رغم أن باكستان بدأت استيراد الغاز الطبيعى المسال قبل 6 أعوام فقط، فإنَّ اعتمادها المتزايد على الوقود شديد البرودة بدأ يتحول إلى كابوس.
ودفع ارتفاع أسعار الغاز العالمية، الناتج عن النقص فى أوروبا، الغاز الطبيعى المسال الآسيوى إلى مستويات قياسية فى ذلك الوقت من العام، وهو ما أجبر باكستان على دفع أكبر مبلغ على الإطلاق مقابل الشحنات الفورية لزيادة الإمدادات بموجب عقود طويلة الأجل أو حتى التخلى عنها تماماً.
وقال إقبال أحمد، رئيس شركة «باكستان جاز بورت» (Pakistan GasPort)، فى مقابلة، إن نقص الغاز يعنى أن الأمة ستعانى «بالتأكيد» انقطاع التيار الكهربائى خلال فصل الشتاء، وبالتأكيد سيؤثر ذلك على الصادرات والصناعة والروح المعنوية العامة أكثر من أى شىء آخر، فالكهرباء ليست رفاهية. وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنَّ أزمة الطاقة التى بدأت من المملكة المتحدة إلى الصين ستثير الاضطرابات فى الأسواق الناشئة، التى تكافح بالفعل لتمويل أسعار الوقود المرتفعة للغاية.
وربما تتوقف الاقتصادات التى لا تستطيع تحمل تكلفة الوقود بكل بساطة عندما يزيد الشتاء فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية الطلب على التدفئة، ويتسبب فى ارتفاع الأسعار الفورية.
على مدى العقد الماضى، وضعت الدول الناشئة، بما فى ذلك باكستان، استراتيجيات استيراد الغاز الطبيعى المسال على أساس أن الوقود سيكون وفيراً ورخيصاً فى المستقبل المنظور، كما كان خلال الأعوام العديدة الماضية، لكن هذا الأمر توقف هذا العام مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى المسال فى آسيا.
وتحصل باكستان على أكثر من نصف الغاز الطبيعى المسال الخاص بها بموجب عقود طويلة الأجل، ما يوفر بعض الحماية ضد السوق الفورى المتقلب.
علاوة على ذلك، وافقت قطر على زيادة المعروض بموجب هذه الصفقات، وذلك حسبما قال المتداولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم؛ نظراً إلى سرية المحادثات.
مع ذلك، لا تزال البلاد بحاجة إلى شحنات فورية خلال أشهر الشتاء، وليس من الواضح ما إذا كانت ستتمكن من تحمل هذه الشحنات.
يذكر أيضاً أن التكلفة العالية للغاز الطبيعى المسال الفورى أثارت جدلاً سياسياً، وطالب سياسيون معارضون بالتحقيق فى مشتريات الغاز المستورد المملوك للدولة.
وربما تدفع التكاليف المرتفعة الحكومة، أيضاً، إلى تشجيع المستهلكين على التحول إلى الكهرباء حيثما أمكن ذلك لتوفير الغاز لاحتياجات الصناعة والتدفئة، لكن هذا الأمر يهدد تحول البلاد إلى الغاز باعتباره وقود نقل أنظف احتراقاً.
ختاماً، قال «إقبال»، إنَّ الأسعار الفورية للغاز الطبيعى المسال عند مستوى مرتفع بشكل جنونى، وإذا استمر هذا النوع من الاتجاه فسيشكل هزيمة ذاتية لأعمال الغاز الطبيعى المسال؛ لأن الناس سيبدأون فى العودة إلى أنواع الوقود الأخرى.