يقوم المصنعون الصينيون بضخ كميات قياسية من حاويات الشحن بعد أن طلب وكلاء الشحن أكواماً ضخمة من الصناديق الفولاذية فى محاولة لتخفيف الاضطرابات التى أصابت سلسلة الإمداد العالمية.
وعلى الرغم من الموجة الإضافية من الطلبات، إلا أن المسئولين التنفيذيين فى مجال الشحن يحذرون من أنها لن تفعل الكثير لتخفيف مشاكل الشحن والإمداد العالمية عبر المحيطات حيث لا تزال محدودية توافر الحاويات مستمرة بعد زيادة مستوى التسوق عبر الإنترنت.
وتكافح أكبر شركات تصنيع الحاويات فى العالم، وهما الصين الدولية للحاويات البحرية “سى آى إم سى” و”دونجفانج” الدولية للحاويات ومجموعة “سى إكس آى سى”، لتلبية الطلب المتزايد، رغم زيادة الإنتاج مع تمديد ساعات العمال.
وتكمن المشكلة الكبيرة فى نقل الحاويات العالقة فى الأماكن الخطأ بسرعة كافية بدلاً من العدد المتداول حيث تسد اختناقات سلسلة الإمداد النظام، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وقال جون فوسى، المحلل فى شركة “دريورى” الاستشارية، إن عدد الصناديق المتداولة عالميًا “كافٍ” لاستيعاب أحجام التجارة، مشيراً إلى أن مشكلة الازدحام فى سلسلة الإمداد تعتبر مشكلة لوجستية أكثر من كونها مشكلة إمداد.
ومن المتوقع أن تضخ الصناعة، التى تقودها المجموعات الصينية الثلاث الكبرى التى تصنع حوالى 80% من الحاويات فى العالم، ما يصل إلى 5.2 مليون وحدة مكافئة عشرين قدماً هذا العام بزيادة الثلثين عن عام 2020.
وتعليقاً على هذا الأمر، قال فوسى: “لم يسبق أن أنتجت صناعة الحاويات العالمية 5 ملايين حاوية مكافئة فى عام واحد”.
وقالت شركة “سى آى إم سى”، ومقرها “شنتشن”، وهى الأكبر فى الصناعة، إن إنتاجها ومبيعاتها من الحاويات قد سجلت رقماً قياسياً جديداً، حيث باعت 1.15 مليون حاوية شحن فى نصف العام حتى نهاية يونيو، وهو ما يعتبر أكثر من ثلاثة أضعاف المسجل فى نفس الفترة من العام الماضى، بينما ارتفعت أرباحها الصافية من 239 مليون رنمينبى “37 مليون دولار” إلى 4.4 مليار رنمينبى “680 مليون دولار”.
وتأتى الزيادات فى الإنتاج مع زيادة أسعار الحاويات بأكثر من الضعف لتصل إلى 3645 دولاراً لكل صندوق 20 قدماً فى منتصف هذا العام منذ نهاية عام 2019.