«إدفو» تعتمد على مخلفات صناعية وزراعية في عملية تصنيع الورق
«طلبة»: القطاع يحتاج إلى استثمارات أكبر لإعادة تدوير ” هدر” مصانع الملابس
الجباس: إنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة من مخلفات دباغة الجلود بـ “الروبيكي”
العجار: المصنع يفرز كل مخلفات الصناعة ويعيد بيعها للمصانع العاملة بالقطاع الرسمى
أصبح لزامًا على القطاع الصناعى المعالجة الآمنة لمخلفاته الصناعية وفائض الخامات الخاصة به، خضوعا لشروط الشهادات المؤهلة للتصدير وللتوافق مع القوانين البيئية.
وتلجأ بعض الصناعات لاستخدام المدافن الصناعية وأخرى تعيد تدوير الفائض أو الهالك ليدخل من جديد فى عملية التصنيع.
قال محمد عبد الله، العضو المنتدب لشركة إدفو للورق، إن الشركة تنتج الورق معتمدة على مُخلف صناعى من عملية عصر القصب وهو«الباجاس»، فضلا عن استخدام بعض المخلفات الزراعية الأخرى مثل «البوص».
أضاف أن عملية تصنيع الورق تعتمد على هذه المخلفات الصناعية والزراعية، كما تستفيد هذه الصناعة من مخلفات عملية فصل النخاع، حيث يتم بيعها لمصانع الأسمدة العضوية لإنتاج «كمبوست».
لفت إلى الاستفادة أيضًا من البخار الناتج عن عملية التصنيع، فضلا عن استخدام التقطير الناتج عن عملية البخر في استعادة المياه واستخدامها مرة أخرى في عملية التصنيع.
وفيما يخص الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عملية التصنيع، أوضح أن «إدفو للورق» تعتمد على صيد هذه العوادم من خلال المُرسب الكهربائي، كما تعيد الشركة تدوير مخلفاتها من الورق ليدخل من جديد في عملية التصنيع.
وقال مجدى طلبة، الرئيس السابق للمجلس التصديرى للصناعات النسيجية والملابس الجاهزة، إن مصانع الملابس الجاهزة مازالت لم تستفد من الهادر لديها، حيث يتم إعادة تدوير نحو 10% فقط باستخدامه فى بعض الصناعات مثل الكليم وغيرها.
لفت إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الأوروبية في هذا الشأن، حيث تمتلك دول مثل إيطاليا وإسبانيا مصانع عملاقة تعيد تدوير هادر تصنيع الملابس الجاهزة وباقى الصناعات النسيجية بإنتاج أقمشة لتستخدم مرة أخرى في مصانع الملابس.
أوضح أن هذه العملية تحافظ على البيئة وتقلل من المخلفات، فضلا عن تقليلها خطر تخزين قصاصات الأقمشة أو حتى عمليات الحرق التى من الممكن أن يلجأ إليها البعض.
أشار إلى وجود عدد محدود من المصانع التي تعيد تدوير قصاصات الأقمشة ولا تغطي هادر القطاع، مؤكدًا أهمية جذب استثمارات أكبر فى هذا القطاع، خاصة مع توجه مصر لتقليل الانبعاثات الخاصة بالمصانع.
كما طالب بضرورة إعطاء أفضلية للمنتجات التي تعتمد على مدخلاتها من إعادة التدوير.
وقال عبد الرحمن الجباس، نائب رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن عملية دباغة الجلود ينتج عنها 3 أنواع من المخلفات.
وأضاف أن تلك المخلفات، هي الكيماويات المستخدمة في عملية الدباغة، ومخلفات ناتجة عن عملية التعامل مع الجلود الخام، والقصاصات الناتجة عن عمليات قص وتجهيز الجلد فى المرحلة النهائية.
وأشار إلى أن مدينة الروبيكي للجلود تعتمد على محطة لمعالجة مياه صرف المدابغ في المدينة، والتي تعالج المركبات الكيماوية والعناصر الضارة من المياه قبل ضخها فى مياه الصرف.
ولفت إلى أن المدابغ تعتمد أيضا على الاستفادة من مخلفات عملية تجهيز الجلد الخام «النيئ» ويتم إدخالها في صناعة الغراء والجيلاتين.
وقال إنه يجرى حاليًا إنشاء مصنع في مدينة الروبيكي للاستفادة من قصاصات ومخلفات عملية التصنيع لإنتاج الأسمدة، وذلك من خلال شركة أجنبية تجهز حاليًا لإنشاء المشروع.
وذكر أن المدابغ كانت لا تستفيد من قصاصات الجلود الناتجة عن عمليات قص وتجهيز الجلد في شكله النهائي وكانت تضعها في مدافن صحية، لكن من خلال المصنع الذى يُقام حاليًا ستحصل المصانع على عائد لهذه المخلفات كما سيجنبها تكلفة نقل ودفن المخلفات.
وقال محيى حافظ، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الدوائية، إن القطاع ملتزم بعدة خطوات ومراحل متنوعة للتعامل مع مختلف أنواع مخلفات العملية الصناعية، وذلك ضمن شروط ومواصفات للحصول على شهادة الآيزو 14000.
وأضاف أن سوائل الصرف الصناعى يتم تنقيتها من الشوائب والمواد اللزجة، ثم تخضع لعملية جديدة خاصة بمعادلتها حتى لا تكون حامضية أو قلوية وتعود لنقطة التعادل.
وتابع: “يوجد مدافن في المناطق الصناعية، سواء خطرة أو غير خطرة، وذلك للتعامل مع هالك الإنتاج أو العبوات التي تتلف أحيانا خلال العملية الصناعية، كذلك هناك محارق خاصة بوزارة الصحة تتعامل مع الأدوية منتهية الصلاحية، وتخضع لإشراف عالي المستوى لضمان الالتزام بالمعايير البيئية الأمثل”.
وقال شادي العجار، نائب رئيس مجلس إدارة شركة ألتراميد المتخصصة في المستلزمات الطبية، إن المصنع يقوم بفرز مخلفات الخامات الصناعية كل على حدة لتحقيق الاستفادة المُثلى منها، ومن أبرز تلك الخامات البلاستيك الطبي،وسرنجات الحقن والأقمشة.
وأضاف أن فصل المخلفات يساعد على الاستفادة من كل خامة على حدة، خاصة البلاستيك الطبي الذي تتهافت عليه المصانع المنتجة لألعاب الأطفال، كما أن كل خامة يُمكنها أن تدر دخلا للمصنع يعظم القيمة المضافة.
وأوضح أن الحصول على شهادة CE المؤهلة للتصدير للأسواق الأوروبية، يستلزم التعاقد مع شركات تدوير مخلفات رسمية تخضع للرقابة الصناعية، لمعرفة مصير مخلفات الصناعة، كما لا يجوز بيع المخلفات للمصانع غير الرسمية.
وأشار إلى أن بعض المصانع تبيع مخلفاتها لشركة متخصصة في فرز وتدوير المخلفات، ولكن يجب أن تكون تلك الشركات رسمية وهناك تتبع لنشاطها، ومعلوم للجهات الرقابية كيف تستخدم تلك المخلفات.