كان الاستطلاع الذي أجراه إيلون ماسك حول بيع 10% من أسهمه في “تسلا” غريباً، حتى بمعايير ماسك الذي قال في 2019، إن تغريداته على “تويتر” تحولت لحد كبير إلى هراء.
بعد أن صوتت أغلبية المشاركين في الاستطلاع على “تويتر”، والبالغ عددهم 3.5 مليون (أي 58 %) بـ (نعم) واضحة، تراجعت أسهم “تسلا” بأكبر قدرٍ لها في ثمانية شهور بنحو 7.3%، في جلسة تداول نيويورك يوم الإثنين الماضي. وستُقدر قيمة الحصة بنحو 21 مليار دولار على أساس 170.5 مليون سهم يملكها ماسك في “تسلا”.
وسواء استكمل ماسك هذا الأمر أم لا، كانت هذه الخطوة المثيرة للاهتمام هي الأحدث فقط في تاريخ طويل من استخدام ماسك لحسابه على “تويتر” لكي يلفت نظر معجبيه على المنصة بـ”تسلا” ومشاريعه الأخرى. في بعض الأحيان تعدَّت تغريداته التفوه بكلمات من اللسان إلى التعمُّد غير المحتمل.
كما أنها لم تكن المرة الأولى التي دفعت تأملاته على “تويتر” بتحرك أسهم “تسلا” حيث أثارت تغريدة “التمويل مضمون” سيئة السمعة حفيظة الجهات التنظيمية.
أدت تلك التغريدة إلى موافقة ماسك، البالغ من العمر 50 عاماً، في العام 2018 على الحصول على اعتماد محامي “تسلا” قبل توصيل المعلومات الفعلية للمستثمرين، وذلك ضمن تسوية مع منظمي الأوراق المالية في الولايات المتحدة. لم يكن واضحاً ما إذا قام المسؤول بالاطلاع على استطلاع ماسك في “تويتر”.
فيما يلي 6 تغريدات أخرى كتبها ماسك وأدت إلى تحريك السوق:
1- كتب ماسك تغريدة في الأسبوع الماضي أدت إلى التشكيك في صفقة قيام “هيرتز غلوبال هولدينغز” بشراء 100 ألف سيارة “تسلا” لأسطول تأجير السيارات، والتقليل من أهمية الاتفاقية البالغة 4.2 مليار دولار. انخفض سهم “تسلا” بنسبة 3% في اليوم التالي.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُشكك فيها ماسك برد فعل السوق. بتاريخ 25 أكتوبر، كتب ماسك في “تويتر” أن التغيير في تقييم “تسلا” كان “غريباً”، حين قفزت الأسهم بنسبة 12%، لأنه قال إن الشركة تواجه مشاكل في الإنتاج وليس الطلب.
2- في مايو من العام الماضي، أطلق ماسك العنان لعاصفة هائجة تبعت تغريدته القائلة إنه كان يبيع جميع ممتلكاته تقريباً ولن يمتلك منزلاً، وأعرب عن رأي غير اعتيادي لرئيس تنفيذي بأن أسهم شركته، التي تم تداولها حينها على أساس مجزأ ومُعدَّل عند 156 دولاراً، كان مرتفعاً للغاية. تراجعت الأسهم فوراً بنسبة 10%، ومع ذلك، لم يدم هذا الهبوط طويلاً إذ تعافت جميع الخسائر خلال الأيام الثلاثة التالية.
3- في فبراير من عام 2019، صحَّح ماسك تنبؤاً بعدد السيارات التي ستُصنِّعها “تسلا” في ذلك العام بعد ساعات فقط من تغريدته القائلة إن الإنتاج السنوي سيصل إلى حوالي 500 ألف سيارة.
قال رائد السيارات الكهربائية إنه كان يقصد التغريد بأن “تسلا” تتوقع تصنيع سيارات بمعدل سنوي يبلغ حوالي 500 ألف بحلول نهاية عام 2019.
رداً على ذلك، انخفض السهم بنسبة 3.7%
4- يمكن القول إن أكثر تغريدات ماسك شهرة أتت كالصاعقة في شهر أغسطس من عام 2018، مما أثار أسابيع من التكهنات المحمومة حول نيته لتحويل “تسلا” إلى اكتتاب خاص.
قفزت الأسهم بنسبة 11% قبل محو تلك المكاسب في الأيام التالية مع تصاعد الشكوك حول قدرته على التراجع عن الصفقة.
في النهاية، بدا الأمر وكأنه نكتة غير منطقية، حيث يعتبر تاريخ 20 أبريل أو رقم 20/4 (أو حصولك على 420 دولاراً)، يوم احتفال محبي الحشيش بثقافة الماريجوانا.
انتهى ماسك بدفع غرامة قدرها 20 مليون دولار لتسوية تهم الاحتيال واضطر إلى التنحي عن منصب رئيس مجلس الإدارة لمدة ثلاث سنوات.
دفعت “تسلا” أيضاً غرامة قدرها 20 مليون دولار. لم يندم ماسك على هذه التغريدة وغرَّد لاحقاً أن الغرامة كانت “تستحق العناء”، واستمر في انتقاد هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
كما اتضح، كان من الممكن أن تكون المسألة خسارة العمر. قدَّرالعرض “تسلا ” بمبلغ 82 مليار دولار، وهو جزء صغير للغاية من القيمة السوقية البالغة 1.17 تريليون دولار حالياً.
5- وسط التكهنات المسعورة حول عرض الاستحواذ الخاص، كتب ماسك تغريدة قائلة إنه اقتنص كل من شركتي “غولدمان ساكس غروب” والشركة الشهيرة “سيلفر ليك مانجمينت” المتخصصة في الشراء، ومقرها وادي السيليكون، كمستشارين له.
مع ذلك، لم تفعل تلك التغريدة الكثير لإسكات المتشككين، واستمرت الأسهم في الهبوط لمدة أربعة أيام بنسبة 15%.
6- فشلت تغريدة نكتة يوم “كذبة أبريل” التي أطلقها ماسك في تحقيق نتائجها، وقال فيها إن “تسلا” قد “أفلست كلياً وتماماً”، بعد سلسلة من الأخبار السيئة لشركة تصنيع السيارات، بما في ذلك نقص الإنتاج، والتدقيق التنظيمي على نظام مساعدة السائق الآلي، وخفض تصنيف الشركة إلى فئة الأسهم غير الاستثمارية من قبل “موديز”.
كل ذلك أدى إلى انخفاض السهم بنسبة 8.1%.