ميزان الملابس الجاهزة يميل لصالح البوليستر والأقطان ويبتعد عن الصوف


«عبدالسلام»: تكلفة الإنتاج باستخدام البدائل مخفضة.. والسعر النهائى أقل

عزا مصنّعو الملابس الجاهزة، عزوف المصانع عن تقديم منتجات من الصوف إلى انخفاض الطلب عليها؛ لارتفاع سعرها، بالإضافة إلى توجه المستهلكين نحو شراء المنتجات ذات السعر المنخفض ليصب ذلك فى صالح الملابس التى يتم تصنيعها من البوليستر والقطن.

وأكد مستثمرون، أنَّ التوسع فى صناعة منتجات الملابس الجاهزة المنتجة من الصوف يتطلب استراتيجية حكومية تبدأ من الاهتمام بالثروة الحيوانية التى يمكن الحصول على الصوف منها.

قال محمد عبدالسلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، إنَّ استخدام الصوف فى صناعة الملابس تراجع خلال المرحلة الماضية؛ لوجود بدائل تؤدى الغرض نفسه وتكلفة إنتاجها أقل.. وبالتالى سعرها منخفض، وهو ما يعود على المُصنِّع والمستهلك بفائدة، بالإضافة إلى ندرة الصوف فى السوق، ما يضطر المصانع إلى الاستيراد.

وأضاف لـ«البورصة»، أن الصوف مكلّف جداً مقارنة بباقى البدائل، إذ تشتريه المصانع بضعف سعر البدائل.

كما أن المستهلك لم يعد يهتم بكون المنتج من خامة صناعية أو طبيعية، وإنما ما يوليه الاهتمام الأكبر ألا يسبب له المنتج ضرراً صحياً، وأن يكون سعره مناسباً.

«الأباصيرى»: نسبة الاعتماد على الصوف فى التصنيع لا تتعدى 1%

وقال عبدالغنى الأباصيرى، وكيل مجلس إدارة غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، إنَّ خامة الصوف غير مطلوبة فى السوق المحلى، ونسبة الاعتماد عليها فى صناعة الملابس لا تتعدى 1% وتكون محصورة فى صناعة البِدل فقط؛ إذ أصبح المستهلك لا يفضل شراء الملابس الصوفية؛ نظراً إلى ارتفاع سعرها.

وأضاف أن السوق المحلى لم يعد بحاجة للمنتجات الصوفية؛ لأن الطقس الشتوى فى مصر معتدل.. لذلك فإنَّ المصانع لم تعد تستخدم الصوف سواء فى منتجات الملابس الجاهزة أو المفروشات مثل البطاطين والسجاد.

وأشار «الأباصيرى»، إلى عدم إقبال المستهلك الأجنبى على المنتجات الصوفية، واستدل على ذلك بصادرات مصر من الملابس التى تقدر بنحو 2 مليار دولار أغلبها من الجينز، وهو ما يكشف عدم تصدير مصر الملابس أو المفروشات الصوفية؛ نظراً إلى انخفاض الطلب عليها، وبالتالى قلة العرض.

وارتفعت صادرات الملابس الجاهزة، خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضى، لتصل إلى 2.110 مليار دولار مقابل 1.648 مليار دولار خلال الفترة نفسها من 2021، بحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء؛ حيث تأتى الولايات المتحدة الأمريكية فى قائمة مستوردى الملابس الجاهزة من مصر تليها الدول الأوروبية ثم الدول العربية.

وأوضح «الأباصيرى»، أن المصانع التى تعتمد على الصوف فى تصنيع منتجاتها تستورد المادة الخام من الصين، وذلك فى ظل الاتجاه إلى الاعتماد على بدائل أخرى مثل الإكليرك والأقطان والألياف الصناعية؛ نظراً إلى انخفاض تكلفتها مقارنة بخامات الصوف الطبيعى.

«أبوالعينين»: المصانع التى ترغب فى صناعة منتجات صوفية تلجأ للاستيراد

وقال حمدى أبوالعينين، رئيس مجلس إدارة جمعية أصحاب مصانع النسيج بشبرا الخيمة، إنَّ الصوف يتوافر فى أماكن تربية الخراف والماعز وهى قليلة جداً فى مصر بشكل لا يساعد على تلبية احتياجات الصناعة أو التصدير. والمصانع التى ترغب فى صناعة منتجات صوفية غالباً تلجأ للاستيراد، وهى خامة باهظة الثمن؛ نظراً إلى ندرتها.

وأوضح أن الخِراف البرقية هى الأكثر انتشاراً فى مصر، وهى سلالة غير منتجة للصوف الذى يصلح للصناعة، كما أن الصوف من الخامات التى تحتاج إلى تضافر عدة جهات حكومية، ويحتاج الأمر إلى إعداد خطة عمل طويلة الأمد، تبدأ من الاهتمام بالثروة الحيوانية المنتجة للأصواف، وتوفير مصانع ذات تكنولوجيا متقدمة لإنتاج الأقمشة الصوف.

وذكر رئيس مجلس إدارة جمعية أصحاب مصانع النسيج بشبرا الخيمة، أنه بمكن الاستعانة بالدول التى تحافظ على الثروة الحيوانية المنتجة للأصواف مثل أوزباكستان وكذلك عدد من الدول الموجودة فى شرق أوروبا.

أضاف «أبوالعينين»، أن من بين الدول التى يمكن تحقيق التعاون معها فيما يخص المنتجات الصوفية، الدول الأفريقية لأنها تمتلك ثروة حيوانية ضخمة.

وأشار إلى أن قطاع الملابس الجاهزة فى تركيا من أكبر المستفيدين من تلك الخامات، خاصة فى المنتجات التصديرية لغرب أوروبا.

وعلى الجانب الآخر، ففى دول شرق أوروبا تكون أغلب خامات الملابس الجاهزة تعتمد على الأصواف الطبيعية المُنَتجة محلياً فى بلادهم.

قال «أبوالعينين»، إن تنمية الثروة الحيوانية المنتجة للصوف، يجب أن تكون خطة لها أهداف تصديرية؛ لأن تلك الخامة سعرها مرتفع ويُمكن أن توفر فرص صادرات للأسواق الغنية، وهو ما سيكون له مردود إيجابى إذا نجحنا فى أن نجعل كل مكونات المنتج محلية الصنع، وذلك سيكون مشجعاً للاستثمار.

ولفت إلى ضرورة التعاون مع وزارة الزراعة لتنمية تربية الخراف والماعز المنتجة للشعر الصوف، ويمكن الاستعانة بتجارب الدول التى نجحت فى تنفيذ أهداف مماثلة.

والمنتجات المعتمدة على القطن طويل التيلة أو الصوف الطبيعى، يمكن أن تشكل نسبة كبيرة من صادرات قطاع الملابس والمنسوجات؛ نظراً إلى ارتفاع سعر القطعة الواحدة منها، وهو ما يُشير لأهميتها.

«أبوالسعود»: صعوبات الاستيراد تضغط على واردات «المتحدة» والإنتاج

وقال محمد أبوالسعود، عضو مجلس إدارة شركة المتحدة للأقمشة والملابس الجاهزة، إنَّ الشركة ما زالت تستخدم الأصواف فى منتجاتها؛ حيث تحصل على المواد الخام من خارج مصر، ولكن تراجعت نسبة استخدامها مؤخراً فى ظل الصعوبات التى تواجه الاستيراد.

وأوضح أن الطلب انخفض على المنتجات التى تدخل فى صناعتها الأصواف لارتفاع سعر المنتج النهائى منها، ما يدفع المستهلك للعزوف عن شراء تلك المنتجات.

وأشار «أبوالسعود»، إلى أن الشركة اعتادت تصدير منتجاتها، ولكنها توقفت خلال الفترة الماضية، فيما تحاول العودة مجدداً إلى التصدير كونه من ضمن أهم الأدوات التى يمكن أن تسهم فى مواجهة الركود.

ولفت عضو مجلس إدارة شركة المتحدة للأقمشة والملابس الجاهزة، إلى أن ارتفاع أسعار المنتجات المصنوعة من الصوف من ضمن أبرز دوافع الشركة للعودة للتصدير من جديد.

وقال عمر زين العابدين، المدير التنفيذى لشركة زين تكس، إنه لا يعتمد على الأصواف فى تصنيع المنتجات، بل يعتمد على القطن؛ نظراً إلى طبيعة المنتج الذى يتطلب استخدام القطن، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المنتجات الصوفية.

وقال محمود شلبى، رئيس شركة ثرى إم للملابس الجاهزة، إنَّ البوليستر حالياً يعد المنتج الأبرز للاستخدام فى صناعة الملابس الجاهزة عالمياً؛ حيث يعتمد على القطن والبوليستر فقط فى تصنيع الملابس.

وقال حسام الدين محمد، المدير العام لشركة بى جى للملابس الجاهزة (هارتس)، إنَّ أسعار الأقمشة الصناعية تعتبر نصف سعر الأقمشة الطبيعية؛ حيث تلعب التكلفة دوراً كبيراً فى استخدام المصانع للخامات، خصوصاً إذا كان العميل من الشريحة المتوسطة التى تهتم بعنصر السعر فى المقام الأول.

أضاف أن خامة الصوف عادة لا يتم استخدامها فى الملابس الجاهزة المنزلية، بل يميل المستهلك للخامات القطنية فى المقام الأول ثم خامات البوليستر.

وأوضح أن الملابس الجاهزة المنزلية تعتمد على الأقطان والكتان وهى ألياف طبيعية غير مصنعة وتعتبر الأعلى سعراً، والفيسكوز (ألياف طبيعية ولكن مُصنعة) متوسطة السعر، والبوليستر، وهو من مشتقات البترول أحياناً، وهى الخامة الأرخص، وهناك أيضاً أقمشة مخلطة من عدة أصناف.

وأشار «محمد»، إلى أن المصانع تلجأ فى المنتجات الشتوية إلى استخدام الخامات البوليستر والتى تجد قبولاً من قبل المستهلك النهائى؛ لأنها توفر عنصر التدفئة مثل خامة الصوف الطبيعى، ولكن فى المنتجات الصيفية يميل الطلب إلى الأقطان.

وتطرق إلى أن الطلب على المنتجات ذات الألياف القطنية أو الألياف الصناعية ليس محلياً فقط، ولكنه طلب عالمى مرتبط بعناصر التكلفة والموضة، بينما الصوف لا يدخل المنافسة حتى فى البلاد المشهورة بالبرودة القارصة شتاءً.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://www.alborsanews.com/2023/01/18/1621907