من المؤكد أن المستهلكين حول العالم سيشعرون “بالتأثير الهائل” للحرب الروسية على أوكرانيا من خلال الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والاضطراب الكبير في سلاسل الإمداد الزراعية، بحسب مسؤولون تنفيذيون في الصناعة ومسؤولون أوروبيون.
قال جون ريتش، الرئيس التنفيذي لشركة “إم.إتش.بي” الرائدة في توريد المواد الغذائية في أوكرانيا، إنه يخشى موسم الزراعة الربيعي الحيوي، وهو أمر بالغ الأهمية ليس فقط للإمدادات المحلية في أوكرانيا بل أيضاً للكميات الضخمة من الحبوب والزيوت النباتية التي تصدرها البلاد حول العالم.
وأوضح ريتش أن “هذا الصراع كان له تأثير هائل على قدرة أوكرانيا وروسيا على إمداد العالم”.
وأضاف أن نجاح موسم الزراعة يتوقف على “عمل عسكري في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين”، محذراً من أنه سيتعرض للخطر إذا تحرك الجيش الروسي إلى غرب البلاد، التي ظلت سالمة نسبياً.
إلى جانب روسيا، تعد أوكرانيا مورداً رائداً للحبوب وزيت عباد الشمس للأسواق العالمية، فهي تمثل أقل بقليل من عُشر صادرات القمح العالمية، وحوالي 13% من الذرة وأكثر من نصف سوق زيت عباد الشمس، بحسب قاعدة بيانات الأمم المتحدة.
كما ارتفعت أسعار السلع بعد الغزو الروسي، حيث وصل القمح في وقت ما إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وحذر ريتش من “التضخم المتصاعد” في تكلفة القمح والذرة والسلع الأخرى، التي كانت أسعارها ترتفع بالفعل قبل الأعمال العدائية بسبب الجفاف وارتفاع الطلب مع خروج الاقتصادات من الوباء، مشيراً إلى أن “هذا المزيج يعتبر سام للغاية”.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة من أن ما يصل إلى 30% من مساحات المحاصيل في أوكرانيا إما لن يتم زراعتها أو عدم حصادها خلال العام الجاري بسبب الصراع.
قالت منظمة الأمم المتحدة في تقرير حديث إن قدرة روسيا على تصدير المحاصيل ما زالت غير واضحة بسبب العقوبات الدولية، لكن خسارة أسواق التصدير ستضر بمزارعي البلاد وستؤدي إلى انخفاض الإنتاج.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي يحصل على نصف الذرة من أوكرانيا وثلث الأسمدة من روسيا، كما أن بيلاروسيا، وهي حليف روسيا، تعتبر مورد رئيسي آخر للأسمدة.
ارتفعت أسعار الأسمدة بشكل حاد، مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، المكون الرئيسي للأسمدة النيتروجينية، مما يهدد الإمدادات أيضاً.
في الوقت نفسه، قال وزير الزراعة الإسباني لويس بلاناس إن بلاده ليس لديها مشكلة تتعلق بالإمدادات الغذائية، لكن هناك “مشكلة خطيرة تتعلق بأعلاف الحيوانات”، حيث تتغذى حوالي 22% من الماشية في إسبانيا على الذرة القادمة من أوكرانيا.
ودعا بلاناس الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف القيود المفروضة على بقايا المبيدات الحشرية والكائنات المعدلة وراثياً للسماح بمزيد من الواردات من الأرجنتين والولايات المتحدة.
وأوضح أن إسبانيا “كانت قلقة للغاية بشأن سعر وإمدادات الحبوب في محيطنا المباشر في منطقة البحر الأبيض المتوسط”، بما في ذلك مصر وتونس والمغرب، مضيفاً “إننا جميعاً نضع في اعتبارنا ذكرى عام 2011 وورات الربيع العربي” الذي نتج جزئياً عن ارتفاع أسعار الحبوب.