مخاطر التضخم والركود تعصف بأسواق الأسهم

تفضيل “الفيدرالى” محاربة التضخم على حساب النمو يزيد الضغوط على البورصات 

توقع متعاملون بالبورصة المصرية، أن يتأثر السوق بتراجعات أسواق الأسهم العالمية، في ظل مخاوف من استمرار ارتفاع مستويات التضخم بشكل قياسى، إلى معدلات تاريخية، مما يدفع الأسواق لحالة من الركود تؤثر على كافة القطاعات الاقتصادية.

وهبط مؤشر “داو جونز” الصناعي فى جلسة يوم الجمعة بنسبة 0.1% ليسجل 29888 نقطة، لتصل خسائره الأسبوعية إلى 4.8%، حيث رفع الفيدرالى الأمريكي أسعار الفائدة 75 نقطة أساس وهو أعلى معدل زيادة منذ 28 عامًا، مع تصريحات من رئيس المجلس ، جيروم باول، عن التزام البنك بإبطاء التضخم للمستوى المستهدف البالغ 2%، من مستوى 8.6%.

تزايدت المخاوف بشأن ركود الاقتصاد الأمريكي بفعل التشديد القوى للسياسة النقدية، مع خفض الاحتياطى الفيدرالى توقعاته للنمو ورفع تقديرات البطالة فى العامين الجارى والمقبل.

وأوضح الخبراء أن السوق المصري، أصبح لديه عامل جذب جيد مع انخفاض أسعار الأسهم، وهو ما أدى لظهور عمليات دمج واستحواذ لعدد من الأسهم في قطاعات مختلفة، ما يشير إلى ضرورة التركيز مع هذه القطاعات لما تمثله من فرص جاذبة.

هبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 3.6% فى ختام تعاملات الأسبوع الماضى، ليكون عند مستوى 9866 نقطة، فيما تراجع مؤشر EGX70 EWI بنسبة 0.2% إلى مستوى 1854 نقطة.

يعقوب: رؤوس الأموال تبحث حاليًا عن أصول تحفظ القيمة بشكل مناسب

أوضحت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، أن مستويات التضخم بالسوق الأمريكى لم تصل بعد إلى القمة، حول مستويات 10%، مقارنة بـ 8.2% في نهاية مايو الماضي.

أضافت أن رؤوس الأموال تبحث حاليًا عن أصول تحفظ قيمها مع تحديات كبيرة بانتقاء هذه الأصول فى ظل تأثيرات التقلبات الاقتصادية مع الأزمات المتلاحقة على الاقتصادات الكبرى والناشئة.

ورجحت أن تكون قرارات المركزي المصرى فى اجتماع لجنة السياسة النقدية موجهًا لعمليات دمج واستحواذ جديدة، مع انخفاض أسعار الأسهم لمستويات جاذبة، وارتفاع قيمة الدولار أمام سلة العملات بما فيها الجنيه المصري.

وقالت إن المؤشر الرئيسى للسوق يختبر مستوى 9700 نقطة وهو أقرب مستوى دعم له، فى ظل تراجع مستويات السيولة، و أى ارتداد صاعد للسوق يجب اقتناصه في الخروج وتقليص نسب الأسهم فى المحافظ لصالح السيولة، مع البعد عن الشراء بالهامش وتفعيل مستويات وقف الخسارة بشكل فورى نظرًا لارتفاع نسب المخاطرة.

وتراجع مؤشر “EGX30 capped” بنهاية الأسبوع الماضى، نحو 3.4% إلى مستوى 12171 نقطة، فيما انخفض مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.96% مستقرًا عند مستوى 2738 نقطة.

حسن: يجب التركيز مع القطاعات الجاذبة لعمليات الاستحواذ والدمج

أشار محمد حسن العضو المنتدب لشركة بلوم لإدارة الأصول، إلى ضرورة التركيز على الأسهم القيادية وخاصة فى القطاعات التى تشهد صفقات استحواذ مثل القطاع العقاري، وتوقع أن يتجاوز سعر سهم شركة مدينة نصر للإسكان مستوى 2.5 جنيه، حال تأكيد الأخبار المتداولة بشأن استحواذ إحدى الشركات الإماراتية عليها فى إفصاح رسمى للبورصة المصرية.

توقع أن أن يتحرك المؤشر الرئيسى عرضيا بين مستويات 9800و 10200 نقطة خلال الجلسات المقبلة، ما لم تؤثر عليه عوامل خارجية جديدة، وتوجدإشارات تستدعى التجهيز للتجميع وانتقاء بالأسهم التى بدأت تكوين تحركات إيجابية من مستويات الدعم.

سجل السوق قيم تداولات 9.5 مليار جنيه بنهاية الأسبوع، من خلال تداول 2.4 مليار سهم، بتنفيذ 177 ألف عملية بيع وشراء، مقارنة بتداولات الأسبوع السابق التى بلغت قيمتها 11.8 مليار جنيه وكمية تداولات 2.3 مليار سهم، عبر 158 آلاف عملية، ليستقر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة عند مستوى 657.7 مليار جنيه.

وسجلت تعاملات الأجانب صافى بيع بقيمة 637.2 مليون جنيه، بنسبة استحواذ 24.3% من عمليات البيع والشراء على الأسهم، واتجه العرب، نحو الشراء بصافى تعاملات بلغ 53.4 مليار جنيه، وبنسبة استحواذ 5.3% وذلك بعد استبعاد الصفقات، واستحوذت الأسهم على 44.5% من تعاملات البورصة المصرية خلال الأسبوع الماضى، و مثلت قيمة تداول السندات نحو 55.5% من التعاملات.