تراجع الطلب على الوظائف المتعلقة بالسيارات لنقص الواردات وارتفاع الأسعار
أعد المركز المصري للدراسات الاقتصادية تحليلا كاملا عن “الطلب في سوق العمل المصري” خلال الربع الأخير من العام الماضى، من خلال الدراسة التى يعدها منذ أكتوبر 2021.
وأظهرت الدراسة تراجع إنتاج الوظائف فى الوجه البحرى بشكل عام منذ بداية العام الماضي، خاصة في دمياط بقطاعي التسويق والمبيعات، ما يؤكد استمرار ركود قطاع الأثاث.
وكانت الجيزة هي المحافظة الوحيدة التي شهدت نمواً متواصلًا في إنتاج الوظائف خلال فترة إعداد الدراسة، فيما تراجع إنتاج الوظائف في جميع القطاعات بكافة المحافظات باستثناء التسويق والمبيعات خلال الربع الأخير من العام الماضي 2022.
وتطرق التقرير إلى أن المركزية الشديدة هي السمة العامة لإنتاج الوظائف في مصر، حيث يتركز إنتاج الوظائف في عاصمة كل محافظة، فعلى سبيل المثال تستحوذ طنطا على 62% من الوظائف في محافظة الغربية، وتستحوذ العاشر من رمضان على 58% من إنتاج الوظائف في محافظة الشرقية.
وأشار التقرير إلى تراجع إنتاج الوظائف فى الإسكندرية ومرسى مطروح بالتوازى مع انتهاء موسم الصيف، ولم يقتصر الأمر على الوظائف السياحية فقط، ولكن امتد ليشمل العديد من الوظائف الخدمية المرتبطة بالقطاع السياحى، فيما حافظت محافظتا البحر الأحمر وجنوب سيناء على نفس معدل إنتاج الوظائف المسجل فى فترة الصيف.
ارتفاع أسعار الورق يُخفض الوظائف المتعلقة بالطباعة والنشر منذ بداية 2022
وتضمنت الدراسة تراجع إنتاج الوظائف فى القطاع الصناعى بشكل متواصل منذ بداية عام 2022، حيث انحصر التراجع في الفنيين وعمال التشغيل وعمال التعبئة والتغليف بالصناعات التحويلية.
كما أوضحت أن إنتاج الوظائف تراجع بشكل أكبر في المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر والعبور والعاشر من رمضان والعامرية وبرج العرب.
وتراجع الطلب على جميع أنواع الوظائف ذات الصلة بإنتاج وتجارة السيارات وقطع غيارها، وتحديدًا فى ميكانيكا وكهرباء السيارات، بالتوازي مع توقف استيراد السيارات الجديدة بشكل شبه كامل، وارتفاع أسعار السيارات المستعملة وقطع غيارها بنسب تصل إلى 70% خلال عام واحد فقط، وهو ما تسبب فى ركود شديد فى حركة البيع والشراء.
وتسبب ارتفاع أسعار الورق بنسبة وصلت إلى 300% خلال عام، في تراجع مزمن في إنتاج الوظائف في المجالات المتعلقة بالطباعة والنشر منذ الربع الثاني من إعداد الدراسة في أكتوبر 2021.
إنتاج الوظائف يتراجع في 6 أكتوبر والعبور والعاشر من رمضان والعامرية وبرج العرب
وقال التقرير إن الوظائف التي تشترط مؤهلا عاليا ارتفعت إلى 46% مقابل 40% في الربع السابق، كما أن حديثي التخرج الحاصلين على تعليم متوسط أو أقل ولا يمتلكون مهارات قوية سيواجهون صعوبة في الحصول على وظيفة خلال فترات الأزمات، وسيزداد الأمر صعوبة إذا كان العمل في الصناعة أو القطاعات التي تعتمد بكثافة على الاستيراد مثل قطاع السيارات والطباعة.
وأظهرت الدراسة تراجع الطلب على الوظائف بوتيرة أسرع كلما انخفض مستوى المهارة، مثل إتقان اللغات والكمبيوتر والخبرة.
ولفتت الدراسة إلى أن 62% من الوظائف الخاصة بذوي الياقات الزرقاء تشترط ذكور و33% لا تشترط نوع محدد و5% تشترط إناث، فيما تشترط 46% من الوظائف مؤهلا عاليا ولكن تلك النسبة فى تراجع منذ بداية العام الماضي، و71% من الوظائف توفر تغطية تأمينية صحية واجتماعية.
ويقصد بذوي الياقات الزرقاء وظائف تعتمد على الأعمال اليدوية والجهد البدني الشاق كوظائف التصنيع والتعدين والبناء وتركيب وصيانة الآلات ومندوبي المبيعات وعمال الإنتاج، أما وظائف ذوي الياقات البيضاء فهم الموظفين الذين يمارسون أعمالاً مكتبية ويحتلون وظائف إدارية.