لا شك أن موسم السياحة الصيفية المزدهر يعد مصدر ارتياح ليس للشركات التركية فقط، بل أيضاً للرئيس رجب طيب أردوغان ومسئوليه، الذين يتسابقون للحصول على أكبر قدر ممكن من العملات الأجنبية لدعم الاقتصاد.
وبعد عامين من الاضطرابات المتعلقة بوباء كورونا، تسير السياحة فى كبادوكيا، وهى منطقة مثلها مثل بقية أنحاء تركيا، نحو تسجيل عام قياسى بدعم من انخفاض قيمة الليرة التى جعلت البلاد وجهة عطلة أرخص من دول أوروبية عديدة منافسة.
وأشارت أحدث الأرقام الحكومية إلى ارتفاع أعداد الزوار الأجانب بنسبة 53% على أساس سنوى فى يوليو.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن ارتفاع فاتورة استيراد الطاقة الناجم عن ارتفاع الأسعار العالمية الناتجة عن حرب أوكرانيا فاقمت اختلال التوازن بين واردات وصادرات تركيا، وهذا أدى بدوره إلى زيادة الضغط على الليرة، التى تراجعت من سعر صرف بلغ نحو 8.6 للدولار قبل عام إلى أكثر من 18 ليرة اليوم، ما أدى إلى استنزاف احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية.
وأوضح سيلفا ديميرالب، أستاذ الاقتصاد فى جامعة كوتش بإسطنبول، أن “إيرادات السياحة أمر بالغ الأهمية فى هذه البيئة لتخفيف الضغوط، فقد لجأت الحكومة إلى السياحة كخيار أخير لإنقاذ الموقف”.
وعانت صناعة العطلات فى تركيا من أعوام قليلة صعبة، حيث تراجع عدد الزوار الأجانب القياسى البالغ 45 مليون فى عام 2019 إلى ما يقل عن 13 مليون بعد ذلك بعام بعد أن تسببت أزمة كورونا فى خسائر فادحة.
وتسبب هذا الانخفاض فى إلحاق الألم بالمنتجعات الشاطئية المعتمدة على السائحين وكذلك إسطنبول، وهى وجهة شهيرة لقضاء العطلات فى المدينة، ومواقع مثل كبادوكيا الواقعة فى قلب منطقة وسط الأناضول.
وتعافت الأرقام جزئياً فى عام 2021، ووصلت إلى نحو 25 مليون زائر، لكن قواعد الحجر الصحى وحظر السفر ضمنت انخفاض عدد الوافدين بشكل كبير عن ذروتهم.
وكان شهر يوليو “الأفضل على الإطلاق” بالنسبة لفنادق المنطقة رغم غياب السياح الصينيين، الذين عادةً ما يشكلون نسبة كبيرة من الزوار، وذلك بسبب الإغلاق الصارم فى بلادهم، لكن الزوار القادمين من الدول الآسيوية الأخرى والأمريكيين الجنوبيين والأوروبيين والأمريكيين يشغلون أماكنهم.
وحتى الروس مازالوا يأتون إلى البلاد على الرغم من المخاوف المتعلقة بحرب الرئيس فلاديمير بوتين فى أوكرانيا والتداعيات الاقتصادية للعقوبات الغربية، والتى يُفترض أن تبقيهم فى أوطانهم، وجاء الزوار الروس فى المرتبة الثانية بعد الألمان فى الأشهر السبعة الأولى من العام الجارى.
جدير بالذكر، أن شركات السياحة التى تخدم الزوار الدوليين محمية بشكل كبير من التضخم التركى البالغ 80% وانخفاض قيمة العملة لأن أسعارها مذكورة باليورو أو الجنيه الإسترلينى أو الدولار، أو مرتبطة بالعملة الأجنبية فى العموم.