إن أقرب صورة يُمكننا أن نتخيل بها ماهية NFT هي امتلاكك لعقد أصل ما بدون الحصول عليها فعلياً بين يديك، أو بمعنى أكثر دقة امتلاك الشخص لعقد فكرة ما لم يتم تنفيذها بعد أو قيد التنفيذ. رموز NFT أو فيما يعرف باسم الرموز غير قابلة للاسترداد أو الاستبدال هي التقنية الأحدث في تاريخ التكنولوجيا الحديثة في الوقت الراهن وتعزز عالم الميتافيرس الذي على وشك احتلال العالم الفعلي عن قريب. لذلك، نقدم في هذا المقال كُل ما وصل إليه العِلم الحديث إلى الآن عن رموز NFT الغير قابلة للاسترداد أو الاستبدال.
ما هي رموز NFT الغير قابلة للاستبدال؟
إن NFT هو ملخص لكلمة Non-Fungible Token والتي تشير إلى الرموز التي لا يُمكن استبدالها على الإطلاق، وهو ما يجعل هذه الرموز تندرج تحت الرموز المشفرة. تشير الرموز غير القابلة للاستبدال إلى امتلاك عقود ذكية لأصل أو مجموعة من الأصول الرقمية والتي في بعض الأحيان يُمكن أن تكون أصول حقيقية ولكن متاحة عبر الإنترنت. إن الشخص الذي يمتلك العقد الذكي لامتلاك أصل مُعين يعني أنه الشخص الذي له الحق في عرض هذا الأصل للبيع أو المشاركة أو التصرف فيه بأي شكل من الأشكال. لذلك، أصبحت الرموز غير القابلة للاستبدال هي بمثابة مجموعة من الاستثمارات الحديثة التي أصبح الإقبال عليها من قبل المستثمرين عالِ المستوى، لاسيما في الآونة الأخيرة مع دخول التكنولوجيا في جميع مجالات الحياة اليومية والمهنية والعملية.
متى بدأت رموز NFT في الظهور؟
ارتبطت رموز NFT بعملة الإيثيريوم نظراً لأن كلاً منهما ظهرا في نفس العام ونظراً أيضاً لأن عمليات عرض بيع أصول NFT تتم بالعملات الرقمية، لاسيما الإيثيريوم. بدأت رموز NFT في الظهور منذ عام 2014 حيث قام المبرمج الروسي فيتاليك بوترين آن ذاك بإنشاء أول رمز NFT اعتماداً على تقنية البلوك شين. لم تلقى رموز NFT آنذاك إقبال كبير نظراً لعدم استعداد العالم وقتها لاستقبال مثل هذه التقنية عالية المستوى، ولكن منذ بداية عام 2021 وقد أصبح النشاط متسع وكبير حول NFT. يُعتبر كيفن مكوي هو أول شخص قام بتداول رمز NFT عندما عرض لوحته التي تسمى QUANTUM للبيع بعد تحويلها إلى رموز غير قابل للاستبدال وقُدر ثمن بيعها بأكثر من سبعة ملايين دولار أمريكي. أصبحت رموز NFT من أكثر الأنشطة التي أقبل عليها الكثيرين في الوقت الراهن، وأصبح انتشارها لا مجال للشك فيه على الإطلاق. منذ عام 2017، تم إنفاق أكثر من 180 مليون دولار أمريكي على الملفات الرقمية ورموز NFT وذلك نتيجة لعمليات بيع وشراء الأعمال الفنية المشفرة والمُحولة لرموز NFT.
هل هناك فرق بين NFT والعملات الرقمية؟
على الرغم من ظهور NFT والإيثريوم في نفس الوقت، إلا أن بينهما اختلاف كبير. إن العملات الرقمية هي عملات تم انشاءها وتداولها وتبادلها عبر الإنترنت وتكمن قيمتها الأساسية في قيمتها المادية. على الصعيد الآخر، إن رموز NFT هي رموز غير قابلة للاستبدال بأي شكل من الأشكال حيث أنه تشير إلى العناصر الفنية التي تأخذ بلوكات مشفرة في البلوك شين والتي يُمكن عرضها للبيع والمشاركة عبر مواقع تداول الأعمال الفنية الخاصة برموز NFT. تكمن القيمة الأساسية لرموز NFT ليس فقط في القيمة المادية، ولكن على الأغلب في القيمة المعنوية التي يحصل عليها المالك في حالة انتشار العمل الفني الخاص به بسرعة وبانتشار ذو مدى واسع. يُمكن أن يكون الاتفاق الوحيد بين رموز NFT والعملات الرقمية هو اعتماد كلاً منهما على تقنية البلوك شين في تشفير المعلومات الخاصة بمالك العملة أو الرمز.
أنواع الأصول التي يُمكن تحويلها إلى رموز NFT
إن الأصول التي يُمكن تحويلها إلى أصول رقمية لا حصر لها وتعتمد بشكل أساسي على إمكانية تحويل هذه الأصول إلى رموز رقمية من خلال البلوك شين. فيما يلي مجموعة من الأصول التي يُمكن تحويلها إلى NFT والاستفادة منها، كما هو موضح أدناه:
- عناصر رقمية بالفعل:
- مشورات على مواقع التواصل الاجتماعي
- موسيقى رقمية
- ألعاب إلكترونية
- مقالات معروضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومدونات النشر
- عناصر مادية:
- عقارات سكنية
- أراضي
- مجوهرات
- أحجار كريمة
- تُحف
- لوحات فعلية
إن تحويل مثل هذه الأمثلة المعروضة أعلاه من أفضل الاستثمارات الحالية ولذلك أصبح كبار المستثمرين في الوقت الراهن يعملن على تحويل العناصر الرقمية والفعلية إلى رموز NFT لكي يكون لهذه الرموز مكاناً في عالم الميتافيرس القادم.
كيف يُمكن التربح من NFT في مصر؟
تربح الكثير من الأشخاص من وراء رموز NFT، على سبيل المثال تربح الفنان الأمريكي مايك وينكلمان أكثر من 70 مليار دولار أمريكي مقابل لوحة فنية تم بيعها في دار كريستيز. بينما تربحت شركة الأزياء العالمية جوتشي بربح مزاد عالمي تم عرضه في لعبة روبلوكس، وغيرها الكثير من القصص التي تشير إلى تربح الكثيرين من وراء بيع وتداول ومشاركة رموز NFT. ولكن ماذا عن الشرق الأوسط، ولاسيما مصر؟
إن التربح من وراء رموز NFT قد بدأ بالفعل في البلاد العربية، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، تحديداً في إكسبو دُبي. تم مناقشة فاعليات دخول البلاد العربية في استثمارات NFT في الآونة الأخيرة في المؤتمر الإبداعي بإكسبو دبي. تُعتبر عملية الانضمام إلى مجتمع NFT من العمليات واضحة الخطوات والتي يُمكن التربح منها بسهولة إذا كان المالك يمتلك فكرة فريدة من نوعها وقادرة على جذب الكثير من الاستثمارات حولها. فيما يلي خطوات التربح من NFT في مصر:
- فتح محفظة تضم عملات إيثريوم وذلك من خلال ربح هذه العملات إما من الألعاب والمنصات التي تدعم هذه الخاصية في مصر أو من خلال تداول العملات الرقمية والتي أصبح أمراً قانونياً في مصر.
- العمل على الربط بين محفظة الإيثريوم ومنصات بيع وشراء رموز NFT.
- البدء بصناعة العنصر الذي سيتم تحويله لرموز NFT وتحديد سعر البيع وعرض العنصر الرقمي الفني لمزاد رقمي.
- اختيار عملية سحب الأرباح بالطريقة التي تتناسب مع البلد، والتي غالباً ما تكون من خلال أحد البنوك الأجنبية.
كشف المؤتمر الإبداعي الرقمي في اكسبو دبي بأن حجم التداولات التي ستتم في العالم أجمع بما في ذلك العالم العربي حول الرموز غير قابلة للاستبدال ستبلغ ما هو أكثر من 400 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025. لذلك، أصبحت الخطوات السابق ذكرها متاحة للجميع وسهلة الوصول لها في الوطن العربي، لاسيما مصر.