شهدت شركات قطاع الأدوية نمواً فى نتائج أعمالها خلال النصف الأول من العام الحالى.
ورغم ذلك يشهد القطاع ذروة بيع بعد التعرض للعديد من التحديات خلال العام الماضى، إثر تفجر جائحة كورونا، وتباطؤ تعافى سوق الأدوية.
وأوضحت مراكز البحوث المالية والاقتصادية، أنَّ نتائج أعمال الشركات تشير إلى نمو متوقع خلال السنوات المقبلة، مع تنفيذ الخطط التوسعية للشركات بطرح منتجات جديدة، وزيادة حصصها السوقية.
وذكرت بحوث بلتون المالية القابضة، أنَّ أسعار أسهم شركات الأدوية منخفضة الأداء؛ بسبب النتائج غير المرضية خلال عام 2020، فضلاً عن استغراق استراتيجيات النمو الخاصة بالشركات فترات زمنية أطول متأثرة بتفشى جائحة كوفيد- 19، وتباطؤ تعافى سوق الأدوية، مقارنة بالتوقعات مع ركود الطلب على المستحضرات الدوائية فى الصيدليات.
ورجحت «بلتون» نمو أرباح القطاع بعد التعافى من تحديات الجائحة، وبدء تنفيذ الشركات المنتجة للأدوية خطط زيادة حصصها السوقية عبر طرح منتجات جديدة.
قال محمد عبدالحكيم، رئيس قسم البحوث بشركة فيصل لتداول الأوراق المالية، إنَّ قطاع الأدوية من القطاعات المستقرة نسبياً، وشهد انخفاضاً فى المبيعات، خلال فترة الإغلاق العام الماضى، وتراجع الطلب على الأدوية، مستبعداً أن يشهد القطاع انخفاضاً آخر فى المبيعات أو إغلاقات أخرى.
وتوقع أن يشهد القطاع منافسة شديدة فى الفترة المقبلة، مع تخوفات المستثمرين منها.
أضاف أن سهم «ابن سينا» رغم الأداء الضعيف فإنَّ الأداء المالى للشركة لا يعكس الضعف فى السهم، بينما يتميز سهم «راميدا» بالثبات عند مستوى 2.80 جنيه.
ولفت “عبدالحكيم”، إلى أن سهم «إيبيكو» شهد هبوطاً، خلال العامين الماضيين، لكن أداء السهم متماسك فى الوقت الحالى، وهو ما بدأ ينعكس على نتائج أعمال الشركة خلال النصف الأول من العام الحالى.
وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إنَّ نتائج أعمال النصف الأول من العام الحالى، أظهرت حجم الفرص الواعدة، ونسب النمو العملاقة المتوقعة لشركات القطاع الصحى بشكل عام، وفى مقدمتها شركات الأدوية.
وأوضح أن دخول منتجات بعض شركات القطاع المدرجة بالبورصة، ضمن البروتوكول العلاجى الرسمى من الوزارة يدعم مبيعات هذه الشركات خلال الفترة المقبلة، مع بداية ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا تدريجياً خلال النصف الثانى من العام الجارى.
وألمح إلى أن حدة النمو التى ظهرت فى نتائج الأعمال العام الماضى لن تظهر مرة أخرى.. لكنه سيظل نمواً إيجابياً إذ تعتبر صناعة الدواء من الصناعات التى لا يمكن الاستغناء عنها من المستهلكين.
وفضلت البحوث سهم «راميدا» عن «إيبيكو» و«ابن سينا فارما»؛ نظراً إلى آفاق النمو القوية من خلال طرح مستحضرات جديدة ما يزيد على 200 مستحضر قيد الإنتاج أو من خلال شراء منتجات جديدة فى المجالات العلاجية الأكثر طلباً.
وأشارت البحوث إلى أن «راميدا» اشترت مؤخراً علاجاً جديداً مضاداً لتجلط الدم، وهو أكبر استحواذ لها حتى الآن، وسيسهم هذا العلاج فى زيادة الإيرادات فى النصف الثانى من 2021.
وأوضحت البحوث، أن افتتاح شركة إيبيكو لمصنع البدائل الحيوية والمقرر بدء تشغيله بنهاية 2023 يمثل محفزاً رئيسياً، وتوقعت أن يسهم بقيمة 25.90 جنيه فى سعر السهم.
أضافت أن شركة «إيبيكو» تعمل على تحسين مكانتها واستعادة حصتها السوقية المفقودة بتقديم منتجات جديدة، وتسعير منتجاتها وزيادة متوسط أسعارها المنخفضة نسبياً، وزيادة الاعتماد على موزعين آخرين بدلاً من ذراع التوزيع الخاصة بها، وتوسيع قطاع الصادرات فى الأسواق الحالية ودخول أسواق جديدة، فضلاً عن شراء المواد الخام بأسعار أقل مما يساعد على زيادة هوامشها.
وخفضت البحوث تقديراتها لصافى المبيعات والأرباح لشركة «ابن سينا فارما» بالتزامن مع مواجهة الشركة العديد من التحديات خلال عام 2020 إلى جانب جائحة كورونا، ما أدى لخسارة 2% من حصتها السوقية. كما خفضت بلتون تقديراتها للقيمة العادلة لشركة «راميدا» إلى 4 جنيهات للسهم، ولشركة «إيبيكو» إلى 62 جنيهاً للسهم، ولشركة ابن سينا فارما إلى 5.9 جنيه للسهم.