همام: “أطلس” بدأت تصنيع أنظمة اختبار المنتج والتوزيع
قال مُنتجو الماكينات والمعدات المحليين، إن هناك نموًا في الطلب على خطوط الإنتاج والماكينات محلية الصنع، تأثرا بالصعوبات التي واجهت الاستيراد مؤخرا، وكذلك انخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار، ما انعكس على سعر المنتج المستورد، وأصبح التوجه للبديل المحلي ضرورة توفيرا للتكاليف والوقت.
ووجدت الشركات المحلية متنفسًا بعد أن أتاحت الظروف لها فرصة هامة تسعى لاقتناصها وإثبات قدرتها على منافسة المنتج المستورد، ولكن على الجانب الآخر اصطدم منتجو الماكينات بنفس الأزمة نظرًا لأن نسبة المكون الأجنبي في منتجاتهم تصل أحيانا لـ 40%.
قال محمد همام، مدير العمليات بشركة أطلس المتخصصة في تصميم وتنفيذ خطوط إنتاج المصانع (وهي شركة متخصصة في الحلول الصناعية) إنهم تلقوا طلبات لتصنيع أنظمة كان يتم استيرادها من الخارج فقط، مثل خطوط الإنتاج الخاصة بأنظمة اختبار المنتج.
وتنتج الشركة، خطوط إنتاج مصانع وسيور ولوحات كهربائية وأنظمة تحكم، في حين تبلغ نسبة المكون المحلي نحو 70% من المنتجات النهائية التي تنفذها الشركة.
أضاف أن الصعوبات التي واجهت الاستيراد خلال 2022، دفعت الشركة لتقديم أنظمة خطوط إنتاج لم تكن متوفرة لديهم، وكانت تستوردها المصانع بشكل كامل قبل العام الماضي.
ومن المنتجات التي عكفت الشركة على تنفيذها خلال العام الماضي، أنظمة اختبار المنتج وأنظمة التوزيع، وتسعى الشركة لتنفيذ خطوط الإنتاج المستوردة حسب رغبة العميل بما يتناسب مع مختلف مساحات المصانع.
وأوضح همام، أن أبرز التحديات التي واجهت الشركة هي صعوبة تسعير المنتجات، بسبب تغير الأسعار بشكل سريع خلال العام الماضي، إذ كانت تتغير الأسعار خلال تنفيذ خط الإنتاج بصورة تؤثر على السعر المتفق عليه خلال التعاقد بين المصنع والعميل.
وأشار إلى أن التوسع في الإنتاج مرتبط بنمو الطلب، وحتى الآن مازال الطلب يتناسب مع الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع، ولا حاجة لتوسعات حالية.
وتابع:” تدرس الشركة الأسواق الخارجية من أجل رغبتها في التصدير وتوسيع نشاطها، في ظل نمو الطلب على خطوط الإنتاج واتجاه عدد من الدول إلى التصنيع المحلي”.
المالكي: نسبة المكون المحلي لدى “المالكي ديزاين” وصلت 60%
وقال عمرو المالكي، أحد مؤسسي شركة “المالكي ديزاين”، وهي شركة متخصصة في صناعة ماكينات CNC، إن شركته تنتج نوعين من الماكينات، الأول متخصص في تقطيع الأخشاب والأكريلك وخامات غير معدنية.
أما النوع الثاني متخصص في تقطيع الأقمشة و”البادج”، بالإضافة إلى ماكينات 3D printer، وهو مخصص لصناعة المجسمات.
وأضاف المالكي أن نسبة المكون المحلي في المنتجات التي تطرحها الشركة تصل إلى 60%، إذ واجهت الشركة بعض التحديات لتدبير مستلزمات الإنتاج الخاصة بها، ولكن تتلقى الشركة طلبات متزايدة لأن العديد من مستخدمي تلك الماكينات اتجهوا لشرائها محليا بدلا من استيرادها.
وأوضح أن الشركة تقوم بتصنيع جسم الماكينة وكل القطع الميكانيكية التي تحتاجها، وكذلك مُبرد الليزر، وهي من المكونات التي تتميز الشركة بتصنيعها محليا، ويقتصر الاستيراد على الشق الكهربائي للماكينة مثل المواتير والدوائر الكهربائية.
وأشار المالكي، إلى أن العام الماضي شهد نموا في الطلب على هذا النوع من الماكينات تأثرًا بصعوبات الاستيراد، إذ كانت تُفضل المنتج المستورد لأنه أرخص في السعر، ولكن مع صعوبات الاستيراد أصبح عنصر السعر ليس المحدد الوحيد في قرار العميل، خاصة عند اختبار جودة المنتج والتأكد من أنه مماثل للمستورد.
وتابع: “لم يعد السعر المرتفع مُحددا وحيدا خصوصا أن التصنيع المحلي يوفر كثيرا في الوقت على العميل، فضلا على خدمات ما بعد البيع التي ستكون داخل مصر للماكينات، سواء الصيانة أو قطع الغيار التي تُنصعها الشركة محليا”.
وتدرس الشركة التوجه للتصدير وبحث الأسواق المناسبة التي يوجد بها طلب مرتفع على المنتج.
ويقع المصنع على حوالي 400 متر، وتنتج الشركة مقاسات محددة للعملاء الذين لا يرغبون في تنفيذ ماكينة بالطلب، ومتاح بيع هذا النوع مباشرة لوجود مخزون منه، كما تتيح الشركة لعملائها تنفيذ ماكينة بمواصفات خاصة يطلبونها بالتحديد، أو مقاسات كبيرة.
وتقوم الشركة في الوقت الحالي بتجارب لتنفيذ ماكينات المختار، لكن لم تطرح في السوق أو العملاء، حيث ما زالت في طور الدراسة والتجربة، حيث يوجد طلب متزايد من القطاع الصناعي على الماكينات محلية الصنع.
وقالت سمية محمد، مسئولة الاستيراد والتصدير في شركة دار الحمد، وهي شركة متخصصة في استيراد قطاعات اللحام والحفر بالليزر، إن السوق شهد صعوبات في الاستيراد مؤخرا، مما كان له تأثير مباشر على الشركة إذ تعطلت الطلبيات الاستيرادية الخاصة بها.
وأضافت أن التأثير غير المباشر، تمثل في صعوبة تدبير المصانع لخاماتها ومستلزمات إنتاجها، مما تسبب في ضعف الطلب على الماكينات لأن إنتاجيتها تراجعت ولم تشهد معدلات النمو المعتادة من عام لآخر.
وأوضحت محمد، أن الشركة حاليا في طور الانتهاء من إجراءات إصدار السجل الصناعي الدائم، لأنها ترغب في الاتجاه للصناعة وتنويع أنشطتها، حتى تضمن استمراريتها وعدم التأثر العنيف بتقلبات وتغيرات السوق المستقبلية.
وتطرقت إلى أن الشركة تستهدف الاستفادة من بعض الماكينات التي تم استيرادها مؤخرًا ولم يتم بيعها، لتبدأ الشركة التصنيع بنفسها، خاصة أنها تمتلك ماكينات تقطيع بالليزر سواء خامات معدنية أو غيرها.
كما تعتزم الشركة صناعة أسلاك اللحام، وهي من المنتجات التي تتسم بالطلب المتزايد من قبل القطاع الصناعي.
ونوهت بأن الشركة ستتجه للتصدير إذا نجحت في إنهاء الإجراءات اللازمة للتحول للتصنيع، وتنويع مصادر الدخل، ليكون هناك سوق خارجي بالتوازي مع السوق المحلي.
