أعلاف الدواجن تُسجل 23.5 ألف جنيه للطن من أرض المصنع
واصلت مصانع الأعلاف زيادة أسعارها بشكل شبه يومى تقريبًا، وهذا الأسبوع أعلنت أكثر من زيادتين بما يتجاوز 1000 جنيه فى الطن من أرض المصنع، على خلفية استمرار نقص المعروض من خامات التصنيع، ما يضع قطاع الثروة الحيوانية بالكامل فى موقف صعب ومتأزم.
وقفزت أسعار الأعلاف للقطاع الداجنى خلال الأيام الأخيرة إلى مستوى قياسى جديد فوق 23 ألف جنيه للطن، وقفزت أسعار أعلاف الماشية فوق 12 ألف جنيه للطن من أرض المصنع.
قال محمد صالح، عضو اتحاد منتجى الدواجن، إن استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف يعنى استمرار تضرر الصناعة من الوضع الصعب الذى صنعته ندرة الخامات المستوردة للتصنيع، من الذرة الصفراء وفول الصويا، ما يعنى استمرار ضعف الإنتاج وتوقف المزارع عن العمل.
أوضح صالح، أن تضخم التكاليف والخسائر الكبيرة التى تلاحق المربين أجبرت مزارع البياض وآمات الدواجن على التخلص من دورات الإنتاج على أنها دواجن تسمين، وهو أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض الأسعار فى المزرعة لأقل من مستوى التكلفة.
أضاف أن سعر تنفيذ البيع من المزرعة حاليًا يبلغ نحو 38 جنيهًا للكيلو، لكن التكلفة الحقيقية تصل إلى 44 جنيهًا للكيلو، وهذه الخسائر لا يمكن أن تواجهها المزارع والشركات منفردة.
أشار إلى أن اقتراب موسم رمضان للعام الجديد، يتبقى عليه أقل من 4 أشهر، والذى يرتفع فيه الطلب بصورة كبيرة نظرًا لطبيعته الاستهلاكية، وبالتالى كلما اقترب هذا الموعد تزاد حدة الأزمة، وبعد فترة ومع استمرار الوضع الحالى ستزداد حدة الأزمة والمعروض، وسترتفع الأسعار.
ظهرت أزمة الأعلاف مع تضخم أزمة نقص العملة الصعبة وتعطل الكثير من خامات التصنيع فى الموانئ لحين الحصول على إفراجات جمركية، ووفق مصادر فى القطاع، تجاوزت الكميات المكدسة فى الموانئ حاجز 3 ملايين طن حاليًا بدون إفراجات.
أدى ضعف توافر الخامات إلى ارتفاع الكميات المتاحة بصورة كبيرة فوق المستويات العادلة لها، لتقفز إلى 15 ألف جنيه تقريبًا للطن من الذرة الصفراء، ونحو 35 ألف جنيه للطن من فول الصويا، ويمثلان نحو 90% من تكلفة إنتاج طن العلف.
وتواجه أسواق الماشية أيضا الأزمة نفسها التى يعانى منها القطاع الداجنى، وتتعرض الكثير من المزارع حاليًا للإغلاق بسبب التكاليف والخسائر .
قال عبدالله عبدالرحمن، صاحب مزارع عباد الرحمن لتربية الثروة الحيوانية، إن أغلب المزارع عادة ما تقوم بإدخال دورة الأضحى للعام الجديد فى موسم الأضحى السابق له، وهو ما حدث بالفعل فى الموسم الأخير بصورة طبيعية نوعًا ما، وإن كانت التكليف ترتفع.
أضاف “أنه مع بروز أزمة الأعلاف، أجبرنى وضع السوق على غلق المزرعة الخاصة بى، وفى الطبيعى أربى فى الدورة الواحدة بين 15 و20 رأس ماشية، ومثلها من لحوم الضانى”.
أوضح عبدالرحمن، أن سعر طن أعلاف الماشية تجاوز 12 ألف جنيه، مقارنة بنحو 5.5 ألف جنيه فى الفترة نفسها من العام الماضى، بزيادة اقتربت من 120%، لكن أسعار البيع من المزارع لم ترتفع حتى بنصف هذه النسبة، بخلاف ارتفاع باقى مدخلات الإنتاج من الأجور والطاقة والضرائب العقارية والأدوية وغيرها.
أضاف أن أسعار اللحوم قائم حاليًا تدور حول 75 جنيهًا للكيلو فى المتوسط، رغم أن التكلفة ترتفع قرب 95 جنيهًا للكيلو، وبسبب أزمة التكاليف تواجه الكثير من المزارع أزمة فى الدورات الجديدة، لتضطر فى النهاية إلى التخلص منها بالبيع للذبح الفورى، وقبل قدوم الموسم الطبيعى لها فى عيد الأضحى.
أشار محمد عبدالرحمن، مُربى ماشية، إن ارتفاع التكاليف أجبره على التخلص التدريجي من رؤوس الماشية فى مزرعته، والوضع نفسه فى المزارع المجاورة له على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى.
قال إنه أثناء عرض الماشية للبيع أجبرت على البيع بأسعار معينة تفرضها محال الجزارة ، بسبب بعدم القدرة على تحمل التكاليف، ومع علم القصابين بوضع السوق وضعف المزارع على مواجهة الأعباء فهم يفرضون أسعارًا أقل من التكلفة، إذ يعلمون أن المربين مجبرون على البيع، خاصة مع ضعف توافر الأعلاف بالسوق وارتفاع أسعارها.
ووفق جولة أجرتها «البورصة» على محال بيع الجزارة ، فى عدة مناطق ، تراوح سعر الكيلو من اللحوم الحمراء بين 160 إلى 190 جنيهًا فى الأقاليم، وتصل إلى 230 جنيهًا للكيلو فى بعض الأحياء فى المدن.