يُظهر مؤشر نيكاى المحدث لتعافى الاقتصادات من تداعيات «كوفيد- 19»، أنَّ دول جنوب شرق آسيا التى تحاول الهروب من مستنقع «كوفيد- 19» تكافح للتغلب على «متغير دلتا» سريع الانتشار، واللقاحات المتأخرة التى تركتها أكثر عُرضة للخطر.
واحتلت فيتنام والفلبين وميانمار وتايلاند، المراكز الأربعة الأخيرة فى القائمة الحديثة للمؤشر، فى حين احتلت ماليزيا المركز السابع من أسفل.
ويعمل المؤشر على تقييم أكثر من 120 دولة ومنطقة بشأن إدارة العدوى، وطرح اللقاح، والتنقل الاجتماعى؛ حيث كلما ارتفع ترتيب البلد على المؤشر، اقترب من التعافى، مع انخفاض أعداد الإصابة وارتفاع معدلات التلقيح وتدابير التباعد الاجتماعى الأقل صرامة.
كانت فيتنام عالقة للمرة الثانية فى القاع، بعد أن كانت نجمة لامعة فى احتواء الوباء حتى يونيو، لكنها عادت لتعانى الآن ارتفاع حالات الإصابة والوفيات القياسية.
ولا تزال تدابير الصحة العامة الصارمة والتباعد الاجتماعى سارية فى جميع أنحاء المدن الكبرى، مثل نظام البقاء فى المنزل وعمليات الاختبار الجماعى، لدرجة أنَّ فيتنام نشرت قوات عسكرية لدعم الخدمات اللوجستية وتوصيل المواد الغذائية فى المناطق الساخنة.
من جانبها، تحتل الفلبين الآن المركز الثانى من ذيل القائمة، متراجعة 14 مركزاً عن تصنيف يوليو، إذ تخضع العاصمة وبعض المحافظات لثانى أعلى مستوى من قيود «كوفيد» حتى يوم غدٍ الثلاثاء.
وصعدت تايلاند مرتبتين من القاع لتصل إلى المركز 118، مع انخفاض عدد الإصابات اليومية من الذروة لكنه لا يزال مرتفعاً، حسبما نقلت مجلة «نيكاى آسيان ريفيو» اليابانية.
ومع ذلك، رفعت الحكومة التايلاندية معظم القيود المفروضة على البيع بالتجزئة وتناول الطعام فى الخارج مؤخراً فى محاولة لإنعاش الاقتصاد، كما سمحت السلطات باستئناف بعض الرحلات الداخلية من وإلى بانكوك وغيرها من المناطق عالية الخطورة.
وتشير «سيريوم» (Cirium)، وهى شركة بيانات وتحليلات متعلقة بقطاع الطيران، إلى أن الرحلات الجوية انخفضت بأكثر من 95% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء فى أغسطس.
من ناحية أخرى، أظهرت دولتان من دول رابطة دول جنوب شرق آسيا، تحسناً كبيراً فى التعامل مع الوباء، إذ قفزت كمبوديا 30 مرتبة لتصل إلى المركز الـ52، مع تراجع أعداد الإصابات وتقدم حملة التطعيم، فهى تمتلك ثانى أعلى معدل تلقيح بالمنطقة بعد سنغافورة فقط.
وصعدت إندونيسيا من المركز 114 إلى المركز 92، رغم أن انتعاشها غير المتكافئ جغرافياً، فمن المقرر أن ترفع جاكرتا قيود الوباء خلال الأسابيع المقبلة مع استمرار انخفاض الإصابات وتطعيم نصف السكان بشكل كامل.
فى غضون ذلك، فى أوقيانوسيا (تعرف أيضاً بقارة أوسيانيا أو المحيطية وهى إحدى قارات العالم والتى تضم البلاد الواقعة فى جنوب المحيط الهادئ) تراجعت نيوزيلندا 78 مرتبة، إذ خسرت الدولة 9 نقاط فى إدارة العدوى و18.5 نقطة فى التنقلات الاجتماعية؛ بسبب التفشى الأخير للوباء، والإغلاق الصارم المفروض للتصدى له.
وتراجعت أستراليا من المركز 45 إلى المركز 84 فى ظل معركتها ضد متغير دلتا والارتفاع القياسى للإصابات.
يذكر أن بعض الدول التى تميزت بسرعتها فى تطعيم سكانها تكافح أيضاً مع عودة ظهور حالات الإصابة، ما أدى إلى تراجعها فى التصنيف العالمى.
وقالت وحدة «إيكونوميست إنتلجنس يونيت»: «نظرتنا المستقبلية، بالإضافة إلى استمرار تفشى كوفيد- 19 فى آسيا، تشير إلى استمرار قيود مثل التباعد الاجتماعى والإغلاق وضوابط الحدود فى معظم المنطقة طوال 2021-22».