تبحث جامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وعدد من الجهات والمؤسسات المحلية والدولية آليات التعافى المستدام لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، إنَّ توافر التمويل مهم للغاية لتنفيذ السياسات، إذ توجد بعض السياسات التى لم تطبق؛ بسبب عدم وجود تمويل ملائم لها.
أضاف أن جائحة كورونا زادت حجم التحديات المُتَعَلّقة بالتمويل فى العالم خصوصاً فى المنطقة العربية، منوهاً بالمبالغ المالية الاستثنائية التى خصصتها الحكومات العربية لمواجهة آثار الجائحة.
وأوضح «أبوالغيط» أن نجاح خطط التنمية المستدامة فترة ما بعد جائحة كورونا، مرهون بمدى القدرة على التفكير بشكل مبتكر لتوفير موارد مالية مستدامة.
ولفت إلى أن الجامعة العربية تبنت آلية إقليمية فى هذا الشأن وفق خطوات تنفيذية محددة، بدأت بإعداد تقرير يرصد الوضع العربى، ويحدد العقبات التى تواجه التمويل المستدام، وصولاً إلى إصدار تقرير عربى موحّد يجمع مخرجات التقارير الوطنية.
وقالت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية خلال كلمتها بجلسات الأسبوع العربى للتنمية المستدامة، إنَّ قضية تمويل التنمية أحد أهم المحددات لمدى قدرة الدول فى تنفيذ المزيد من برامج ومشروعات تحقيق التنمية المستدامة.
اقرأ أيضا: “وزيرة التخطيط”: تقرير “تمويل التنمية المستدامة فى مصر” الأول من نوعه عالميًا
وأوضحت أن أهم ما يجمع خطط وبرامج تحقيق التنمية، هو الحاجة لتوفير التمويل وتعبئة الموارد اللازمة، ويرتبط بذلك حاجتها الماسة لشراكة فاعلة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى والمؤسسات المالية لتوفير الاحتياجات التمويلية المتزايدة.
وأشارت «السعيد» إلى أنه وفقاً للتقارير الدولية، بلغ إجمالى حجم الإنفاق الحكومى العالمى على القطاعات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة نحو21 تريليون دولار نهاية عام 2019.
ولفتت إلى وجود تفاوت ملحوظة فى مستوى الإنفاق بين دول وأقاليم العالم المختلفة، إذ تتراوح الفجوة التمويلية لأهداف التنمية المستدامة فى الدول النامية بين 3.3 و7 تريليونات دولار سنوياً مُضاف إليها نحو 2.5 تريليون دولار عام 2020؛ نتيجة تداعيات الجائحة.
وقالت ندى العجيزى، مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولى بجامعة الدول العربية الوزير مفوض، إنَّ برامج التنمية المستدامة تهم جميع الدول العربية، ورفع الوعى بالتنمية المستدامة ضرورة خلال الفترة الراهنة.
وأوضحت أن جائحة كورونا أثرت على عمليات التنمية المستدامة، إذ إنَّ الجائحة فاقمت الأوضاع وحدث خروج عن المسار الذى كان مقرراً الوصول له.. وكان الأمر خارجاً عن الإرادة، خصوصاً أن العديد من الدول تعانى النزاعات فى الوقت الراهن، وأنها تأثرت بشكل أكبر.
وأشارت إلى أن استراتيجية 2030 تدعو للتنفيذ المتكامل لربط الأطر الخاصة بالتنمية والسلام وحقوق الإنسان بحيث يعزز كل منهما الآخر.
ولفتت «العجيزى»، إلى أن الهدف من المبادرات المتعددة التى يتم تدشينها بالتعاون مع مختلف الجهات هو العمل على تسريع وتيرة التنمية، وتطوير المشروعات الإقليمية، وتنفيذ المزيد من الأعمال التنموية على مستوى المنطقة العربية.
وأوضحت أن «الأسبوع العربى للتنمية» شهد إطلاق عدة مبادرات وتقارير مهمة، من ضمنها تقرير التمويل المستدام ومبادرة القضاء على الجوع، والشبكة العربية للعلوم تكنولوجيا للتنمية المستدامة، والمبادرة العربية للاستدامة معاً وغيرها.
وأشارت إلى تعاون جامعة الدول العربية من مختلف الجهات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى لتنفيذ تلك المبادرات، وتتطلع لعقد المزيد من الشراكات خلال الفترة القادمة.
وأوضحت أن القطاع الخاص له دور كبير فى دعم تمويل تلك المبادرات؛ من ضمنها البنك الأهلى المصرى، وبنك الاستثمارالأوروبى، والبنك الدولى وغيرها، بجانب العديد من المؤسسات والمنظمات كمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية بجانب الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.
قالت «العجيزى»، إنَّ الفترة المقبلة تتطلب التركيز على قضايا التغيرات المناخية والتكنولوجيا والتمويل المستدام، بجانب جزء الآخر الذى يهم المتعلق بالمجتمعات المهمشة فى المنطقة العربية والتى يحدث بها الكثير من نزاعات.