سنقدم 11 مليار دولار من العام المالى بدءًا من 2024 لمساعدة الدول على إزلة الكربون من اقتصاداتها
قال المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية ساميويل وربيرج، إن الولايات المتحدة تدعم جهود مصر الأساسية فى مجال العمل المناخى.
وقال إن حرص الرئيس الأمريكى جو بايدن على المشاركة فى Cop27 يعكس مدى اهتمام هذه الإدارة بملف تغير المناخ لما له من انعكاسات كبيرة ليس فقط على الداخل الأمريكى ولكن على العالم أجمع.
وأضاف وربيرج، لوكالة أنباء الشرق الأوسط خلال مشاركته فى قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ، أن مصر أحرزت تقدما كبيرا بمجال تحول الطاقة على مدى السنوات القليلة الماضية من خلال استثمارات ضخمة فى طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما أحرزت تقدما فى التكيف المبتكر لموارد المياه لتلبية الاحتياجات الحضرية والزراعية، لافتا إلى أن شراكة مصر مع كيانات الأمم المتحدة فى عدد من المبادرات ذات الصلة بعدة مجالات ذات أولوية، بما فى ذلك مبادرات حول الزراعة (منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والنفايات (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) والمياه (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية)، أمر إيجابى.
وأوضح أن هناك تعاونا بين الولايات المتحدة ومصر فيما يتعلق بالعمل المناخي، منوها بأن مصر هى إحدى الدول الموقعة على خطة العمل الدولية الخاصة بتغير المناخ من بين أكثر من 90 دولة، لذلك تعمل الولايات المتحدة مع مصر عن كثب فى هذا الملف، مضيفا أنه خلال اجتماع الرئيس بايدن مع الرئيس عبدالفتاح السيسى بقمة جدة فى يوليو 2022، رحّب الرئيس بايدن بتقديم مصر لمساهماتها المحدثة المحددة وطنيا (NDC)، وأكّد الرئيسان دعم بلديهما للتعهد العالمى بشأن غاز الميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد لهذا التعهّد، الذى انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز كما جدّد الرئيسان تأكيدهما على الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر بشأن التكيف فى إفريقيا، التى ستشارك الولايات المتحدة ومصر فى قيادتها، والتى تركز على تقديم مبادرات ملموسة من شأنها تحسين حياة الناس والمساعدة فى بناء المرونة فى مواجهة تغير المناخ.
وأكد أنه من ضمن التحديات التى تواجه العمل المناخى بشكل عام وليس فقط خلال هذا المؤتمر، هو ضمان وفاء الدول والحكومات بالالتزامات التى تم تقديمها سابقا خاصة فى قمة جلاسكو بدون أى تراجع، وينبغى أن يكون واضحا أن الأطراف ستظل ملتزمة بالسعى إلى الحد من الاحترار العالمى عند 1,5 درجة مئوية وبتسريع خفض الانبعاثات خلال هذا العقد الحاسم.
وأشار إلى أنه من ضمن التحديات الأخرى أيضاً ضمان وجود التمويل اللازم لهذا العمل، لذلك تقوم الولايات المتحدة بقيادة تمويل كبير لتسريع انتقال الطاقة المتجددة فى مختلف أنحاء العالم، بما فى ذلك شراكة مع الاتحاد الأوروبى وألمانيا والبنك الأوروبى للإنشاء والتعمير لنشر 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة.
وتابع: “نعمل بجد لتشجيع المزيد من التكيف والمرونة مع تأثيرات المناخ التى بدأ الشعور بها بمختلف أنحاء العالم وهذا أمر مهم بشكل خاص بالنظر لإقامة هذه النسخة من المؤتمر فى إفريقيا وتركيز تلك المنطقة على تأثيرات المناخ”.
وأكد أن قانون خفض التضخم الذى أقره الكونجرس ووقع عليه الرئيس جو بايدن يمثل أهم تشريع مناخى فى تاريخ الولايات المتحدة، ويضع الولايات المتحدة على المسار الصحيح نحو تحقيق هدف الرئيس بايدن الطموح المتمثل بخفض انبعاثات الولايات المتحدة فى عام 2030، بنسبة 50% إلى 52% أقل من مستويات 2005، وهو ما يوضح أن الولايات المتحدة ستفى بالتزاماتها المناخية للسنوات القادمة.
وذكر أن قمة المناخ الماضية دعت الدول التى لم تتماشَ أهدافها لعام 2030 مع هدف اتفاق باريس بشأن درجة الحرارة إلى إعادة النظر فى هذه الأهداف وتعزيزها هذا العام، ويجب أن تعمل الدول الآن على تنفيذ التزاماتها الحالية بسرعة وتقديم التزامات إضافية لازمة للحفاظ على هدف الـ1,5 درجة مئوية.
ونوه بأن خطة الطوارئ الرئاسية للتكيف والقدرة على الصمود التى تم إطلاقها فى مؤتمر (كوب 26) ستساعد أكثر من نصف مليار شخص فى الدول النامية على التكيف، حيث تركز الخطة الرئاسية كثيرا على إفريقيا “نحن نعمل مع الشركاء لتوفير الإنذار المبكر والمعلومات المناخية حتى يصبح الناس أكثر مرونة ونساعد الدول والمجتمعات على جعل بنيتها التحتية وأنظمتها المائية والصحية والغذائية “مقاومة للمناخ” إلى جانب الوصول للتمويل العام والخاص”.
وشدد على أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لتكثيف دعمها للدول النامية للاستجابة لتغير المناخ وتنفيذ اتفاق باريس للمناخ، لافتا إلى تعهد الرئيس بايدن بمضاعفة التمويل المناخى أربع مرات من الحد الأقصى الذى بلغته إدارة أوباما وتقديم 11 مليار دولار من التمويل سنويا بحلول عام 2024 لدعم جهود الدول الرامية لإزالة الكربون من اقتصاداتها وتعزيز ممارسات استخدام الأراضى الصديقة للمناخ وتعزيز التكيف والمرونة وسيحقق طلب الرئيس الخاص بالموازنة للعام المالى 2023 هذا الهدف بفعالية قبل عام من الموعد المحدد.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية أجرت منذ قمة جلاسكو مناقشات مفيدة حول التمويل لتجنب الخسائر والأضرار وتقليلها ومعالجتها، ونتوقع أن نواصل هذه المناقشات مع الأطراف بمؤتمر cop 27، ونأمل أن نعمل مع الأطراف لتحديد مسار للمضى قدما لتحديد طرق مختلفة لتوسيع نطاق التمويل المتعلق بالخسائر والأضرار، مع الاعتراف بأن الطبيعة متعددة الأوجه للخسارة والأضرار تتطلب حلا متعدد الأوجه.
وحول قدرة دول العالم على وضع استراتيجية شاملة وملزمة لمكافحة التغير المناخي، قال: “إن هناك الكثير من المقترحات والخطط من كل الدول ولكن هناك عجزا فى الالتزام من قبل بعض الأطراف، والتحدى الحقيقى الذى يواجهنا اليوم هو التقاعس عن العمل وتنفيذ هذه الالتزامات”.
وأضاف أن الخطوة الأولى تبدأ من تحقيق التعهدات والقيام بالعمل الجاد عبر تنفيذ المبادرات التى تمت مناقشتها عبر السنوات الماضية مثل بناء بنية تحتية قادرة على دعم الطاقة النظيفة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى والبحث عن مصادر طاقة بديلة وباعتبار أن كل دولة تتمتع بطبيعة مختلفة وأنشطة صناعية مختلفة، فإن الحلول التى تناسب كل دولة أيضاً تكون مختلفة ولكن لابد من تبادل الخبرات والمعلومات على المستوى الدولى ولابد من تقديم الدعم المالى والفنى والتقنى للدول النامية أو المتوسطة والمنخفضة الدخل.