كثيراً ما ظننتُ أن اختيار الكلمات سهل بعد تلك الفترة فى الصحافة والتى تعلمت خلالها تحرى الدقة والموضوعية، ولكن تلك الكلمات قد تعجز عندما نحاول أن نتحرى الإنسانية التى تجسدت فى شخص الفقيد «بدوى شلبى»، ذلك الصديق الذى رافقته لبضعة أشهر فى عملى بمقر المؤسسة بالقاهرة قبل الانتقال للإسكندرية، ولكنه ترك بصمة لدىَّ ربما لم يستطع آخرون تركها على مدار سنين، هى بصمة روحه الطاهرة النقية المرحة والممزوجة بكسر روتين العمل التقليدى، ستجده دائماً يمد يد العون فى تطوير الأفكار والتواصل والتوجيه والإمداد بالمصادر وهو أمر لا يفعله الكثيرون، ورغم انتقالى وعدم اللقاء اليومى المعتاد إلا أنه ظل داعماً فى أوقات الحاجة دون علمى.
غاب بدوى ولكنه كان حاضراً دون طلبى عندما تواصلت مع رئيس إحدى الشركات المنظمة لأحد المعارض العقارية ليكون رده وقبوله شديد الحفاوة ممزوجاً بكلمات «أستاذ بدوى شلبى قايل فى حضرتك كل خير ومأكد على أننا نتعاون معاك ونساعدك وتشرف أى وقت فى انتظارك».
هكذا كان بدوى شلبى وربما مع كثيرين ليس وحدى، هو حاضر رغم الغياب ولكن الآن له على وعلينا حق الدعاء بأن يكون فى موضع أفضل يستحقه لدى الحق الذى لا يضيع أجر المحسنين.
ولنكن بحق من المحبين وندعو بأن يرحم الله بدوى شلبى وكل الرفقاء الحاضرين الغائبين بفعل الوباء اللعين، وما تلك الكلمات إلا ثناء وليست رثاء فى محبة الأخ الراحل بدوى شلبى، الذى سيبقى فى قلوبنا جميعاً، وسيطيب ذكره بكل خير.