المنازل في أوروبا تستهلك 40% من الطاقة في التدفئة والإنارة


تمثل الكهرباء والوقود المستخدمان في تدفئة المنازل وتبريدها وإنارتها ما يقرب من 40% من استهلاك الطاقة في أوروبا، وهي مسؤولة عن نحو 35% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

جاء ذلك في تقرير أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، اليوم الاثنين، تحت عنوان “ترشيد الطاقة هو الوضع المعتاد الجديد”، تناول خلاله كيفية تحقيق كفاءة الطاقة، وأهم الاستراتيجيات الدولية في هذا المجال.

ولفت التقرير الانتباه إلى العديد من الاستراتيجيات الدولية ومنها؛ “الولايات المتحدة” حيث تشير خطة برنامج الهيدروجين التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية، إلى أن الوزارة تتجه بخطى جادة نحو وضع نظام مؤسسي شامل للهيدروجين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتضمن مبادرة الحكومة الفيدرالية الأمريكية التي تتعلق بالهيدروجين كمصدر للوقود، حشد الجهود لتوفير التمويل اللازم؛ من خلال تعهد وزارة الطاقة بتوفير استثمارات بقيمة 100 مليون دولار أمريكي.

وعن استراتيجية “الاتحاد الأوروبي” للتحول نحو قطاع تدفئة وتبريد فعَّال ومستدام، ذكر التقرير أن قطاع التدفئة والتبريد يستحوذ على 50% من استهلاك الطاقة السنوي في “الاتحاد الأوروبي”؛ حيث يمثل 13% من استهلاك النفط، و59% من إجمالي استهلاك الغاز (الاستخدام المباشر فقط)، وهو ما يعادل 68% من جميع واردات الغاز.

وفي هذا السياق، ومن أجل تقليل تسرب الطاقة من المباني، وزيادة الكفاءة إلى أقصى حد، وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة، قدمت “المفوضية الأوروبية” أول استراتيجية لتحسين التدفئة والتبريد في المباني والصناعات، والتي تحدد الإجراءات التالية؛ تسهيل ترميم المباني، وزيادة حصة الطاقات المتجددة، وإعادة استخدام مخلفات الطاقة من الصناعة، إشراك المستهلكين والصناعات.

وبخصوص الاستراتيجية الصينية، فإن خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الخمسية للصين (FYPs) توفر إطار عمل لتخطيط برامج كفاءة الطاقة وتطوير السياسات، فيما تقوم الحكومة بإصدار خطط عمل تفصيلية لكفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات، تغطي القطاعات والسياسات والبرامج الرئيسة وتشمل الأهداف التفصيلية، وتوزيع المسؤوليات، حيث يتم دعم جهود كفاءة الطاقة بعدة طرق؛ من خلال: دعم المشروعات الاستثمارية؛ في إطار برنامج الحكومة للقضاء التخلف الصناعي، والطاقات المهدرة، إضافة إلى المعاملة الضريبية التفضيلية؛ والتي تتضمن الإعفاء من تعريفة الاستيراد أو ضريبة القيمة المضافة على الواردات لبعض السلع المرتبطة بكفاءة الطاقة، والإعفاءات المؤقتة لضريبة دخل الشركات، وأيضاً الترويج للتكنولوجيا الجديدة، وكفاءة الطاقة في القطاع الصناعي وقطاع البناء.

أما بشأن الاستراتيجية اليابانية، فتبنت طوكيو في 26 ديسمبر 2017، استراتيجية للهيدروجين؛ تمثل اتجاهها ورؤيتها لتحقيق مجتمع قائم على الهيدروجين، وتقدم خطة عمل لتحقيق ذلك، وتهدف اليابان بحلول عام 2030، إلى إنتاج سلاسل توريد على نطاق تجاري لتوليد 300 ألف طن من الهيدروجين سنويًا، وتقليل تكلفة الهيدروجين، كما تهدف الدولة أيضًا إلى استهداف سلاسل التوريد الدولية وإنتاج الهيدروجين بأسعار دولية تنافسية اعتبارًا من عام 2030.

وسلط تقرير مركز المعلومات الضوء على إطلاق مصر مبادرة لترشيد استهلاك الكهرباء للحفاظ على الاحتياطات الأجنبية، في أغسطس 2022 جاء الإعلان بأن مصر ستطبق برنامجًا لخفض استهلاك الكهرباء في محاولة لزيادة صادرات الغاز الطبيعي وزيادة احتياطات النقد الأجنبي، فكلما تم تقليل استهلاك الكهرباء، كلما وفرت البلاد العملة الصعبة.

وتطرق التقرير إلى أنه في عام 2022، أصبحت شركة “كرم سولار” أول شركة خاصة تحصل على تصريح لتوزيع الكهرباء في مدينة مرسى علم من قِبل “هيئة تنظيم الكهرباء المصرية”، وبناءً على ذلك، أطلقت الشركة “شبكة مرسى علم للطاقة الشمسية”، وهي الحل الإقليمي الأول من نوعه للطاقة، والذي يهدف إلى تزويد المنتجعات في جميع أنحاء مرسى علم بالطاقة من خلال الاتصال بالشبكة الوطنية والطاقة الشمسية، ويرجع السبب الذي جعل مرسى علم وجهة جذابة لمشروع “كرم سولار” إلى مكانتها كوجهة سياحية مزدهرة، فضلًا عن كونها موقعًا خارج شبكة التوزيع، الأمر الذي يجعل المصدر الأساسي للطاقة في مرسى علم هو مولدات الديزل، وقد تسبب هذا الأمر في مشكلة كبيرة للعديد من سكان المدينة، خاصة وأن مولدات الديزل تُعد مصدرًا إشكاليًا للطاقة نظرًا لأنها تسبب أنواعًا مختلفة من التلوث.

وأبرز التقرير أهم مبادرات الشركات للتحويل للطاقة النظيفة ومنها، شركة “تويلف” والتي حولت ثاني أكسيد الكربون إلى وقود ونظارات شمسية، وشركة “هيليوجين” والتي قامت بالقصاء على الحاجة إلى الوقود الأحفوري في الصناعات، وشركة “إيه إي إس” التي كثفت جهودها لتوسيع نطاق الطاقة النظيفة، وقيام شركة “سبان” بإنتاج لوحات كهربائية ذكية مناخيًّا، بالإضافة إلى قيام شركة “إنيرجي نيست” بتطوير بطاريات حرارية لتحقيق مرونة جديدة في الطاقة النظيفة.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

https://www.alborsanews.com/2023/01/16/1621308