حمدى: الشركات المعتمدة على الإنتاج المحلي بشكل رئيسى أقل تأثرًا
تبدو عاصفة التغيير أكبر من قدرة أقوى القطاعات الدفاعية على التحمل، ففي الوقت الذى يعد قطاع الأغذية والمشروبات أبرز القطاعات صلابة فى الظروف الاقتصادية الصعبة، والأقل تأثراً بشكل سلبى من المتغيرات الحالية والضغوطات التى تواجهها العملة المحلية، وحتى قد يكون من الرابحين الأساسيين، إلا أن هذه النظرية باتت تحت الاختبار خلال الأوضاع الاقتصادية الراهنة التى تمر بها مصر.
ويأتى السؤال أكثر منطقية فى هذا التوقيت تحديدًا عقب تحرير سعر الصرف فى الشهور الستة الأخيرة بطرق متنوعة ومختلفة، وبالنهاية فقدت العملة المحلية أكثر من 53% من قيمتها منذ بداية العام الحالى، مع مشكلات في سلاسل الإمداد والتوريد واشتراطات معقدة لعمليات الاستيراد، ويرتبط قطاع الأغذية بمعدلات التضخم وأسعار الصرف لأن سلة الأغذية ذات أكبر وزن نسبى فى مؤشر التضخم ويتم استيراد أغلب المواد الخام الغذائية من القمح وعلف المواشى والدواجن لذلك فالأمر يختلف كثيرًا هذه المرة عن الفترات السابقة.
قال هشام حمدي، محلل القطاع الاستهلاكى بشركة نعيم لتداول الاوراق المالية، إن بعضًا من الشركات العاملة بقطاع الأغذية ستتأثر بشكل مباشر وغير مباشر نتيجة ارتفاع أسعار الصرف والمواد الخام المستوردة مثل شركات الألبان ومنتجاتها من جبن ولبن معبأ وغيرها متعلقة نوعًا ما بمشكلات الأعلاف واستيرادها وبما في ذلك اعتمادها ايضًا على لبن البودرة المستورد ولبن المحلي.
وأشار إلى تأثر كل من شركتي عبور لاند ودومتي نوعا ما سلبيا رغم زيادة مبيعات الجبن، كان نتيجة لاعتمادهما على استيراد اللبن البودرة وزيت النخيل وعلى الرغم من توجه الشركتين إلى الإنتاج المحلي إلا أنه من الصعب سد الفجوة وأغلب تكلفة الإنتاج في كلا الشركتين يتمثل في مدخلات إنتاجها من إجمالي تكلفة الإنتاج يتمثل في زيت النخيل واللبن البودر.
وزاد إجمالي ربح لشركة دومتى في الربع الثاني من 2022 بشكل طفيف ليصل إلى 24.64% في حين أن هامش الربح الإجمالي في 2021 وصل إلى 20.9% كما انخفض إجمالي الربح في شركة عبور لاند في الربع الثاني من 2022 إلى 21.9% من 24.2% بالربع الثاني من 2021 نتيجة لزيادة أسعار المواد الخام المستوردة الموضحة سابقًا.
أوضح أنه على الرغم من التأثر السلبي لقطاع الأغذية إلا أن شركة جهينة من الشركات الأقل تأثرا لتقليل اعتمادها على اللبن البودرة فأصبح يمثل 15% فقط وأصبح الاعتماد 85% على الانتاج المحلي كما أنها تمرر أسعار الزيادة في مدخلات الإنتاج وبالفعل زادت أسعار الألبان في الربع الثالث من العام الجارى.
لكن على النقيض من هذا التأثر السلبي لشركتي عبور لاند ودومتي بسبب المواد الخام المستوردة إلا أنه تم تعويض هذا بزيادة المبيعات في الجبن بسبب انخفاض القوى الشرائية والطلب عليها كمصدر بديل للأغذية الأخرى ومواجهة زيادة أسعار اللحوم والدواجن لتصبح 36 ألف طن في الربع الثالث لزيادة الحصة السوقية بزيادة 14% في مبيعات عبور لاند فقط على سبيل المثال.
كما أن كلا من شركتي عبور لاند ودومتي لديهما ملاءة مالية وقادرتين على تخطي تلك المعوقات وتذبذبات السوق الحالية، بل بالخروج بمكسب بزيادة الحصة السوقية لخروج صغار المنتجين من المنافسة وتحول حصتهم لكبار الشركات.
وأضاف قائلًا إن شركات ذات إنتاج المواد الأساسية كشركة الدلتا للسكر على سبيل المثال ستزداد ربحيتها ولن تتأثر بشكل سلبي، بل على النقيض تمامًا، نتيجة لتصنيعها مواد أساسية كما أنها من الشركات المصدرة.
وليم: تحولات فى سلوك المستهلكين تشير إلى انخفاض الطلب على السلع الأعلى سعراً
وقالت مارينا وليم، محللة القطاع الاستهلاكي بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، إن تأثير زيادة الأسعار منذ تحرير سعر الصرف بشهر مارس على الربع الثانى كان تأثير طفيفًا ومن الملاحظ ثبات هامش الربحية تقريباً في الربعين الأول والثاني.
وأضافت أن تأثير تحرير سعر الصرف الأخير في أكتوبر الماضي مختلف نوعًا ما عن كافة المرات السابقة، لعدم توافر بعض السلع مما أدي إلى رفع الأسعار عالميًا بجانب الزيادة الفعلية لأسعار الصرف والمواد الخام، ولكن بدأت أسعار السلع عالميًا في الهبوط التدريجي وبشكل عام قطاع الأغذية يتميز بأنه قطاع دفاعى لكونه من المتطلبات الأساسية فحتى إذا كان هناك تحرك عام لانخفاض القدرة الشرائية إلا أن المستهلك لن يتوقف عن شراء تلك المنتجات لأنها من الاحتياجات الأساسية.
وأوضحت أنه على الرغم من تحرير سعر الصرف فى مارس إلا أن الكميات المباعة لم تتأثر، بل على النقيض هناك ازدياد في الطلب على بعض السلع مثل زيادة الطلب على المنتجات الأقل سعرًا كالجبن بدلًا من المنتجات الأكثر سعرًا كاللحوم و الدواجن.
ورجحت عدم تأثر هوامش الربحية بشكل كبير بل يوجد بعض المستفيدين ممن سيتمتعون بحصة سوقية أكبر نتيجة خروج بعض المنتجين الصغار من المنافسة لصعوبة المواجهة و تحول حصتهم السوقية للشركات ذات الحصص الأكبر.
كتبت- رنا فؤاد