تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الأربعاء، بعد ارتفاعها في الجلسات الثلاث السابقة، لكن جاءت الخسائر محدودة وسط التوقعات بأن نقص الإمدادات العالمية سيستمر حيث يوجد مجالاً محدوداً أمام كبار المنتجين الرئيسيين مثل السعودية لتعزيز الإنتاج.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 44 سنتا ما يعادل 0.4% لتصل إلى 111.32 دولار للبرميل، لتتخلى عن مكاسبها السابقة، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أغسطس 61 سنتًا، ما يعادل 0.5% لتصل إلى 117.37 دولارًا للبرميل، لتعكس مكاسب سابقة.
وسينتهي عقد أغسطس يوم الخميس المقبل، وكان عقد سبتمبر الأكثر نشاطًا عند 113.14 دولارًا، ليتراجع 66 سنتًا، ما يعادل 0.6%.
وارتفع كلا الخامين القياسيين ما يتجاوز 2% يوم الثلاثاء السابق، حيث طغت المخاوف بشأن تراجع الإمدادات العالمية على المخاوف من أن الطلب قد يتباطأ في حالة الركود في المستقبل، كما عزز اتفاق مجموعة الدول السبع الاقتصادية لاستكشاف طرق للحد من سعر النفط الروسي معنويات السوق.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للبحوث في شركة نيسان للأوراق المالية: “قام المستثمرون بتعديلات في مراكزهم، لكنهم ظلوا متفائلين بشأن التوقعات بأن السعودية والإمارات لن تتمكنا من رفع الإنتاج بشكل كبير لتلبية الطلب المتعافي، مدفوعين بالزيادة في وقود الطائرات”.
وأضاف كيكوكاوا: “قد تظل أسعار النفط أعلى مستوى 110 دولارات للبرميل بسبب مخاوف من تعطل متوقع للإمدادات بسبب الأعاصير مع دخول الولايات المتحدة فصل الصيف”.
وتعتبر السعودية والإمارات، العضوان الوحيدان في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” اللذان لديهما طاقة فائضة لتعويض الإمدادات الروسية المفقودة والإنتاج الضعيف من الدول الأعضاء الأخرى.
ولكن قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، يوم الاثنين الماضي، إن الإمارات تسعى بأقصى طاقة إنتاجية لتلتزم بحصتها البالغة 3.168 مليون برميل يوميا بموجب اتفاق مع “أوبك”.
وأكدت تعليقاته تصريحات الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” الذي أبلغ الرئيس الأمريكي “جو بايدن” على هامش اجتماع مجموعة السبع أن الإمارات تنتج بأقصى طاقتها وأن السعودية يمكن أن تزيد الإنتاج بمقدار 150 ألف برميل فقط في اليوم، أي أقل من طاقتها الاحتياطية البالغة نحو 2 مليون برميل في اليوم.
وحذر محللون من أن الاضطرابات السياسية في الإكوادور وليبيا قد تزيد من أزمة نقص الإمدادات.
ووفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي، قدمت بيانات المخزون في الولايات المتحدة بعض المؤشرات بتحسن إمدادات الوقود ورغم ذلك، ارتفعت مخزونات البنزين للأسبوع المنتهي في 24 يونيو الماضي بمقدار 2.9 مليون برميل وارتفعت إمدادات الوقود المقطر بمقدار 2.6 مليون برميل، وتراجعت مخزونات النفط 3.8 مليون برميل.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن من المتوقع أن تكون مخزونات الخام الأمريكية قد انخفضت في الأسبوعين الماضيين، وتم تأجيل تقرير الحكومة الأسبوعي عن حالة البترول الأسبوع الماضي بسبب عطل في الأجهزة، وسيتم نشر البيانات لكلا الأسبوعين معًا اليوم الأربعاء.