عرفت الراحل الأستاذ الدكتور أحمد سعد فى عام 2000 ولنحو 22 عاما لم يتغير فيها الرجل بل كما هو مُولد وينبوع للأفكار المتجددة التى لا تنضب سواء وهو أستاذ جامعى أو أثناء عضويته لصندوق ضمان التسويات ممثلاً لشركات السمسرة أوهو رئيس لقطاع العمليات بهيئة سوق المال وعضواً بمجلس إدارة البورصة ولجانها التنفيذية أو نائبا لرئيس الهيئة أو بعدما تركها أو بعد عودته إليها رئيسا وعملت معه طوال هذة المدة اتعلم منه على المستوى الأكاديمى والعملى وعلى مستوى كيفية ابتكار الحلول والأفكار.
لم أشهده يدخل صراعاً لانتصار شخصى، أو يجادل من أجل الظهور أو متملقاً، إلا أن كثرة علمه وخوفه كتمه كانت تدفعه للتحدث دائماً والشرح بلا كلل أو ملل،
رجل من عالم أخر، ينهال علينا بحلول وأفكار وكأنها مكتوبة أو محفورة فى رأسه.
لا أعتقد أنى قابلت رجالاً من طينته إلا قليل لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة معلمون بضمير ومتواضعون لا ينتصرون لأنفسهم ومتسامحون حتى مع من يظلمهم، مبادئهم ترفعهم عالياً فى القلوب والعقول.
ليس هذا فحسب، فلا أعتقد أنى رأيت شخصاً يمكنه توليد هذا الكم من الأفكار والحلول ومشاركتها بهذه البساطة، دائما أجد لديه أكثر من حل و أكثر من بديل لأى مشكلة أعرضها عليه.
رجل عاش بطبيعته بدون تكلف وبخلقه الدمث بابتسامته الرائعة المرسومة على جبينه، وبهيبته التى كانت جزءا من شخصيته.
إلا أن الأجمل فى الأستاذ الدكتور أحمد سعد، أنه كان يقدم فريق العمل على نفسه ويتحدث عن فريقه أكثر من حديثه عن نفسه، وينكر ذاته ويشجع من حوله على الوصول إلى منابع الأفكار والحلول، أحسبه المعلم الأكبر أو الأصح كبير سوق المال، و«جينراتور الأفكار».
وفى يوم وفاته الفجائية ضج مجتمع سوق المال بالدعاء له بالمغفرة والرحمة.
ماذا بينك وبين الله يا رجل ليحبك من حولك بهذا القدر ويدعون لك بالمغفرة بهذا الإخلاص.