا، والتجربة الهندية مثال على ذلك، إذ تحولت لأكبر مُصدر عالمي لخامات الأدوية.
واقترح ربيع أن تكون الأولوية في صناعة الخامات ذات القيمة الاستيرادية الأعلى ثم الأقل بطريقة تدريجية، حتى تنخفض الفاتورة الاستيرادية لخامات الأدوية بشكل وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى البعيد.
وذكر أن صعوبة تصنيع المواد الخام تكمن في احتياجها لتكنولوجيا بالغة الدقة، كما أنها تتطلب تفاعلات كيمائية وحيوية وتعد مسألة معقدة، لذلك يجب البدء بالأكثر أهمية فأقل.
وكشف أن واردات شركته من المواد الفعالة وغير الفعالة، تبلغ نحو 30 مليون جنيه، وهو رقم متواضع في عالم صناعة الدواء، إذ تقدر واردات الخامات في مصر بمليارات الدولارات.
وقال عوض جبر رئيس مجلس إدارة شركة المهن الطبية، إن ثمة توجه رأسي لتوطين صناعة خامات الأدوية في مصر، وهي خطوة هامة جدا، تتطلب تسويقا على أعلى مستوى لأن تلك الخامات يتم إنتاجها بكميات ضخمة جدا تفوق احتياجات السوق الواحد، بل تتطلب التسويق في عدة أسواق.
أضاف جبر أن مصانع خامات الدواء محدودة على مستوى العالم، وتوجد في 4 دول على الأكثر نظرا لكونها صناعة ملوثة للبيئة وتتطلب إجراءات حماية صارمة لتحجيم الضرر الناجم عنها لأدنى مستوياته.
وأوضح أن مستلزمات إنتاج الأدوية تنقسم لعدة بنود، أبرزها المواد الفعالة والمواد غير الفعالة ومواد التعبئة والتغليف الملامسة للدواء، مثل ألومينيوم تغلف الأقراص والبلاستيك وأمبول الحقن وزجاجات أدوية الشرب، والبند الأخير بالفعل يصنع جزء كبير منه محليا.
وتوقع الإعلان عن مشروعات ضخمة فيما يخص تصنيع الخامات الفعالة محليا خلال المرحلة المقبلة، إذ يشهد هذا الملف اهتماما كبيرا من الدولة.