“شواب”: عائد السندات ارتفعت من حيث القيمة الاسمية والحقيقية
“مورجان ستانلى”: ضعف الدولار يزيد جاذبية ديون الأسواق الناشئة المقومة بالعملات المحلية
بدت بنوك الاستثمار فى العالم متفائلة بأداء السندات خلال العام الحالى، خاصة السندات ذات التصنيف الاستثمارى، وكذلك الخالية من المخاطر، فى ظل تقديمها معدلات فائدة مرتفعة لأول مرة منذ عقود.
وقالت شركة إدارة الأصول “شواب” إن عام 2023 قد يكون هو العام الذى ستعود فيه السندات إلى الموضة مع المستثمرين. بعد سنوات من انخفاض العائدات تلاها انخفاض حاد فى أسعارها خلال عام 2022 .
أوضحت أنه بعد فترة جفاف طويلة أصبحت سوق السندات تدر عوائد جذابة مقارنة باستثمارات الدخل الأخرى، فيما يمكن لمحفظة السندات عالية الجودة – مثل السندات المدعومة من الحكومة، وسندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية – أن تحقق عائدات فى حدود 4% إلى 5% دون فترات طويلة بشكل مفرط.
وأشارت إلى أن العائدات لم ترتفع من حيث القيمة الاسمية فحسب، ولكن بالقيمة الحقيقية أيضًا، و(العوائد الحقيقية هى عوائد اسمية معدلة لتناسب توقعات التضخم)، وتتجاوز العوائد الحقيقية لسندات الخزانة لمدة عامين الآن مستوى الذروة الذى وصلته فى 2019، فى حين أن العائدات الحقيقية لخمس و10 سنوات هى فى أعلى مستوياتها منذ عام 2009.
وقالت إن تقديم عوائد حقيقية مرتفعة من سندات الخزانة الخالية من المخاطر يعنى أن المستثمرين لا يضطرون إلى البحث عن القطاعات الأكثر خطورة فى السوق للحصول على عوائد من شأنها التغلب على التضخم، كما أن العوائد الحقيقية ترفع مخاطر الأصول الأخرى من خلال زيادة تكلفة رأس المال للشركات والأسر ما يؤدى إلى إبطاء النمو الاقتصادى.
واعتبرت أن الخطر الرئيسى هو عودة التضخم، إذا ما تعافى اقتصاد الصين بشكل أسرع من المتوقع من سياسات إغلاق كورونا، أو ارتفاع أسعار السلع بالجملة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، أو وتيرة أقوى من المتوقع للإنفاق الاستهلاكى، أو ضعف الدولار بشكل حاد، ولكن حتى الآن لا يبدو حتى الآن انحراف عن سيناريو تباطؤ التضخم والنمو.
وقال مايكل هارتنيت، كبير استراتيجيى الاستثمار فى بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش، إن مفاجأة العام الماضى، لم يكن التضخم المرتفع الذى دفع أسعار الفائدة لمستويات مرتفععة لكن كان أن تلك العوامل لم تدخل الاقتصاد فى ركود.
أضاف أن مرونة الطلب وكذلك قوة سوق العمل كانت من اكبر مفاجآت العام الماضى، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير فى 2023.
أوضح أن العام الماضى كانت كل المؤشرات تتجه للأسفل، لكن مع التوجه نحو نهاية 2022، كان هناك مزيد من الثقة، كما أصبحت سوق السندات مكان أكثر أمانًا للاستثمار فيه.
وذكر أن سوق سندات الشركات أحد الموضوعات الرابحة فى العام المقبل، إذ إن هناك ثقة أن الخسائر التى شهدناها فى عام 2022 لن تتكرر فى 2023، فيما ستستفيد الأسهم بمجرد أن يرى الناس تحولًا فى الأرباح.
وقالت شركة إدارة الأصول بلاك روك، إن أدوات الدخل الثابت باتت تدر دخلا بعد ارتفاع العوائد عالميًا، وهو ما يحفز جاذبية السندات للمستثمرين المحرومين من العوائد لسنوات.
أضاف أن الاستثمار فى السندات ذات التصنيف الاستثمارى (التى تمتلك تصنيف جيد)، بات خيارًا جيدًا، وتعتزم الشركة زيادة الوزن النسبى للاستثمار فيها تكتيكيًا واستراتيجيًا، إذ إن الشركات قامت بتحصين ميزانياتها من خلال إعادة تمويل الديون بعوائد منخفضة. يمكن للأوراق المالية المدعومة بالرهن العقارى، أن تلعب دورًا متنوعًا فى استراتيجية بلاك روك، وكذلك الديون الحكومية قصيرة الأجل التى تعد جذابة أيضًا فى ظل العوائد الحالية.
ويرى إريك ستين، الرئيس التنفيذى للاستثمار فى الدخل الثابت فى مورجان ستانلى، أن ديون الأسواق الناشئة باتت جاذبة للمستثمرين المتصالحين مع الأصول الخطر، خاصة الأصول المقومة بالعملة المحلية، خاصة مع بدء ضعف الدولار رغم أنه لا يزال عند مستويات قوية، لكن حال واصل الانخفاض سيكون ذلك جيدًا لديون الأسواق الناشئة المقومة بالعملات المحلية.