قال مسؤولون كبار فى العرض الاقتصادى السنوى للكرملين، اليوم الخميس، إن تحمّل روسيا للعقوبات أفضل مما كان متوقعا فى البداية، حيث أشاروا إلى نموذج جديد يركز على الإنتاج المحلى وسط ما تواجهه البلاد من عزلة دولية غير مسبوقة بسبب غزوها لأوكرانيا.
وتراجع الإقبال فى منتدى “سانت بطرسبرج” الاقتصادى الدولى خلال العام الجارى بشكل حاد عن سابقيه، والذى كان يجتذب كبار القادة العالميين وكبار الشركات العالمية.
ويأتى من بين الزوار خلال العام الجارى مسؤولون من الشرق الأوسط وآسيا، فضلاً عن ممثلين عن حركة طالبان فى أفغانستان، كما أن العديد من المشاركين الروس كانوا مترددين فى تقديم العروض بشكل ملفت كالسنوات الماضية، وسط مخاوف من أن يكونوا أهدافًا لمزيد من العقوبات من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، حيث تعرض العديد من أعضاء اللجنة لمثل هذه العقوبات بشكل فعلى.
وحتى فى القاعة الأصغر بكثير من المعتاد، كان المزاج متفائلاً فى الجلسة الاقتصادية الرئيسية اليوم الخميس، والتى لم تتم الإشارة فيها إلى أوكرانيا أو الحرب.
وقال وزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف: “ستراجع الحكومة توقعاتها لتراجع إجمالى الناتج المحلى خلال العام الجارى، ونرى أن الإجراءات التى يتم اتخاذها بشكل مكثف تؤتى ثمارها”، ولكنه لم يحدد الرقم الجديد، كما أوضح أنه فى الوقت الحاضر، تتوقع السلطات انخفاضًا بنسبة 7.8%، ولكن حذر “ريشيتنيكوف” من أنه على عكس فترات الركود السابقة، حيث أعاد الانتعاش الاقتصاد إلى المسار السابق، فإن هذه المرة ستكون مختلفة، وقال: “هدفنا هو كسب الوقت للسماح بإجراء إصلاح هيكلى”.
وقالت “إلفيرا نابيولينا”، محافظ البنك المركزى: “تحتاج روسيا إلى إعادة التفكير فى تركيزها على الصادرات، التى لطالما كانت محركًا للنمو ومصدرًا للعملة الصعبة، كما أنه مع خفض العقوبات لأسعار المنتجات الرئيسية فى البلاد وزيادة تكلفة الواردات، تحتاج الصناعة إلى التركيز على السوق المحلية”.
وأعرب وزير المالية “أنطون سيلوانوف”، عن أسفه وقال: “العولمة التى كنا نتجه إليها من قبل تبين أنها ليست مريحة للبلدان، إذا جاز التعبير”.
وأثار ذلك ملاحظة واقعية من وسيط اللجنة، الذى أشار إلى أن أكبر شركة لتصنيع السيارات فى البلاد قد أعلنت عن نموذج جديد من سيارة “لادا” والذى تم تجريده من العديد من الميزات الرئيسية فى مرحلة ما بعد العقوبات.
وقال أندريه ماكاروف، وهو مشرع بالحزب الحاكم: “لا أريد قضاء الوقت فى سرد كل الأشياء التى لن تمتلكها هذه السيارة، ولكن هل هذا يعنى أن استبدال الاستيراد لدينا سيستمر على مبدأ الجودة الأقل مقابل المزيد من المال؟”.
وجاء رد مساعد الكرملين الاقتصادى مكسيم أوريشكين، ليعترف بأن آلة التنمية الاقتصادية الروسية قد فقدت بضعة أجزاء من مواد عالية التقنية، وتمويل وما إلى ذلك، ولكنه تعهد بأن تتم مناقشة استراتيجية جديدة لقطاع السيارات فى وقت لاحق اليوم الخميس فى اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وتراجعت مبيعات السيارات بنسبة 80% وأغلقت جميع مصانع السيارات فى البلاد تقريبًا بسبب العقوبات ونقص قطع الغيار.