بالرغم من بعض الضعف بعد الأزمات المصرفية فى عام 2008، والانهيار قبل خمسة أعوام، فإنَّ السوق الأسترالى تحدى فى الغالب التوقعات التى تفيد بأن فقاعة الإسكان ستنفجر.
على مدى العقدين الماضيين، ارتفع متوسط سعر المنزل فى أستراليا بنسبة 192%، بحسب شركة الأبحاث «كور لوجيك»، ما يجعل العقارات الأسترالية واحدة من أقوى الأسواق أداء فى العالم بجانب نيوزيلندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
على خلفية عمليات الإغلاق الصارمة وإغلاق الحدود للسيطرة على كوفيد- 19، كان عام 2021 أفضل عام لامتلاك منزل منذ منتصف الثمانينيات؛ حيث ارتفعت الأسعار 22%، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
مع ذلك، فإنَّ احتمال ارتفاع أسعار الفائدة خلال العام الحالى يهدد بعكس هذا الاتجاه؛ لأنه من المتوقع أن يتباطأ سوق الإسكان بشكل مفاجئ فى النصف الثانى من العام الجارى والعام المقبل.
توقع الاقتصاديون انخفاضاً فى أسعار المنازل يصل إلى 8% العام المقبل، مع توقع بنك أستراليا الوطنى انخفاضاً حاداً يبلغ 10%- وهو ما سيكون أحد أكبر تصحيحات السوق «من الذروة إلى أدنى مستوى» فى التاريخ الحديث- مع انخفاض حاد نسبته 12% تقريباً فى سيدنى وملبورن.
قال تيم لوليس، رئيس قسم الأبحاث فى «كور لوجيك»، إنه كان هناك بالفعل انخفاضات بسيطة حينما انخفض سوق سيدنى بنسبة 0.1% فى فبراير، وهى الحركة السلبية الأولى فى 18 شهر.
وأضاف: «فى النصف الثانى من عام 2022، هناك إجماع على أن السوق سيبدأ فى الانتقال إلى المرحلة التالية».
يمكن أن يساعد انخفاض الأسعار على خفض التفاوت عند مستوى دخول السوق، فقد أشار «لوليس» إلى أن مؤشر أسعار الأجور ارتفع 2.3% فى 2021، مقارنة بارتفاع 22% فى قيمة المساكن، ما جعل شراء العقار أمراً لا يمكن تحمله بالنسبة لكثير من الأستراليين.
تشير دراسة ديموغرافيا القدرة على تحمل تكاليف الإسكان الدولية فى 2022 إلى أن سيدنى جاءت فى المرتبة الثانية بعد هونج كونج باعتبارها المدينة الأقل تكلفة لشراء منزل، كما احتلت ملبورن المركز الخامس فى القائمة وظهرت كل من أديلايد وبريسبان وبيرث ضمن أغلى 20 مدينة من حيث أسعار المنازل.
قال سول إسليك، مؤسس «كورينا إيكونميك أدفيسورى»، إن الأستراليين بدوا للوهلة الأولى «معرضين بشكل كبير لخطر» ارتفاع أسعار الفائدة.
مع ذلك، فإن عدد الرهون العقارية الأكثر عرضة للخطر- تلك التى تكون نسبة الدين عالية جداً بالنسبة إلى الأجور- ظل منخفضاً نسبياً.
وأضاف «إسليك»، أن معدلات التخلف عن سداد الرهون العقارية فى أستراليا كانت منخفضة للغاية مقارنة بالدول الأخرى، ما ينبغى أن يحمى من انهيار سوق الإسكان.