تعمل رابطة الأندية المحترفة منذ تفعيل دورها على تحسين منتج كرة القدم، واتخذت خطوات يشار لها بالبنان، مثل تحسين جودة النقل التلفزيونى، وتواجد الجماهير فى المدرجات، لكن يبقى الملف الشائك الخاص بتوزيع حقوق البث التلفزيونى هو الخطوة التى تمثل التحدى الأصعب للرابطة، فى ظل نظام البيع الفردى للبطولة.
ومن الصعب الجزم بقيمة البث التلفزيونى للدورى المصرى، إذ تبيع معظم الأندية الحقوق التجارية والتسويقية مدمجة مع البث التلفزيونى، ما عدا النادى الأهلى الذى باع الحقوق التلفزيونية لشركة “بريزنتيشن سبورت” مقابل 100 مليون جنيه سنويا، وبيراميدز الذى يحصل على 11 مليون جنيه كل عام من البث التلفزيونى.
وفى حوار سابق عام 2018 مع جريدة “البورصة”، قال عمرو وهبى، المدير التنفيذى لشركة “بريزنتيشن سبورت” عن تقييم حقوق البث التلفزيونى: “طريقة التقييم تقوم على نظام النقاط من حيث الشعبية والجماهيرية، وتاريخ المشاركة فى البطولة منذ 1948، ونتائج الفرق فى المسابقة فى آخر 5 سنوات مع وضع حوافز حال تحقيق الألقاب والبطولات”.
ويرى زهير عمار، المحاضر بالفيفا والخبير التسويقى، أن دور رابطة الأندية الرئيسى هو بيع الحقوق الخاصة بالدورى، وتوزيعها بالتساوى بين الأندية دون النظر إلى شئ آخر، مطالبا الرابطة بضرورة تعيين مسوقين للدورى المصرى فى الخارج من أجل المساهمة فى انتشاره، وبيع الحقوق للخارج على غرار ما يحدث من رابطة أندية الدورى الإسبانى “لا ليجا”.
وأضاف عمار لـ”البورصة”: “بالتأكيد سيقابل توزيع الحقوق بالتساوى بالرفض من الأهلى والزمالك بحكم أنهما يستحوذان على القيم المالية الأكبر، لكن يجب وضع لائحة واضحة للرابطة تحدد توزيع الحقوق وتوقع عليها جميع الأندية، وعند الاختلاف يتم اللجوء للتصويت، وعلى الجميع أن يعلم أن هذه الأندية لا تلعب بمفردها فالبطولة مكونة من 18 ناد، وعدد المباريات التى يمتلك حقوقها كل فريق 17 مباراة، وإذا كان الحديث عن استفادة أندية الشركات من موارد دخل أكبر، فالخطأ يقع على الأندية الأخرى التى لم تقم بخطوات تعظم من مواردها”.
لكن الوضع فى العالم يختلف كثيرا عن مصر، لآن البيع يتم بشكل جماعى فى الدول المتقدمة كرويا، وهو ما يوفر العدالة والتنافسية بين الأندية.
توزيع الحقوق فى إنجلترا
وفقا لصحيفة “ديلى ميل” فإن أندية الدورى الإنجليزى تقاسمت فى موسم 2020-2021 فيما بينها 2.614 مليار جنيه إسترلينى من الجوائز المالية والإيرادات المركزية، وكان مانشستر سيتى بطل الدورى الأكثر إيرادات، بحصوله على 161.7 مليون جنيه إسترلينى، فيما كان نصيب متذيل الترتيب شيفيلد يونايتد 96.9 مليون جنيه إسترلينى، وفقا للألية التالية: “حصة متساوية: 50% متساوية بين جميع الفرق، رسوم المرافق: يتم تقاسم 25% على أساس عدد مباريات النادى التى تبث فى المملكة المتحدة، مدفوعات الاستحقاق: 25% مشتركة بناءً على مركز الفريق، الإيرادات التجارية المركزية: بالتساوى، عائدات البث الدولى: بالتساوى”.
توزيع الحقوق فى إسبانيا
توزع رابطة الدورى الإسبانى عوائد بيع حقوق النقل التلفزيونى على الأندية وفق آلية توزع 50% على الأندية بالتساوى، و50% بالاعتماد على عاملين، الأول نتائج الفريق فى السنوات الخمس الماضية، والثانى تأثير وشعبية النادى وذلك وفقاً لمتوسط دخل النادى من تذاكر المباريات والتذاكر الموسمية المباعة فى آخر 5 سنوات، ومعدل المشاهدات التلفزيونية لمبارياته.
وبحسب ذلك فى موسم 2019-2020، كان برشلونة وصيف الدورى هو الأكبر نصيباً من إيرادات حقوق النقل إذ حصل على 165 مليون يورو، وجاء ريال مدريد “البطل” ثانياً بحصوله على 156.2 مليون يورو، فيما حصل نادى ريال مايوركا صاحب المركز قبل الأخير على النسبة الأقل وهى 43.6 مليون يورو.
توزيع الحقوق فى ألمانيا
يعتمد توزيع الحقوق فى الدورى الألمانى، على أربعة معايير، بحيث تذهب 70% من الإيرادات بناء على أداء الأندية فى المواسم الخمس السابقة، ويحصل النادى الأكثر نقاطاً على 5.8% من الدخل، والنادى الأقل سيحصل على 2.9%، ونسبة 5% توزع بناء على أداء النادى فى الـ20 سنة الماضية، وتذهب 2% من الإيرادات بالتناسب مع عدد الدقائق التى لعبها اللاعبون الشباب تحت 23 سنة فى الموسم بشرط أن يكونوا ممن تدربوا فى الأندية الألمانية.
أما الـ23% المتبقية توزع بناء على نتائج السنوات الـ5 الماضية، ولكن بتصنيف الأندية إلى مجموعات، حيث تضم كل مجموعة 6 أندية سيحصل كل منهم على نفس المبلغ، ووفقا لذلك حصل بايرن ميونيخ على 70.64 مليون يورو بفارق ضئيل عن بروسيا دورتموند الذى حصل على 69.37 مليون يورو، ونال أرمينيا بيلفيلد النسبة الأقل 29.8 مليون يورو، من إجمالى 1.637 مليار يورو هى قيمة حقوق البث فى موسم 2020-2021.
توزيع الحقوق فى إيطاليا
توزع حقوق البث التلفزيونى فى الدورى الإيطالى وفقا لثلاثة معايير، إذ تذهب نسبة 50% منها لجميع الأندية بالتساوى، ثم 20% وفقا لقاعدة مشجعى النادى وجماهيريته، أما الـ30% الآخرى فهى توزع وفقا للأداء بواقع 15% اعتمادا على الموسم الحالى، ومثلها بحسب النتائج منذ عام 1946، ووفقا لهذه الآلية نال البطل إنتر ميلان 65 مليون يورو هى النسبة الأكبر، وكروتونى صاحب المركز قبل الأخير النسبة الأقل بقيمة 25 مليون يورو.
توزيع الحقوق فى السعودية
تم بيع حقوق الدورى السعودى هذا الموسم بقيمة 70 مليون ريال، وتوزع بنسبة 40% بالتساوى، و40% بحسب جدول الترتيب فى نهاية الموسم، و10% فى حال الحصول على الرخصة الآسيوية، ومثلها فى حال تنفيذ برامج تطوير للفئات السنية لكرة القدم فى النادى.