أحبط ارتفاع التضخم صعود سعر الذهب لمعظم ما مضى من هذا العام، لكنه الآن يعطيه دفعاً الى الأمام.
عادة ما تُشترى السبائك كوسيلة لحماية الثروات حين ترتفع أسعار المستهلكين، لكن التضخم ضغط على المعدن الثمين هذا العام فيما راهن المستثمرون على أنه سيدفع بالإحتياطي الفيدرالي لتقليص تدابير التحفيز الهائلة. لكن مع تصميم الفيدرالي على الحفاظ على انخفاض أسعار الفائدة في ظل استمرار معدلات البطالة المرتفعة، باتت المخاوف بشأن التضخم الخارج عن السيطرة تزيد من جاذبية الذهب.
ارتفاع التضخم يدفع أسعار الذهب لأعلى مستوى في شهر
بدا ذلك واضحا الأربعاء حين قفز الذهب ليعكس اتجاهه الهبوطي المستمر منذ 15 شهراً بعد أن أظهرت البيانات ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر منذ 1990. كما ارتفعت الأسعار الفورية الخميس 0.8%.
قالت نيكي شيلز، مديرة استراتيجية المعادن لدى “إم كيه إس (سويسرا)” (MKS Switzerland)، أن التضخم “ليس مؤقتاً… لقد ضخ بعض الزخم الصعودي، وهو ما يعد تحولاً عن التفكير السابق مع زوال تهديد تخفيف الفيدرالي للمحفزات”.
لماذا يتوقع هذا الخبير أن يتجاوز الذهب 3000 دولار؟
يظهر الارتفاع الأخير للذهب أن السوق لا تتوقع من الاحتياطي الفيدرالي، الذي أعلن الأسبوع الماضي عن وتيرة تناقص مشتريات السندات، أن يفعل الكثير لمعالجة التضخم حالياً. يخلق ذلك خلق بيئة مثالية للمعدن، إذ يؤدي التضخم إلى تآكل عائدات السندات التي تكبحها تدابير التحفيز، ما يزيد من جاذبية الأصول التي لا تحمل فائدة مثل الذهب.
هبطت السبائك دون 1,700 دولار للأونصة في منتصف أغسطس، منخفضة 19% عن المستوى القياسي المرتفع المشهود في 2020، نتيجة المخاوف بشأن تشديد الفيدرالي للسياسة. ارتفعت الأسعار بنسبة 0.6% إلى 1,861.42 دولار للأونصة في الساعة 10:30 صباحا في لندن أي بالقرب من أعلى مستوى منذ مايو.
اهتمام الفيدرالي
كان المعدن يتداول مباشرة دون مستوى المقاومة الرئيسي قبل تقرير التضخم الأمريكي الأربعاء، وربما تعود بعض المكاسب للشراء التقني. يتحول التركيز حالياً إلى أي تصريحات من قبل مسؤولي الفيدرالي بشأن كيفية استجابتهم للأرقام.
قال أكاش دوشي، المحلل في “سيتي غروب”: “نتوقع أن يشير الفيدرالي إلى وتيرة أسرع من التقليص” في اجتماعه الشهر المقبل، وقال إن أسواق السندات قصيرة الأمد تعكس الآن رفعات أسرع للفائدة، و”هو ما يشير ربما إلى شراء مؤقت أو بطيء للذهب مع دخولنا في الشتاء”.
ما يزال الشراء عبر الصناديق المتداولة في البورصة هزيلاً في تناقض مع اتجاه الأسعار، وتعد الحيازات بالقرب من أدنى مستوى منذ مايو 2020. ربما يستدعي الحفاظ على مسلسل الصعود الأخير مزيداً من الشراء.
ليست الولايات المتحدة وحدها التي تشهد تسارعاً في التضخم، إذ تُظهر البيانات أيضاً أن القراءات في الصين واليابان وألمانيا ترتفع بأسرع وتيرة منذ عقود، وهناك دلائل على أن هناك طلباً مادياً جديدا على الذهب.
قال أليكساندر زومبفيه، كبير المتداولين في شركة التكرير “هيراوس ميتالز جيرماني” (Heraeus Metals Germany): “استجاب المستثمرون الألمان من القطاع الخاص بالفعل للارتفاع الأحدث في التضخم بزيادة الطلب على المعدن… نحن نلاحظ زيادة كبيرة في الاهتمام بشراء سبائك الذهب”.