الشركة تخطط لاستثمار 500 مليون جنيه في الشركات الناشئة
أطلق عدد من المستثمرين ورواد سوق المال المصري ورجال الأعمال، شركة رأسمال مخاطر “سيكوانس فينشر”، وتعتزم استثمار 500 مليون جنيه في الشركات الناشئة في السوق المصري خلال 5 سنوات.
وقال ماجد شوقي نائب رئيس مجلس إدارة شركة سيكوانس فينشرز، إن الشركة جمعت تعهدات من رجال أعمال ومستثمرين تعادل بين 60 و70% من الإغلاق الأول لجولة التمويل التى تستهدف جمع ما بين 100 و150 مليون جنيه.
وأضاف شوقي لـ “البورصة”، على هامش مؤتمر إطلاق سيكوانس فينشر، أن الصندوق الذي تم تأسيسه كشركة رأسمال مخاطر، يستهدف جمع 500 مليون جنيه على جولات تمويل متعددة على مدار السنوات الخمس المقبلة، وتستثمرها في شركات ناشئة في مراحلها المبكرة من التمويل.
وأوضح أن الشركة تركز على مرحلتي رأسمال التأسيس أو seed capital، ومرحلة التمويل اللاحقة من السلسلة أ، أو “Series a”، على أن تتخارج في المراحل التالية منها، خلال مدى زمنى قصير يتراوح بين 18 و36 شهرا.
وتركز سيكوانس فينشر، على الشركات التكنولوجية الناشئة المرتبطة بقطاعات اقتصادية لم تحظ بتركيز خلال السنوات الماضية.
شوقي: تخصيص 200 ألف دولار لكل فرصة استثمارية.. و5 استثمارات قبل نهاية العام
وأشار شوقي، إلى أن تطبيقات التكنولوجيا المالية كانت صاحبة النصيب الأوفر من الأفكار، وستركز” سيكوانس” على الشركات التي لديها تركيز كبير بواحدة من ثلاثة مداخل تكنولوجية رئيسية وهي الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، وسلاسل الكتل.
وأوضح أن الشركة أجرت بالفعل دراسة عن 25 شركة ناشئة، وأعدت قائمة مختصرة بـ 15 شركة، ثم حددت 5 شركات منها ستستثمر بها قبل نهاية العام الجاري، بحصص تتراوح بين 100 و200 ألف دولار في كل شركة.
وتابع، أنه سيتم استدعاء رأس المال الذي سيتم تخصيصه في كل استثمار من المستثمرين في الشركة من رجال الأعمال والشركات والصناديق الحكومية، على كل فرصة، وهو ما يجعل الشركة منصة تساعد في خلق تكامل بين الشركات الكبيرة القائمة في الصناعة ومستقبل التكنولوجيا بما يمكن من نقل الشركات لعصر الثورة الصناعية المقبلة.
وقال شوقي، إنه تم التحفظ في التقديرات التي وضعتها الشركة لاستثمارها المتوقع، ويتوقع أن تحقق عوائد على الاستثمار تتراوح بين 25% و30% في المتوسط خلال عمر الاستثمار، كما أن بعض المستثمرين المشاركين في رأسمال “سيكوانس “سيواصلون اهتمامهم ببعض الشركات المرتبطة بصناعاتهم في مراحلها التمويلية المقبلة، وفقاً لرؤية كل منهم.
وقدم محمد فهمي، المدير التنفيذي للشركة عرضا تقديميا، عن السبب وراء التركيز على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وسلاسل الكتل، وإنترنت الأشياء، والتي وصفها بأنها الجيل الجديد من الثورة الصناعية، وقدر العوائد على الاستثمار فيها بأكثر من 200 تريليون دولار خلال السنوات المقبلة.
وأشار فهمي، إلى التطور في منظور الثورات الصناعية، حيث بدأ الجيل الأول لها في القرن الـ 18 اعتماداً على البخار والفحم، فيما ظهر الجيل الثاني من الثورة الصناعية مع بداية القرن العشرين اعتماداً على الكهرباء، قبل ظهور عصر الحواسب والذي بدأ في ستينات القرن الماضي، واعتمدت الثورة الصناعية الجديدة على عصر المعرفة والبيانات.
وأوضح فهمي، أنه لنحو قرنين من الزمان، حققت الثورات الصناعية وحتى قبل عام 2020 ثروة عالمية تقدر بنحو 117 تريليون دولار، والتي أضيف لها نحو 83 تريليون دولار خلال 10 سنوات فقط وحتى عام 2010، إلا أنه مع ظهور إنترنت الأشياء فإن الثروة العالمية ارتفعت إلى 399 تريليون دولار، لتضيف نحو 200 تريليون دولار للثروة العالمية، خلال آخر 10 سنوات وحتى عام 2020، وهو ما يشير إلى قوة الجيل الثالث من ثورة المعرفة.
فهمي: الجيل الثالث من الثورة الصناعية ضاعف الثروة العالمية خلال العقد الأخير
واستعرض فهمى خلال حديثه، النمو الكبير الذي أحدثه الجيل الثالث من الثورة الصناعية الثالثة، حيث باتت أكبر 5 شركات عالمية من حيث القيمة السوقية، جميعها تكنولوجية للمرة الأولى خلال عقد، كما أن 4 شركات منها تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار، بزعامة أبل ومايكروسوفت وأمازون.
وقال كريم هلال، رئيس مجلس إدارة سيكوانس فينشر، إن الشركة تعتمد على 4 مستشارين فنيين، في اختيار الشركات التي تستثمر بها، لاختبار القوة المعرفية لدى فريق العمل في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة الكمية، وسلاسل الكتل.
واستعرض فابيان ويسترهايد، مستشار الذكاء الاصطناعي لشركة سيكوانس فينشر، تأثير إدخال الذكاء الاصطناعي في كل شيء، من عمليات البحث في محركات البحث، إلى ترشيح المنتجات التي تبحث عنها إلى القدرة الفائقة للذكاء الاصطناعي في عمليات تشخيص الأمراض، والتي تحتاج إلى متخصصين بخبرات طويلة جداً من البشر، فضلاً عن المساعدات الشخصية في الهواتف المحمولة مثل أليكسا من أمازون، وسيري من أبل، ومساعد غوغل، وبيكسبي، من سامسونغ والتي تمكن الأشخاص من التحدث إلى هواتفهم وطلب أمور معقدة.
كما أشار ويسترهايد، إلى التنافس الشرس بين الولايات المتحدة والصين في هذا القطاع، والتراجع الشديد لأوروبا، رغم الفرص الكبيرة المتاحة.
فرص مصر في اللحاق بالثورة الصناعي
وناقشت جلسة حوارية، الفرص المتاحة أمام الشركات المصرية في اللحاق بالثورة الصناعية الثالثة، والجيل الجديد منها والمتمثل في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والحوسبة الكمية، والتي شارك فيها باسل الحيني، رئيس شركة مصر القابضة للتأمين، وطارق أسعد، الشريك المؤسس لشركة الجبرا فينشر، وعماد السويدي، رئيس مجلس الأعمال المصري التشيكي، والتي أدارها خالد إسماعيل، رئيس شركة كيانجل للاستثمار الملائكي.
وأشار الحيني، إلى الفرص المتاحة أمام مصر، بعد اهتمام الدولة بالجامعات التكنولوجية لتخريج كوادر ورواد أعمال قادرين على المنافسة الدولة، مشيراً إلى أن أحد هذه التجارب المصرية لاقت نجاحاً عالمياً بعد استحواذ شركة ذات غرض خاص على شركة “سويفل” للنقل التشاركي لقيدها في بورصة ناسداك، والتي جعلتها أول يونيكورن مصرية قيمتها تتجاوز مليار دولار.
هلال: التركيز على 4 محاور تكنولوجية رئيسية في الشركات المختارة
ودعا الحيني، إلى ضرورة المسارعة للتكيف مع بيئة الأعمال التي تتنامى وتتغير بسرعة كبيرة، وتوفير سبل للتمويل والمشاركة من القطاعين العام والخاص في الشركات التكنولوجية الناشئة، حيث أنهما عماد الثروة الصناعية الجديدة.
فيما أشار عماد السويدي، والذي يرأس أحد الشركات المصرية المصنعة للعدادات الذكية، إلا أن التكنولوجيا باتت تدخل في كل شيء، وتعليم الآلة بات مهما جداً لمعالجة العديد من البيانات الكمية الهائلة، ومراقبتها، حتى في صناعة العدادات التي تقيس استهلاك الكهرباء والمياة والغاز، والتي تقوم بالاتصال بشكل آلي مع وحدات مراقبة لقياس الاستهلاك ومراقبته وإصداره تقارير وتعليمات آلية لمعرفة المناطق ذات الأحمال الكهربائية المرتفعة وإيجاد ضمان لاستقرار وثبات الخدمات.
وأضاف أن الجيل الجديد من العدادات يمكنه الاتصال بأكثر من طريقة سواء عبر شبكات الهواتف، أو من خلال الأسلاك الكهربائية لإرسال البيانات بصورة فعالة.