التعبئة والتغليف أحد أهم ركائز تنمية صناعة التمور لجذب المستهلكين
تنتج مصر نحو 1.7 مليون طن من التمور سنويًا، تتربّع بها على عرش الصناعة عالميًا مستحوذة على 18% من الإنتاج العالمي.
وتحتل مصر المرتبة الأولى عربيًا بنسبة 24%.. لكنها تحتل المرتبة 12 على مستوى تصدير الكميات بواقع 44 ألف طن فقط طبقا لإحصاءات العام الماضى وبعائدات 40 مليون دولار.
الأصناف المصرية من التمور غزيرة بالفعل، إذ تملك مصر نحو 126 صنفًا مختلفًا، منها نحو 83 صنفًا تلقى قبولًا جيدًا لدى المستهلكين، لكن ما يصلح منها للتصدير لا يتجاوز 17% تقريبًا، فى حين تهدر مصر ما يتخطى 40% من الإنتاج السنوى بسبب معاملات ما بعد الحصاد، وضعف البنية التحتية للصناعة.
المواصفات القياسية أولى الخطوات
تعكف غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، والهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة على إصدار أول مواصفة قياسية مصرية لصنف تمر المجدول، كبداية لإصدار مواصفات قياسية لمختلف الأنواع المطلوبة عالميًا الفترة المقبلة.
ما الهدف؟
قال أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن تنسيقًا يجرى بين الغرفة وهيئة المواصفات والجودة فى إطار خطط الارتقاء بمستوى الجودة وزيادة الإنتاجية من الأصناف عالية القيمة الاقتصادية والغذائية الواعدة، وبهدف تحسين التصدير.
ويستهدف قطاع التمور، جني ما يقرب من 100 مليون دولار صادرات سنوية خلال عامين على أقصى تقدير، وفقًا لمخططات المجلس التصديرى للصناعات الغذائية.
أوضح الجزايرلى: «تحديث المواصفات سيسمح بإنتاج محلى عالي الجودة، وبالتالى قدرة أكبر على النفاذ إلى مختلف الأسواق العالمية.. لذا وجب الإسراع فى إصدار المواصفة».
برنامج تدريبى
جرى إطلاق برنامج تدريبي لدعم سلامة الغذاء داخل المنشآت العاملة فى قطاع التمور، وتم ذلك خلال فعاليات مهرجان التمور الأخير، بهدف مساعدة الشركات فى الوفاء بمتطلبات سلامة الغذاء ورفع الوعى بالاشتراطات والقواعد الملزمة لإنتاج غذاء صحى آمن، وقابل للتصدير.
مؤتمر سنوى لصناعة التمور
تدرس لجنة التمور بالمجلس التصديرى للصناعات الغذائية تنظيم مؤتمر دولى بداية من العام المقبل للتمور المصرية، وفقًا لخالد الهجان رئيس اللجنة.
أضاف الهجان، أن المؤتمر يهدف إلى الترويج للتمور المحلية ووضعها على خريطة الصادرات العالمية، وسيضم المصدرين والمنتجين.
وأشار أنه سيتم تنظيم لقاءات ثنائية مع المستوردين الدوليين وتجار الجملة، ومصنعى المأكولات والمشروبات المعتمدة على التمور.
مناقصة دولية
وتعتزم اللجنة إجراء مناقصة فى 11 دولة لاختيار أفضل شركة متخصصة فى دراسات السوق، ويجرى التنسيق مع جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية “هيا” لإعداد برامج تدريبية ودعم فنى للمصدرين.
وتتواصل اللجنة حاليًا مع المكاتب المصرية والتجارية فى الدول المستهدفة بالمناقصة، وسيتم عمل دراسات أسواق تفصيلية للدول المستهدفة فى التصدير، بهدف وضع خطة استراتيجية تشمل التسويق، والأسعار، والدعاية، وكيفية الدخول والانتشار.
ورصدت اللجنة العام الماضي، أهم بنود تقييم مواصفات التمور، وسيتم استكمالها العام الحالي من خلال دراسة الأسواق الخارجية، وتقسيم المنتج لأنواع 1، و2، و3 حسب حجم التمرة، كما تم وضع جدول لمواصفات المنتجات المعدة للتصدير.
تابع الهجان : “حاليًا، تُراجع اللجنة إجراءات التصدير، للوقوف على أبرز العقبات ووضع حلول مناسبة لها، وتعمل لوضع تصور حول خطة الدولة بشأن سلسلة التوريد المتكاملة لإنتاج التمور والبلح الطازج والقيمة المضافة عليه».
التعبئة والتغليف ركيزة التسويق
تُمثل مرحلة التعبئة والتغليف خطوة هامة فى سبيل تحقيق نمو صادرات التمور.
قالت داليا قابيل، مدير العمليات بشركة كونسبت للمعارض: «طوال الفترة الأخيرة يتم التعامل مع التمور بشكل بدائي أفقدها قيمتها الحقيقية».
لكن مع ظهور خطة تعظيم الصادرات، تأتى مرحلة التعبئة والتغليف كأحد الأدوات التسويقية الهامة التي من شأنها الحفاظ على المنتج وصلاحيته، وهو ما يمثل واجهة هامة للشركات المصدرة.
أضافت قابيل: «التعبئة والتغليف من أهم عناصر التسويق للتمور المصرية، لكن عدم ملائمتها للمواصفات الدولية فى السنوات الأخيرة جعلها غير منافسة عالميًا، وذلك يحتاج إعادة النظر فى هذه المرحلة».
ولفتت إلى ضرورة الاهتمام بتعظيم جودة المنتج ومحاربة الآفات الحشرية، والعوامل الفنية الأخرى المؤثرة في عملية التصدير.
واوضحت ان عبوة التمور يجب أن تكون ملائمة لذوق المستهلك فى البلد المستورد، مع مراعاة الاختلافات بين الأسواق العربية الأوروبية والشرق الأقصى، إلى جانب مراعاة طبيعة المنتج على مستوى البيع لأسواق الجملة أو التجزئة.
ويجب أن تمثل العبوة الصنف الذى تحتويه، ويفضل أن يعتمد المنتج على صور احترافية للمنتج، كما يجب أن يشمل تصميم العبوة جميع البيانات والمعلومات للمستهلكين، مثل المكونات، وتاريخ الصلاحية، والوزن، والقيمة الغذائية.
وإذا كان المنتج زراعة عضوية، فيجب توضيح هذه المعلومة على عبوة المنتج، كما يجب أن تكون العبوة ذات ألوان جذابة وتصميمها حديث يتناسب مع التقدم العالمى فى مجال التعبئة والتغليف، وليس بالضرورة أن يكون تصميما عربيا.
وقال محمد فران، عضو غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات المصرية، إن مرحلة التعبئة والتغليف تؤثر فى عمليات التسويق، سواء محليًا أو للتصدير، إذ توجد شريحة كبيرة تهتم بالشكل النهائى للمنتج، وتعتقد أن التغليف الفاخر يُحافظ على المنتج.
أضاف: «التمور المتداولة محليًا غالبا تعتمد على الكرتون المصرى ويميل المصنعون إلى التعاون مع الموردين المصريين.. لكن فى حالة تمر المجدول يتم تصديره فى ثلاجات تبريد، لذلك تميل الشركات إلى الاعتماد على الكرتون المعالج الذى يتم استيراده فى الغالب”.
النمو ينعكس على التغليف
أشار أسامة الحلو، رئيس شركة جاسمين باك المتخصصة فى التعبئة والتغليف، إلى نمو ملحوظ فى تصنيع التمور المصرية، ما انعكس على قطاع التعبئة والتغليف، وظهر ذلك فى عدد الطلبيات التى يتلقاها من قطاع التمور، وسط توقعات باستمرار النمو فى السنوات المقبلة.
أضاف: «شركات التمور حريصة على تغليف منتجاتها بجودة مرتفعة لخدمة طلبات التصدير والسوق المحلى، وذلك رغم ارتفاع أسعار خامات تصنيع الكرتون تزامنًا مع النمو الملحوظ الذى شهده القطاع خلال السنوات الأخيرة».
وقال مصطفى يوسف مدير مجموعة مصانع شالى بواحة سيوة، إنه عندما بدأ مصنعه، كانت أولى الخطوات التى عمل عليها هى تعبئة وتغليف التمور بطريقة آمنة ومناسبة لقيمتها.
اقرأ أيضا: شركات تصنيع “التمور” تستهدف تعظيم الجودة للمنافسة على المستوى العالمى
وتابع: “عام 2018، حصلنا على 3 جوائز إحداهن كانت جائزة الابتكار وجائزة أفضل عبوة تصميم وتعبئة وتغليف”.
أكد أن لتعبئة والتغليف أحد أهم الأدوات التسويقية لمنتجات التمور، وتحتاج للتطوير المستمر وعدم الاقتصار على شكل ثابت لفترة طويلة.
وفي الوقت الذى يستهدف فيه قطاع التمور الوصول بصادرات تصل إلى 100 مليون دولار بحلول العام 2025، نجد أن 17% فقط من الإنتاج هو الذي يصلح للتصدير.. فما السبب وكيف تتحقق المستهدفات؟
عراقيل الصناعة
يواجه سوق التمور حاليًا مجموعة من العراقيل، يسعى العاملون في القطاع لحلها.
وتنتج مصر نحو 1.7 مليون طن من التمور سنويًا، تحتل بها المرتبة الأولى في الإنتاج العالمي، لكنها تفقد قرب الـ50% تقريبًا من هذه الكمية، وفقًا للبيانات الرسمية من وزارة الزراعة.
وبحسب محمد سليم، مُصدر، فإن صناعة التمور تُعانى أزمة فى تسويق منتجاتها بالخارج، خصوصا مع ارتفاع عدد الأصناف قيد التسويق.
17% فقط من الإنتاج صالح للتصدير
بحسب المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، فإن 17% فقط من الإنتاج صالح للتصدير، بخلاف ما يفقده السوق بسبب سوء معاملة مع بعد الحصاد، خصوصا على مستوى النقل والتخزين.
ويبلغ عدد الأصناف الشائعة للتمر فى مصر نحو 83 صنفًا، ويوجد نحو 43 صنفًا أخر غير مشهورة ولا يتم تصديرها، وارتفاع عدد الأصناف أحد أسباب أزمة السوق، وفقا لما أوضحه محمد سليم، مصدر تمور.
استراتيجة عمل
قال أمجد القاضي المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الغذائي بوزارة الصناعة، إنه تم إعداد استراتيجية لتطوير قطاع التمور، وبدأ إنشاء مخازن مبردة للتمور فى الواحات البحرية.
وتابع: “من شأن هذا تسهيل ذلك عملية إنشاء محطات فرز بالمنطقة لخدمة المنتجين، وتم تأهيل مصنع الإنتاج ومحطة الفرز بمحافظة الوادى الجديد”.
خطة جديدة لتسويق التمور خلال 8 أشهر
كشف القاضي أنه يجرى حاليًا إعداد خطة لتسويق التمور تهتم بالتركيز على الأصناف المشهورة والمطلوبة عالميًا، وذلك لزيادة الإنتاج منها، ورفع الحصة التصديرية بين الأسواق العالمية.
ويستهدف القطاع بقيادة المجلس التصديرى للصناعات الغذائية تحقيق عائدات تصديرية من قطاع التمور تصل إلى 100 مليون دولار، بحلول 2025.
أوضح القاضى، أن استراتيجية العمل والخطة التسويقية الجديدة ستؤهل السوق لتحقيق العائدات المرجوة من القطاع، خاصة مع زيادة الإنتاج الصالح للتصدير، وتحسين الجودة والمواصفات بصورة تتناسب مع احتياجات الأسواق الخارجية، خاصة منطقة أوروبا.
