تراجع الإنتاج العالمى يرفع الطلب على المنتج المصرى فى «القارة العجوز»
توقع مصدرو حاصلات زراعية بأن يكون موسم تصدير البطاطا الحلوة هذا العام استثنائيًا على مستوى الكميات والعائدات، بل وقد يعوض خسائر المزارعين وتراجع الأسعار خلال السنوات الأخيرة، بدعم من انخفاض المساحات المنزرعة وبالتالى الإنتاج، رغم وجود تعليقات سلبية بسبب التغيرات المناخية وتردى الحالة الاقتصادية العالمية.
قدر إيهاب أشرف، رئيس شركة “ITC”، تراجعًا فى حجم إنتاج محصول البطاطا الحلوة محليًا بنحو 35% هذا العام مقارنة بإنتاج العام الماضى، مدفوعًا بعزوف المزارعين عن زراعة البطاطا الحلوة هذا العام بعد الخسائر التي سجلتها خلال العامين الماضيين.
توقع أشرف لـ«البورصة»، أن يُسهم تراجع الكميات فى ارتفاع سعر المحصول خلال العام الجارى، والذى يأتى موسم تصديره بالتزامن مع تعطش السوق الأوربية للمحصول المصرى بسبب تأخر ظهور المحصول بنحو 3 أسابيع.
يبدأ موسم تصدير البطاطا الحلوة منتصف شهر يوليو من كل عام، لكنه جاء متأخرًا هذا العام بنحو 3 أسابيع، حيث بدأ مطلع الأسبوع الثانى من أغسطس الجارى، وحتى نهاية يناير من العام التالى.
تظهر نتائج صادرات المحصول إيجابية هذا العام، إذ ارتفعت الكميات خلال أول 10 أشهر من الموسم التصديرى الجارى، الذى يبدأ فى سبتمبر من كل عام وحتى أغسطس من العام التالى، إلى 97 ألف طن بقيمة 47 مليون دولار، مقابل 82 ألف طن بقيمة 38.5 مليون دولار في الفترة نفسها من الموسم التصديرى السابق، بنمو 18.2% على مستوى الكميات، و22% للعائدات.
أوضح أشرف، أنه خلال الفترة الحالية ينفرد المحصول المصرى بالأسواق الأوروبية بعد نفاد المنتج الأمريكى وتراجع الصادرات من إسبانيا التي تعود إلى المنافسة متأخرة فى وقت لاحق من الموسم.
وعزا أشرف، تأخر موعد بدء الموسم إلى أغسطس الجارى مقابل يوليو خلال السنوات الماضية، إلى التغيرات المناخية وموجات الصقيع التى ضربت البلاد خلال العام الجارى.
لفت إلى تراجع محصول البطاطا الحلوة فى إسبانيا بنحو 40% هذا العام مع توجهها لزيادة إنتاج محاصيل الحبوب التى تنتجها أوكرانيا لتوفير بدائل لسيناريوهات الغذاء فيما بعد الغزو الروسى لأوكرانيا، والتى أخذت جزءا كبيرا من مساحات البطاطا الحلوة.
أوضح أن غالبية صادرات البطاطا الحلوة المصرية توجه إلى السوق الأوروبية بشكل رئيس، وتعتبر إنجلتر أكبر مستورد للبطاطا الحلوة من مصر تليها بولندا التى تعيد تصديرها لباقى الدول الأوروبية مرة أخرى.
أضاف أن أمريكا تعتبر أكبر منتج للبطاطا الحلوة لكنها تسبق موسم تصدير البطاطا الحلوة من مصر، ويستفيد المنتج المصري من الفاصل الزمنى فى موسم التصدير بين المنتج الأمريكى والإسباني في أوروبا.
وذكر أشرف أن سعر الكيلو في السوق الأوربية ارتفع من 0.60 و0.65 يورو إلى ما بين 0.80 و0.85 يورو حاليا نتيجة تراجع المعروض العالمى من المنتج.
تخوف فرج يوسف، رئيس محطة أبناء أبيس لتعبئة البطاطا، من أن برودة الطقس التى امتدت حتى شهر مايو الماضى قد تسببت في تراجع إنتاجية الفدان، مع التأثير على مُعدلات نمو الجذور التى تُفضل الأجواء الدافئة للتمدد.
أضاف يوسف أن حجم الثمار هذا العام أقل، وقد يفوت ذلك فرصا تصديرية على السوق، خاصة وأن أوروبا تفضل الأحجام الكبيرة التي تتراوح بين 350 و600 جرام، كما أن صغر الحجم قد يؤثر على الأسعار فى بعض فترات الموسم.
وأشارت إنجى الشهاوى، كبير مديرى التصدير فى مجموعة “HNTS” المصرية، إلى ارتفاع التكلفة الزراعية الذى يأكل الأرباح بصورة مستمرة، لتزداد المواسم التصديرية صعوبة رغم النتائج الجيدة.
أوضحت أن التحدى الرئيس حاليًا هو ارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة، وتكلفة الشحن، ما جعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للمصدرين المصريين والمستوردين الأجانب.
قالت إن الموسم الجديد لا يختلف من حيث التحديات المتزايدة، فالغزو الروسى فى أوكرانيا كان له تأثير كبير على السوق الأوروبية، حيث يتأثر الاقتصاد العالمى بشكل سيء، وبعد أن دخلت الولايات المتحدة في حالة ركود، حذر الاقتصاديون من أن الركود فى أواخر هذا العام يبدو ممكنًا بشكل متزايد فى أوروبا أيضًا.
أوضحت أن أوروبا هى المستورد الأكبر للبطاطا الحلوة المصرية، لكن أسواق القارة العجوز ليست بحالة جيدة من الناحية الاقتصادية ما يؤثر على الطلب.