عندما افتتح محادثات المناخ “كوب 26” في نوفمبر، حذر رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون من “أن الوقت قد حان” لسباق خفض الانبعاثات الكربونية التي تؤدي لاحترار الكوكب.
وأعلنت حكومته منذ ذلك الحين عن تمويل بقيمة 37 مليار جنيه إسترليني، يركز بشكل مباشر على دعم استهلاك الطاقة، ومعظمها من الوقود الأحفوري.
لم يصل جونسون لهذه النقطة باختياره، بل إنه يتفاعل مع أزمة غلاء المعيشة التي أفقرت ملايين البريطانيين، لكن حكومته اضطرت لمعالجة هذه المشكلة بأدوات مكلفة تدر المناخ يأتي جزء كبير منها بسبب إخفاقات السياسة السابقة.
على مدى العقد الماضي، تعرضت مجموعة كبيرة من تدابير كفاءة الطاقة للفشل أو التخلي عنها في عهد رؤساء الوزراء المتعاقبين من حزب المحافظين، وتباطأ نمو طاقة الرياح البرية بشكل ملحوظ بسبب سياساتها التقييدية.
وكانت فواتير الطاقة السنوية للمستهلكين البريطانيين ستنخفض بمقدار 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.2 مليار دولار) اليوم لولا هذه الأشياء، بحسب تحليل شركة “كاربون بريف”.
قال لوك مورفي، المدير المساعد للطاقة والمناخ في معهد أبحاث السياسة العامة، إن الدعم المقدم للأسر المعلن مؤخراً كان “ضرورياً للغاية وهو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله”، لكنه “كان ينبغي أن يكون مصحوباً بالاستثمار في العزل المنزلي والتوسع في الرياح البرية لخفض الفواتير وزيادة أمن الطاقة ومعالجة تغير المناخ”.
وأوضح أن الفشل في هذه السياسات ترك حكومة جونسون “تتأرجح من أزمة لأخرى، وتعود بإصلاحات أكبر على المدى القصير”.
عندما اختتم قمة الأمم المتحدة، أخبر رئيس المؤتمر الوزير البريطاني ألوك شارما، ، نحو 200 وفد وطني مغادر جلاسكو أنه سيضغط عليهم للالتزام بوعودهم المتعلقة بالمناخ، لكن بعد 6 أشهر، كان المضيفون أنفسهم يتراجعون عن الالتزامات الموقعة في القمة.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن وزير الخزانة ريشي سوناك قدم مثالاً على ذلك، فقد أعلن عن تمويل 5 مليار جنيه إسترليني لمساعدة المستهلكين على تغطية فواتير الطاقة المرتفعة، والتي دُفعت عبر ضريبة غير متوقعة على منتجي البترول والغاز.
وفي محاولة لعدم ردع الاستثمار، قال إن الشركات ستستطيع تجنب بعض هذه الرسوم عبر إجراء استثمارات جديدة في استخراج البترول والغاز، وهو ما يخالف تعهده القمة بعدم دعم إنتاج الوقود الأحفوري.
كذلك، روج جونسون يوم الجمعة لتنشيط البترول والغاز في بحر الشمال، وحث الشركات على زيادة استثماراتها.
وقال في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج: “لا أعتقد أنه يمكننا إدارة ظهورنا بالكامل للهيدروكربونات.. علينا التعامل مع قضايا العرض والحفاظ على استمرار بحر الشمال”.