تراجعت العقود الآجلة للنفط للجلسة الثانية على التوالى فى تعاملات اليوم الجمعة وسط توقعات بأن واشنطن قد تسعى لتهدئة الأسعار التى لاتزال أعلى مستوى 80 دولارًا للبرميل، رغم تأثير القيود التى فرضتها الصين على مواطنيها لاحتواء الانتشار السريع لمتحور “أوميكرون” على الطلب على الوقود.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 6 سنتات لتصل إلى84.41 دولارا للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى21 سنتا ما يعادل 0.3% ليصل إلى81.91 دولارا للبرميل.
وعلقت الصين، ثانى أكبر مستهلك للنفط فى العالم، بعض الرحلات الجوية الدولية وكثفت جهودها لاحتواء الانتشار السريع للفيروس فى مدينة تيانجين بينما انتشر متحور أوميكرون سريع العدوى فى مدينة داليان الشمالية الشرقية.
كما دعت العديد من المدن، بما فى ذلك بكين، مواطنيها للبقاء فى منازلهم خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، مما قد يحد من الطلب على وقود النقل خلال فترة الإقبال المتزايد على السفر.
كما سجلت أكبر مستورد للنفط فى العالم، خلال عام 2021، أول انخفاض سنوى لها فى شحنات النفط الخام خلال عقدين من الزمن، حيث شددت بكين على قطاع التكرير وسحبت مخزوناتها الضخمة، رغم توقع المستثمرين تعافى واردات النفط خلال العام الجارى.
وقال أفتار ساندو، مدير السلع فى شركة فيليب فيوتشرز، فى سنغافورة: “سوق النفط تبدو مقلقة بعض الشئ”.
وأوضح أفتار أن التقارير حول فيروس كورونا فى الصين وبيع احتياطيات البترول الاستراتيجية فى الولايات المتحدة تشكل مصدر قلق.
وقالت وزارة الطاقة الأمريكية، يوم الخميس، إنها باعت 18 مليون برميل من احتياطيات النفط الخام الاستراتيجية لست شركات، بما فى ذلك إكسون موبيل ووحدة التكرير لشركة فاليرو للطاقة.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار برنت وغرب تكساس الوسيط للأسبوع الرابع على التوالى، بدعم من الإمدادات والمخاوف الجيوسياسية فى ليبيا وكازاخستان وانخفاض مخزونات الخام الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ 2018.
وبعض المستثمرون متفائلون بأن تأثير متحور أوميكرون على الاقتصاد العالمى والطلب على النفط سيكون قصير الأجل، كما توقعت عدة بنوك أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل فى وقت لاحق من هذا العام.
وقال إدوارد مويا، المحلل لدى أوندا، فى مذكرة: “التوقعات قصيرة المدى لاتزال تحمل العديد من المخاطر، لكن يزداد التفاؤل بأنها ستكون تأثيرات قصيرة الأجل”.
ورغم تجاوز أسعار النفط 80 دولارًا، لكن يواجه البيت الابيض ضغوطا سياسية متزايدة للضغط على أوبك لخفض حصص الإنتاج.
وقال مويا: “قد يلجأ الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى إصدار جديد لأسعار البترول الاستراتيجية، وفى حين أن ذلك لن يعالج الأمر، لكن قد يؤدى إلى تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى 80 دولارًا”.
كتبت: هالة مصبح