يصول ويجول كل منا فى الحياة بحثا عن إضافة قيمة وأثر نافع يدوم بعد وفاته ويكون له شفيعا يوم القيامة، أى نبحث جميعا عن الحياة الحافلة والسيرة العطرة فمن أصابهما فقد أصاب الحسنيين، ونحن قبل أيام ودعنا رجلا قد أصاب الاثنين هو الدكتور أحمد سعد، المهنى المتفرد.
يعد الدكتور أحمد سعد رئيس الهيئة العامة لسوق المال الأسبق أحد رواد سوق الأوراق المالية المصرى فله بصمات بيضاء لا ينكرها عاقل بصير، فلقد شارك فى وضع أركان ولبنات أساسية على الجانب التشريعى والتنظيمى وكذلك آليات التداول، لايزال الجميع يضيف عليها تحسينات الآن أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قواعد عمل صندوق ضمان التسويات وقواعد التداول فى ذات الجلسة وغيرها من القواعد، ولن أسهب كثيرا فى ذكر إسهاماته فى السوق فهى كثيرة ومتعددة ويعلمها القاصى والدانى.
فقد كان لى الشرف أن تزاملت والدكتور أحمد سعد خلال رحلته الحافلة الغنية فى سوق الأوراق المالية، فى محطات مختلفة البداية خلال فترة خدمتى فى وزارة الاستثمار مع الدكتور محمود محيى الدين، وسافرنا سويا للتعرف على أفضل الممارسات العالمية فى أسواق المشتقات، وصولا إلى محطة مهمة وهى عضوية مجلس إدارة شركة مصر للمقاصة فى فترة شديدة الصعوبة حيث أظهر خلالها الدكتور أحمد سعد سمات شديدة المهنية لكن بإنسانية رائعة أهمها مساندة وتطبيق الحق والقواعد والقوانين والإصرار عليها لكن بمنتهى الحكمة دون البحث عن شهرة أو مقابل.
الدكتور أحمد سعد لمن يعرفه جيدا كان له نصيب من اسمه فقد كان مصدر ال «سعد» لأى مجلس يحضره بخبرته الواسعة ورحابة صدره وسعة أفقه وإقباله على التعاون وتقديم الدعم.
لقد كان الدكتور أحمد سعد ناصحا أمينًا ومسئولا مخلصا ومعلما لا يبتغى غير وجه الله تعالى فى مشاركة ونقل علم ينتفع به بعد وفاته.
تعرض الدكتور أحمد سعد لمحطات صعبة على مدار عمره كانت كفيلة أن تهد جبال وتدفعه لأن ينسحب ويبتعد لكنه بلا هوادة وبإصرار ورحابة صدر كان يقف ويواجه ذلك مؤمنا أن المولى عز وجل سيقتص له حقه فقد كان لديه الإيمان الكامل بعدل المولى عز وجل. ولمن يعرف الدكتور سعد ومحطاته الصعبة يعلم تقبله لكل الأزمات وكيف أن المولى عز وجل دائما ما كان يظهر الحق ولو بعد حين.
لا أقول وداعا ولكن إلى لقاء دكتور أحمد سعد فى دار الحق.
داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويشفع فيه عمله وأثره الطيب، وأن يربط على قلوب كل محبيه وتلاميذه وأصدقائه والمحزونين على فراقه.
اللهم ارزقنا وإياكم الحياة النافعة والسيرة العطرة.