
«خضر»: الإنتاج المحلى من منتجات الكتابة والطباعة يكفى ثلث الاحتياجات فقط
توقع منتجو ورق الطباعة والكتابة والكرتون، تراجع تنافسية المنتج الأوروبى فى أسواقه التصديرية، ما يعزز تنافسية نظيره المصرى، خصوصاً بعد النقص الحاد فى إمدادات الغاز لدول الاتحاد الأوروبى، بينما يرى المنتجون، أنَّ الأزمة الأوروبية سيكون لها انعكاس سلبى على المنتج المحلى الذى يعتمد على خامات أوروبية؛ أبرزها لب الخشب.
قال أنور محمود، رئيس مجلس إدارة شركة حورس، المتخصصة فى صناعة الورق والكرتون، إنَّ التقلبات التى يشهدها قطاع الطاقة فى أوروبا، ستتسبب فى تخفيض الطاقات الإنتاجية لديهم لأدنى مستوياتها، وبالكاد سيتم إنتاج الاحتياجات المحلية فقط.
وأوضح أنه من الصعب الاتجاه لزيادة الطاقات الإنتاجية محلياً أو ضخ استثمارات جديدة فى مجال ورق الكتابة والطباعة؛ لأنه لب الخشب الخامة الرئيسية المستخدمة فى الإنتاج تُستورد من أوروبا.
وقال عمرو خضر، رئيس الشعبة العامة لتجار ومستوردى الورق بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنَّ أسعار ورق الكتابة تشهد ارتفاعاً، خلال الفترة الحالية؛ بسبب تكدس البضائع فى الموانئ، وفور إنهاء أزمة الاعتمادات المستندية وعودة حركة التجارة الخارجية لطبيعتها، من المتوقع انخفاض الأسعار.
أضاف أن مصر دولة مستوردة لورق الكتابة والطباعة؛ لأن الإنتاج المحلى يكفى ثلث الاحتياجات المحلية فقط وبقية الاحتياجات يتم استيرادها من الخارج، وبالنسبة لورق الجرائد والمجلات، يتم استيراد جميع الاحتياجات بالكامل.
وأوضح أن السوق يستورد لب الخشب النقى المادة الخام لصناعة ورق الكتابة والطباعة، من كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، أما بالنسبة للمنتج النهائى فيتم استيراده من الصين والهند وبعض دول الاتحاد الأوروبى.
واقترح تحفيز المستثمرين لإنتاج ورق الكتابة والطباعة والصحف محلياً؛ لأنه منتج مستورد بنسبة %100، وبسبب التعداد السكانى لمصر المتزايد بمعدلات كبيرة فإنَّه متوقع نمو الطلب على هذه المنتجات، خاصة ورق الكتابة والطباعة؛ لأن المنظومة التعليمية فى مصر ما زالت تعتمد بشكل أساسى على الكتب.
وقال وليد زكى، المدير المالى لشركة إيماك، المتخصصة فى صناعة الكرتون، إنَّ نقص المعروض من المنتج الأوروبى خلال المرحلتين الحالية والمقبلة، يعنى تنافسية أعلى للمنتج المصرى سواء داخل السوق المحلى أو الأسواق التصديرية، وليس بالضرورة التصدير لأوروبا نفسها، ولكن سيحصل الكرتون المصرى على فرص أفضل داخل أسواق التصديرية.
أضاف أن أزمة الطاقة فى السوق الأوروبى وآثارها السلبية على القطاع الصناعى، سيكون عاملاً إيجابياً للمنتجات المحلية، لكنَّ ثمة جانباً سلبياً ينتظر المنتج المحلى، وهو اضطرار الشركات إلى استيراد بعض خامات الورق من القارة العجوز.
وقال الدكتور محمد عبدالله، العضو المنتدب بشركة مصر إدفو للب وورق الكتابة والطباعة، إنَّ الشركة لديها خطة تعمل على تنفيذها لرفع الطاقات الإنتاجية كإحدى أدوات خفض التكلفة فى ظل الارتفاع العالمى لأسعار الغاز الطبيعى، ولرفع تنافسية المنتج المصرى فى السوقين المحلى والعالمى.
أضاف لـ«البورصة»، أن الشركة تجرى حالياً عمليات إحلال وتجديد لبعض الماكينات، كما تجهز عنابر بالكامل بتكنولوجيا حديثة لزيادة الطاقات الإنتاجية بمراحل التصنيع المختلفة، وفقاً للمتاح لديها من سيولة.
ولفت إلى أن الشركة تعتزم تدشين خط إنتاج جديد للب الورق بطاقة إنتاجية تتراوح بين 50 و60 ألف طن يوميًا، لتضاف إلى الخط الحالى الذى تبلغ طاقته 120 ألف طن يوميًا.
أوضح «عبدالله»، أن الشركة تسعى للاستفادة من مبادرات وزارة البيئة لدعم الشركات للتحول للاقتصاد الأخضر، إذ إنَّ الورق صناعة تعتمد بشكل أساسى على الغاز ما يفتح الطريق أمام المنتج المصرى للتوسع بشكل أكبر محلياً مع التراجع المتوقع فى الكميات المستوردة من أوروبا.