
حمدي: الضغوط التضخمية وانخفاض القوة الشرائية.. أبرز المؤثرات
تضغط تكاليف الإنتاج المرتفعة ومعدلات التضخم وانخفاض القوى الشرائية، على أداء أسهم قطاع الأغذية والمشروبات، خصوصا الشركات المنتجة للعصائر، والتي تمر بعوامل موسمية صعبة في الشتاء مع انخفاض درجة الحرارة ونمو القطاع الغذائي على حساب المشروبات.
ويرتبط قطاع الأغذية والمشروبات بالتضخم وأسعار الصرف كون سلة الأغذية ذات أكبر نسبة وزن يتم استيراد أغلب المواد الخام الخاصة به من الخارج.
ورصدت “البورصة” من خلال خبراء ومحللين ماليين بالقطاع الغذائي، مدى تأثر القطاع وكيف استفاد رغم الضغوط التضخمية وانخفاض القوى الشرائية، كما أوضحوا حركة بعض الأسهم المتصدرة وتوقعاتهم لها خلال المرحلة الماضي.
وكشفت القوائم المالية للشركات المُدرجة في البورصة، أن نسبة التغير في تكلفة الإنتاج أثرت علي انخفاض الأرباح وصافي الربح، إذ كانت أكثر الشركات تأثرًا بشكل سلبي شركة جهينة بارتفاع نسبة تكلفة الإنتاج بـ4.5 نقطة مئوية.
وقال هشام حمدي، محلل القطاع الاستهلاكي بشركة نعيم القابضة لتداول الأوراق المالية، إن انخفاض حجم مبيعات العصائر يعود إلى العوامل الموسمية، خصوصا أن موسم الشتاء دائمًا ليس أفضل المواسم لنموها بالإضافة إلى الضغوط التضخمية التي تحيط بالسوق حاليًا وارتفاع أسعار باقي السلع الأساسية.
أضاف لـ “البورصة”، أن شركة جهينة هي الأكثر استحواذًا على حصص سوقية بين الشركات المقيدة العاملة بقطاع العصائر، في حين تأتي شركتي دومتي وعبور لاند بحصة أقل منها.
وكشفت القوائم المالية المجمعة لشركة جهينة للصناعات الغذائية، في أول 9 أشهر من العام الحالي، تراجع أرباح الشركة بنسبة 3.2% على أساس سنوي، وسجلت الشركة صافي ربح بلغ 474.08 مليون جنيه خلال الفترة من يناير حتى نهاية سبتمبر 2022 مقابل أرباح بقيمة 490.19 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2021، مع الأخذ في الاعتبار حقوق الأقلية.
وارتفعت مبيعات الشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي إلى 8.16 مليار جنيه، مقابل 6.52 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وعزت الشركة نمو الأرباح إلى طرح منتجات جديدة، مع قيامها بترشيد استخدامات رأس المال العامل، وتحسين دورة النقدية بتخفيض المخزون؛ ما أدى لانخفاض حجم الدين والتكاليف التمويلية.
وحققت شركة عبور لاند للصناعات الغذائية، أرباحاً بلغت 326.65 مليون جنيه خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2022، مقابل 255.18 مليون جنيه خلال نفس المقارنة من العام الماضي، مع الأخذ في الاعتبار حقوق الأقلية.
وارتفعت مبيعات الشركة خلال التسعة أشهر إلى 3.14 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 2.12 مليار جنيه في الفترة المقارنة من 2021.
وليم: زيادة متوقعة في الحصص السوقية للشركات الرائدة بالقطاع
وتوقعت مارينا وليم، محللة القطاع الاستهلاكي بشركة الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، انخفاض مبيعات العصائر في السوق المحلي بشكل عام نتيجة زيادة الضغوط التضخمية، ولكونها ليست من السلع الأساسية، خاصة بعد اتجاه اللاعبين الرئيسيين نحو زيادة الأسعار بالتدريج.
وأضافت أن ذلك يمكن أن يؤثر على هامش ربحية الشركات الأصغر حجمًا، خصوصا بعد عدم قدرتها على تمرير زيادة الأسعارمقارنة بالشركات الكبيرة.
وأشارت إلى أن تأثير زيادة الأسعار بعد تحرير سعر الصرف خلال شهر مارس على الربع الثاني كان طفيفا، إذ كان هامش الربح ثابت في الربعين الأول والثاني.
وذكرت وليم، أن تأثير تحرير سعر الصرف الثاني في أكتوبر الماضي كان مختلف نوعًا ما لعدم توافر بعض السلع، مما أدي الي رفع الأسعار عالميًا بجانب الزيادة الفعلية لأسعار الصرف والمواد الخام.
ورجّحت عدم تأثر هوامش الربحية بشكل كبير، بل على العكس كان هناك بعض المستفيدين ممن تتميز منتجاتهم بالاستحواذ على حصة سوقية أكبر نتيجة خروج بعض المنتجين الصغار من المنافسة لصعوبة المواجهة و تحول حصتهم السوقية للشركات الرائدة.
وقال محمد فريج، رئيس قسم التحليل الفني بشركة تروبيكانا لتداول الأوراق المالية، إن أفضل أسهم الشركات أداء هو سهم شركة عبور لاند.
أضاف أن سهم شركة جهينة سيكون في أداء عرضي بين مستويات 6.7 ـ 7.7 جنيه، والمقاومة الأساسية الآن عند 6.5 جنيه.
وأوضح أن سهم شركة عبور لاند لديه أداء فني، إذ يعتبر هو الأفضل بين شركات القطاع التي مازالت تتحرك في نطاق عرضي.
وأشار إلى أن سهم شركة دومتي من الأسهم قليلة الحركة ودائمًا حجم التداول عليه منخفض، ولكن إلى حد ما يمر بأداء إيجابي حاليًا.
كتبت – رنا فؤاد