كشف المحلل المالي والخبير الاستراتيجي أليكس كريغر، عن أن تكنولوجيا العالم الرقمي، تساعد في خدمة العملاء وتصل بهم إلى مستويات جديدة في كافة مناحي الحياة، ورغم أن العالم الرقمي اليوم، والواقع الافتراضي المعزز للميتافيرس أصبح جزءً لا يتجزأ من الواقع اليومي الذي نعيشه، فقد أصبح من الجلي أن المستهلكين قد بدؤوا يتأقلمون مع فكرة التغيير الرقمي وتبني هذه التكنولوجيا بشكل فعال.
ولكن يبقى السؤال هنا، كيف يمكن تحقيق أعلى استفادة من المستقبل الرقمي؟ الجدير بالذكر هنا، أنه عندما ظهرت العملات الرقمية، كان الجميع يتساءل مالذي يمكن أن تضيفه هذه الخاصية لحياتنا؟ وقد راود البعض الشك في مدى موثوقية هذه المشاريع الرقمية التي غزت الأسواق المالية، ولكن بعد مرور فترة زمنية قصيرة، أصبح الاستثمار في العالم الرقمي، وبحسب احصائيات اراب فاينانشيال فان تداول العملة الرقمية أحد أنجح المشاريع على الإطلاق في الوقت الحالي، وما زال هناك العديد من التقنيات الجديدة تظهر لتبين مدى فعالية العالم الرقمي.
ووفقًا للتقرير الذي نشره الموقع الأمريكي Forbes، تطرق للحديث عن مجموعة من الخطوات التي تساعد في تمكين الشركات الناشئة من اللحاق بعالم المستقبل الرقمي، ومن هذه الخطوات ما يلي:
اقتصاد التجربة
وفقًا لما ذكره الخبير المالي الأمريكي كريغر، فإن معظم الصناعات اليوم قد بدأت بالفعل تعمل من أجل تحويل خدماتها إلى الخدمات الرقمية، وساعد ذلك في تعزيز العلاقات الاقتصادية، لذا فقد أصبح اقتصاد التجربة هو المفتاح الأساسي في العالم المتقدم.
ففي عالم اقتصاد التجربة، لا يقوم المستهلكين بشراء المنتجات أو الخدمات أو المستلزمات ويبيعونها، بل أصبحوا يتطلعون إلى التجارب والعواطف والمزايا التي تقبع خلف هذه المنتجات، وفي عالم الميتافيرس، من المرجح أن يصبح هذا النمط واقعي، وفي حال حدث ذلك، فإنه من المحتمل أن يدفع المستهلكين مبالغ طائلة من أجل الحصول على العناصر الملموسة والتي توفر مفهومًا اجتماعي، وتعطي للمستخدمين قيمة جديدة.
كما وأكد كريغر على أن المفتاح الأساسي سيكون التصميم الذي سيضفى للمنتجات قيمة، ولكن المشكلة تبقى في فهم التصاميم التقليدية التي تحدد ما يمكن لأي شركة أن تفعله، لذا كلما كان التصميم أكثر دقة، كلما جذب العديد من المستهلكين من جميع الفئات.
تجربة العملاء
لكي يتم تحقيق النجاح في عالم اقتصاد التجربة، يجب أن تسعى الشركات للتفكير في ما بعد تحقيق معدل المبيعات المطلوب، إضافة إلى الاهتمام بآراء واحتياجات وخبرات العملات، فهذه الاستراتيجية كفيلة بأن تمكن الشركات من تحقيق تجارب إيجابية مع عملائها والاستمرار في المنافسة مع الشركات الأخرى.
تقديم قيمة مبتكرة
دائمًا ما يساهم نمو السوق وظهور منافسين آخرين في نفس المجال إلى دفع الشركات لتحسين القيمة والخدمة التي يقدمونها لعملائهم؛ لتلبية احتياجاتهم بشكل أكثر فعالية، سواء كان ذلك من خلال التصميم، أو الاستجابة للوضع الاقتصادي، أو التبني الاجتماعي، أو العديد من الأشياء الأخرى، لذا في حال كانت الشركة تبحث دومًا عن طريق النجاح في ظل التطور الرقمي، فبكل تأكيد ستكون التكنولوجيا القيمة المبتكرة أمرًا كافي لتحقيق المنافسة والأهداف المطلوبة.
تحقيق تجربة من خلال التصميم
يعتقد العديد من رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة أن الهدف من وراء التصميم الجديد هو إنشاء غلاف جذاب بطريقة جديدة لمنتج ما أو خدمة، ولكن الحقيقة هذا لا يقدم قيمة جيدة للعملاء، ولكن وفقًا لخبراء التسويق الرقمي، فهم ينصحون بضرورة تعزيز الجهود لإنشاء تجربة العملاء وليس تصميم الغلاف الذي من المحتمل أن يقدم قيمة تنافسية في السوق، ولكن لفترة موقتة.
فمثلًا، قد يكون تطبيق الهاتف هو الممثل الرئيسي لشركة ما، ولكن في حال كان التطبيق ملئ بالتناقضات والمشاكل، فبكل تأكيد سيكون العميل منافس لك رغم أن هناك الآلاف من الموظفين المشاركين في تحسين وتطوير أعمال الشركة ومبيعاتها الخاصة بك.
قم بتحويل التصميم الخاص بك إلى نظام
بحسب ما أكد عليه خبراء المبيعات والتسويق بالعمولة، فقد يكون التصميم أداة مؤقتة لحل المشاكل الحالية، ولكن مع تطور ونمو العمل حتمًا سيكون التصميم له دور كبير في تعزيز كافة مستويات الشركة، ولكن يجب أن يرتكز التصميم على نظام تجارب العملاء والمستهلكين، ففي حال كان محور التصميم هو العميل، وكانت لدى الشركة استراتيجية رقمية فعالة تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف والتطور الرقمي، والمنافسة في ظل تقلبات السوق، فبكل تأكيد ستحقق الشركة أهدافها.
النجاح في الميتافيرس يتطلب الإبداع
هل فكرت يومًا ما لماذا الشركات الرائدة ذات العلامات التجارية ما زالت تنافس وبقوة في السوق؟
فمثلًا، شركة آبل، وشركة جوجل، وشركة أمازون، وشركة تسلا، والعديد من الشركات الأخرى لديها ثقافة خاصة تسمى الابتكار والإبداع، الأمر الذي يساعدها أن تنافس لأطول فترة زمنية في السوق، إضافة إلى ضمان ولاء العملاء وكسب دعمهم للعلامة التجارية الخاصة بهم.
الجدير بالذكر، أن تلك الشركات نجحت بالفعل من تحقيق أقصى معدل نجاح من خلال نظام التصميم الذي تتمسك به هذه الشركات.
فكلما كانت القيمة مبتكرة ومتطورة وذلك من خلال اعتماد استراتيجية ناجحة تساعد في مواكبة التطور الرقمي، كلما كان نمو العلامة التجارية للشركة أقوى، وهنا ينصح خبراء التسويق الرقمي بضرورة الابتعاد عن الأنظمة التقليدية المتبعة في الشركة والذهاب بعيدًا في نموذج مبتكر جديد يركز بشكل أكبر على تجارب العملاء؛ لكي ينافس وبشدة في السوق ويخلق المزيد من الفرص الجديدة، ويقدم المزيد من الإضافات والقيم للعملاء.