عامر: الشركات المؤثرة هى التى تساهم فى المجتمع على المستويين الاجتماعى والبيئي
شهدت قمة فوربس الشرق الأوسط “تحت الثلاثين Under 30” انعقاد عدة جلسة نقاشية، تناول المشاركون فيها إنجازات الشباب تحت سن الثلاثين وريادة الأعمال والشركات الناشئة والتكنولوجيا المالية وعالم الميتافيرس، وآليات التمويل وغيرها مما يخص عالم ريادة الأعمال.
وعقد المؤتمر بالتعاون مع مدينة الجونة، إحدى مدن شركة أوراسكوم للتنمية القابضة، وانطلق يوم الخميس الماضى على مدارى ثلاثة أيام.
وسلط محمد عامر الرئيس التنفيذى لمدينة الجونة فى أولى جلسات القمة أمس الجمعة، الضوء على ما تقدمه المدينة من تسهيلات وامتيازات وخدمات لرواد الأعمال الشباب، والتى تمثل منظومة بيئية متكاملة تجمع بين الحياة اليومية والأعمال، مشيرًا إلى أن الشركات المؤثرة لا تركز فقط على جنى الأرباح، لكنها تسهم أيضًا فى المجتمع على المستويين الاجتماعى والبيئى، كما كشف عن إطلاق “جى فالى G Valley” كمركز متكامل لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة.
وشارك عمر الحمامصى، الرئيس التنفيذى لشركة أوراسكوم القابضة للتنمية، ومحمد شلباية الرئيس التنفيذى لشركة بيبسيكو مصر، وياسر شاكر الرئيس التنفيذى لشركة أورانچ مصر، فى جلسة أدارتها كلودين كلويتى، مديرة تحرير مجلة فوربس الشرق الأوسط، بعنوان “تمكين الجيل القادم من رواد الأعمال”.
قال محمد شلباية: “عندما بدأت حياتى المهنية كانت الشركات متعددة الجنسيات تهيمن على طموحات الشباب بمجال الأعمال بوصفها “الموجة السائدة”، مؤكدًا أن ريادة الأعمال يجب ألا تعتمد على هذا الوصف، بل يجب أن تكون “شغفًا”.
كما أكد على ضرورة تركيز الشركات الناشئة على المستهلك، لضمان استمراريتها، مضيفًا أنه “يجب على رواد الأعمال إدراك أن رحلتهم هى ماراثون، وليست سباقًا”.
وأوضح ياسر شاكر أن جائحة كوفيد-19 وفرت بيئة مثالية للرقمنة التى سمحت للشركات الرقمية الناشئة بتوسيع عملياتها، ما أسهم فى خلق مجال للمزيد من المنافسة والتعاون من أجل تأسيس منظومة عمل أكثر تطورًا.
وأشار إلى أن شركة أورانج مصر تعمل على تمكين النظام البيئى فى قطاع الأعمال، وأنشأت الشركة مركز أورنج الرقمى (ODC) ليكون بمثابة مركز دعم وتطوير؛ لاكتساب المهارات الرقمية وريادة الأعمال، كما سيتم بناء مركز (ODC) آخر فى أسوان أوائل العام المقبل.
الحمامصي: تسريع الفشل مهارة يجب نقلها لرواد الأعمال حتى يستطيعوا التعامل معه وإعادة رسم نماذج أعمالها
وأكد عمر الحمامصى، أن ريادة الأعمال فى منطقة الشرق الأوسط تشهد نموًا متسارعًا، فقد تضاعفت نسبة الشباب المهتمين بتأسيس شركاتهم الخاصة فى قطاع الأعمال من 16% فى عام 2019 إلى 28% اليوم.
ويمثل تطوير التدريب الأكاديمى على ريادة الأعمال فى المدارس أمرًا بالغ الأهمية لتمكين الأفراد المقبلين على سوق العمل بالمهارات اللازمة، كما أشار إلى إطلاق مدينة الجونة مدرسة المنارة الداخلية العام المقبل؛ لتقديم برنامج أكاديمى شامل لتوفير التدريب الأكاديمى لشباب الغد.
وقال إن تسريع الفشل بالنسبة للشركات الناشئة مهارة يجب تعلمها حتى تسطيع التعامل معه وإعادة هيكلة نفسها والتعلم من أخطائها، وفى حلقة نقاشية بعنوان “الجيل القادم ووسائل الدفع”، تحدث كل من إسلام شوق، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة “باى موب Paymob”، وزياد أحمد الشريك المؤسس لشركة “سبوتى Spotii” عن دور المدفوعات الرقمية فى تغيير القطاع المالى رغم تحديات البنية التحتية الرقمية واللوائح الحكومية.
كما شهدت الحلقة نقاشًا عن ازدياد شعبية المدفوعات الرقمية خلال فترة كورونا، مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين تبنوا هذه التكنولوجيا الجديدة، كما سلطوا الضوء على كيفية تطوير قطاع التكنولوجيا المالية، حيث تتجه الشركات إلى تطبيق الحلول المختلفة لجعل المدفوعات الرقمية أكثر شمولاً.
من جانبه، قال نائب رئيس شركة أنغامى لمنطقة شمال إفريقيا، حسام الجمل، فى حلقة نقاشية بعنوان “ريادة الأعمال والشركات الناشئة، ومستقبل منصات البث الصوتي”، إن رواد الأعمال يحتاجون إلى العمل لمدة 4 سنوات على الأقل فى شركة أخرى قبل إطلاق شركتهم الخاصة، وأوضح نائب رئيس أنغامى “لا تحتاج إلى امتلاك مشروع تجارى خاص بك، لكى تكون رائد أعمال، إذ يمكن أن تحقق ذلك فى الشركة التى تعمل بها”.
كما تم تنظيم حلقة نقاشية بعنوان “تمويل الشركات الناشئة” شارك فيها كل من الشريك فى سيكويا كابيتال Sequoia Capital” جورج روبسون، والرئيس التنفيذى للعمليات والشريك الإدارى فى”جلوبال Global 500″ كورتنى باول، ورئيس “إيه فيفتين A15” باسم رأفت، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لشركة “إيجيبت فينتشرز Egypt Ventures” أحمد جمعة، واستعرضوا سبل تعاون شركات رأس المال المخاطر فى فترات الانكماش، والدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 والفترة السابقة، فضلًا عن نمو الأعمال بشكل أكثر استدامة، كما تناول النقاش كيف يحتاج المؤسس والشركات إلى التركيز بشكل أساسى على الربحية خلال هذه “الأوقات الصعبة”، مع مراعاة الاستراتيجية طويلة المدى للشركات.
واستعرضت المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب فى مصر، الدكتورة رشا راغب، مشهد ريادة الأعمال فى مصر ودور منتدى شباب العالم فى تمكين الجيل القادم من المهنيين وأصحاب الكفاءات، فضلًا عن دعم المواهب الشابة، وقالت إن منتدى شباب العالم أدى دورًا فى إدخال مفاهيم ريادية جديدة وتنمية الشباب مع ربطهم برواد الأعمال وصناع القرار والمستثمرين، مضيفة: “نريد من شبابنا أن يشاركوا تجاربهم وتحدياتهم وأحلامهم المشتركة مع شباب آخرين فى جميع أنحاء العالم”.
وكشفت أن “فوربس الشرق الأوسط” ستكون الشريك الإعلامى فى النسخة القادمة من منتدى شباب العالم، مع خطط لتعزيز التعاون، وشارك مدير عام سبوتيفاى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا باستثناء الهند، كلوديس بولر، والشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة “بوديو Podeo”، ستيفانو فلاحة، والشريك المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة “مو4 نتورك MO4Network”، إيمى موافى، والمؤسس والرئيس التنفيذى لـ”فيرس Vurse”، شادمان ساكب، فى جلسة نقاشية أدارها المنتج التنفيذى لبرنامج الدحيح، محمد حسام، حول صعوبة التنبؤ بمستقبل الإعلام إلى حد كبير، خاصة مع تسارع التطور التكنولوجى منذ بداية الويب 1.
وتطرق المشاركون فى الجلسة إلى تكنولوجيا الميتافيرس، وكيف يمكنها تغيير مستقبل وسائل الإعلام، وقدرتها على منح تجربة “الشعور” بالأحداث التى تجرى فى أى مكان فى العالم، ما يجعلها تجربة غنية حقًا، واتفق المتحدثون على أنه لكى تكون الميتافيرس ذات قيمة حقيقية، فإنها تحتاج إلى تعزيز الواقع وليس استبداله.
وناقش كل من معتصم العولقى، الشريك المؤسس فى”نوميو هب NomuHub” مع الفنان اللبنانى رمزى ملاط، ولاعبة الإسكواش المصرية نوران جوهر، ونايلا خان، الشريك المؤسس لمجموعة “كاز دا لوسيا جروب Cas Da Louisa Group”، التأثير الاجتماعى فى المنطقة، مع تسليط الضوء على الفرص والتحديات التى تواجه الشباب تحت سن الثلاثين، مع استعراض أهم مبادراتهم التى ساعدت فى إحداث فرق إيجابى فى العالم.
الناظر: الخصوصية أمر ضرورى بالنسبة لمستقبل الشركات التكنولوجية فى المستقبل
وتم تنظيم حلقة نقاشية بمشاركة وإدارة الدكتور نزار سامى، عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لتكنولوجيا الإدارة، والدكتورة غادة خليل، مدير مشروع رواد 2030 فى وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، والدكتورة سوزان حمدى، رئيسة قطاع الشمول المالى وتطوير الأعمال وعضوة فى اللجنة التنفيذية فى بنك مصر.
وأشارت غادة خليل إلى أن المشروع يعمل على نشر ثقافة العمل الحر، وتقديم منح للحصول على شهادات الماجستير فى ريادة الأعمال، بالتعاون مع جامعات عاملة فى مصر. وتسعى عبر مبادرة المليون ريادى، إلى تعليم طلاب المدارس ريادة الأعمال بطريقة ابتكارية تشمل التفكير فى موادهم الدراسية بشكل غير تقليدي.
وقالت حمدى، إن الشمول المالى لا يمكن أن يتحقق من خلال جهة واحدة، ولابد من عقد شراكات بين جهات متعددة من أجل تحقيقه، ويساعد بنك مصر رواد الأعمال على تخطى التحديات المتمثلة فى التعليم والتمويل، كما يسعى إلى تثقيف رواد الأعمال ماليًا فى 55 قرية فى مصر، بالإضافة إلى العمل مع طلاب المدارس. ويقدم البنك تمويلًا متناهى الصغر بحد أدنى 3 آلاف جنيه، كما أن لديه مركزًا لتطوير الأعمال يُقدّم من خلاله خدمات إدارية ومحاسبية وقانونية، بالإضافة إلى خدمات أخرى.
وفى جلسة نقاشية خاصة، أشارت الممثلة درة إلى أن أسواق الإنتاج الفنى فى الدول العربية تتمتع بفرص واعدة، فى ظل الاتجاه المتزايد فى الخليج لدعم صناعة السينما، لكن تظل مصر المركز الرئيسى للصناعة فى المنطقة. وأضافت أن تونس توسعت فى إنتاج العديد من الأعمال السينمائية، وكذلك لبنان والسعودية وسوريا، ودعت الشباب إلى صقل مواهبهم بالدراسة والتدريب على أن تأتى الشهرة والنجاح فى مرحلة لاحقة.
وفى حلقة نقاشية تحت عنوان “هل تستطيع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إتقان عمل التطبيقات الفائقة”، قالت منار الأمين، الرئيس التنفيذى لشركة “رزق Rizek”، إن “الوحدة الاقتصادية لها تأثير كبير على التطبيقات الفائقة، لأنه بجانب الحفاظ على الجودة بأعلى المعايير، فإنك لاتزال بحاجة إلى أخذ عنصر التكاليف بعين الاعتبار”.
درة: أسواق الإنتاج الفنى فى المنطقة لديها فرص واعدة
من جانبه، قال منير نخلة، مؤسس “إم إن تى حالًا MNT-Halan”، إن الشركة تركز على المدن التى لا تتوفر بها الخدمات البنكية فى جميع أنحاء مصر، وتتطلع أيضًا إلى التوسع الدولى.
وأشار وليد صادق، المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة “باي سكاى Paysky”، إنه فيما يتعلق بالتطبيقات الفائقة لا تتابع الشركة فقط عمليات الدفع النهائية، بل تحلل عمليات الطلب والشراء بأكملها.
أوضح أن ذلك ساهم فى بناء قاعدة قوية من المعرفة حول العملاء، يمكن استخدامها لمساعدتهم فى اتخاذ قرارات تسوق أفضل، ما يساعدهم بدوره فى تحقيق دخل أكبر.
وخلال حلقة نقاشية حول مستقبل التكنولوجيا الإعلانية من دون الاعتماد على ملفات تعريف الارتباط، قال هشام الناظر، مدير عام جوجل مصر ومسئول مشاريع ريادة الأعمال والتوسع الجغرافى للشركة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن قطاع تكنولوجيا الإعلان يمر بنقلة نوعية، وسيتغير عما كان فى الماضى.
أوضح أن الخصوصية مهمة للمستخدمين نظرًا للمخاوف بشأن كيفية مشاركة منصات التكنولوجيا لبياناتهم، إذا كنت تهتم ببناء الثقة مع المستخدمين، فسوف يتفاعلون أكثر ويزيد ارتباطهم بالمنصة.
وقال طارق داعوق الرئيس التنفيذى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى “دينتسو Dentsu”: “سنشهد نهاية العديد من جهات النشر فى العالم العربى، فقط أولئك الذين يمكنهم تحسين تجربة المستخدم هم الذين سيتمكنون من البقاء فى القطاع، بينما سيختفى الآخرون بمرور الوقت.
أضاف ستنتقل العلامات التجارية من ملفات تعريف الارتباط إلى إنشاء بياناتها الخاصة من خلال جمع بيانات الطرف الأول، فى المستقبل القريب. إذا كان بإمكان صناع المحتوى امتلاك بياناتهم الخاصة بدلاً من منصات التكنولوجيا، سينعكس ذلك إيجابيًا على القيمة الاقتصادية للقطاع الذى سيشهد تحولًا.
وقال أحمد السيد، الشريك المؤسس ومدير العمليات فى “فوكس بوش FoxPush”: “سيتحكم المستخدمون قريبًا فى كيفية حفظ بياناتهم التى تم جمعها، وكيفية استخدامها”، فيما ذكر السيد كيف سيعمل الجيل الثالث للويب 3.0 على تغيير قطاع الإعلان بطرق غير متوقعة.
