أحمد داود يكتب: بدوى.. بهجة الكرم


قبل أن تخطو أناملى لكتابة هذا المقال فى رثاء المغفور له- بإذن الله- بدوى شلبى، كانت الحيرة فى اختيار العنوان الأنسب ما بين كرمه الشديد المشهود له أو بهجته المعهودة التى يشهد بها أى شخص سبق وتعامل معه، فأينما كان بدوى كانت البهجة والابتسامة والضَحك من القلب الذى يصل لحد «الكركرة».

أتذكر مرة بوسط البلد ذهبنا بصحبة صديقى عادل حامد، مدير إدارة الاشتراكات بجريدتنا «البورصة» لرغبة بدوى فى شراء حذاء وإذا بثلاثتنا نستهل الدخول لأحد المحلات، ويخطف بدوى الأنظار بهيبته المعهودة بعد إلقائه التحية على الحاضرين وبتلقائيته المعروفة التى لم تشترط إطلاقاً المعرفة السابقة به لتكتشفها وإنما تكفى دقائق معدودة بصحبته، بل أن ينطق ببعض كلمات بأسوبه البسيط الجميل المبهج المغلف بالفخامة والاعتزاز بالنفس، ينادى على أحد العاملين خد يا بنى.. ليسرع إليه «تحت أمرك يا باشا».. عندك جزمة سمارت smart shoes ليضيع وقار جميع الحاضرين منفجرين ضحكاً يكاد يصل لحد البكاء.. «يابن اللذينا يا بدوى جيبتها إزاى دى، عاوز فيها واى فاى ولا تاخد فلاشة».. كسبت قلوب كل المتواجدين فى المكان بروح ضى القمر التى أبكانا رحيلها لعالم البرزخ.

ومثل هذا الموقف يعد الطبيعى والمعهود دائماً بكل لحظة من جمال صحبتك، بالتأكيد سنفتقدها يا شمس الشهامة التى لم تغرب برحيلك لتبقى سيرة كرمك التى لا توصف والله، مهما كانت التزاماتك كنت تفرض دائماً بأى مجلس أن تكون صاحب الضيافة «كان ممنوع منعاً باتاً أى شخص مهما بلغت مكانته أو سنه يحاسب على شىء بصحبة بدوى شلبى وإلا يثور بركان».

وهذا ما عهدته عنه بصحبته دائماً لأشهد على كرمه بأم عينى.. حتى اكتشفت برحيله ما كان يخفيه من كرم إضافى خفى يقوم به لوجه الله وحده، لتكتشف سيرته العطرة بين جميع أهالى قريته بالشرقية خلال تواجدى بالعزاء من البيوت التى كان يقوم بها والحالات التى كان سباقاً ومقداماً فى مساعدتها والسيدة المسيحية المصابة بورم وكان يتولاها بفضل الله بالمال والجهد.. يالله على هذا الخير.. الله أكبر وما شاء الله.. بالتأكيد الكريم يكرمه الله.. وما أكرمك والله يا بدوى.

لم أكره شيئاً يوماً قد لا أحب وأتجنب، لكنى أكيد أكره هذا المرض اللعين «كورونا» الذى اختطفك من بيننا غير أننا لا نقول إلا ما يرضى المولى عز وجل.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».

عزائى هو ثقتى وحسن ظنى بالله أن مثواك الجنة.. لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس».. وما كان ألينك وأسهل القرب منك.. سلاماً يا صديقى.. سلاماً على روحك الطاهرة النقية.. سلاماً يا بهجة الصحافة.. سلام يا «بهجة الكرم».

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

https://www.alborsanews.com/2021/09/02/1457966