
تنمو الرياضات الإلكترونية في السوق المصري نتيجة اهتمام الدولة والشباب معًا بهذا القطاع حيث تمثل وسيلة ترفيه وتعزز من الناتج المحلي لمصر
تشهد الرياضات الإلكترونية نموًا كبيرًا في السوق المصري، وعزز من ذلك الكثير من الإجراءات التي تتخذها مؤسسات الدولة في تنمية وعي الشباب بالألعاب والرياضات الإلكترونية. فهذه الألعاب أصبحت نوع من الرياضة التي يمارسها الكثير من الشباب كواحدة من أهم وسائل الترفيه الحديثة التي تتميز بالإثارة والتشويق وتتناسب مع طبيعة تعلقهم بأدوات التكنولوجيا الحديثة. فوق ذلك، تساهم الرياضات والألعاب الإلكترونية في زيادة الدخل القومي حيث يقدر الخبراء إيرادات الألعاب الإلكترونية بما يصل إلى حوالي 197.11 مليار دولار في جميع أنحاء العالم. هذا بكل تأكيد يساهم في زيادة الناتج المحلي ويصب في مصلحة الدولة بشكل عام.
ارتباط الشباب بالألعاب والرياضات الإلكترونية
يتمتع السوق المصري بفئة كبيرة من الشباب والتي تدرك جيدًا كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة. فالشباب يستخدمون الإنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل يومي سواء في العمل أو للترفيه. تمثل الألعاب والرياضات الإلكترونية أحد وسائل الترفيه التي تتناسب مع الشباب. البعض منهم يمارس الألعاب الإلكترونية كوسيلة ترفيه والبعض الأخر يأخذ الأمر على محمل الجد ويتميز بالاحترافية في بعض الألعاب الإلكترونية.
فقبل أعوام قليلة، تم عقد بطولة فري فاير في القاهرة كواحد من الفعاليات الكبرى في مجال الرياضات الإلكترونية الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تم إطلاق لقب “معركة مصر” على هذا الحدث الذي تم إقامته برعاية الشركة المالكة للعبة “جارينا Garena” تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري للرياضات الإلكترونية.
شارك في هذا الحدث 50 لاعبًا من مصر المهتمين بواحدة من أكثر الألعاب الإلكترونية شعبية في مصر والأكثر تحميلًا على مستوى العالم خلال الأعوام الثلاثة من 2019 حتى 2021. المزيد من اللاعبين يهتمون بهذه الألعاب ويشاركون في الألعاب والرياضات الإلكترونية من خلال المواقع المخصصة على الإنترنت. فمن خلال مواقع المراهنات الرياضية يمكن للاعبين الاستمتاع بالرياضات المختلفة والفوز بجوائز نقدية حقيقية عند الفوز في أي رياضة مثل كرة القدم أو التنس أو ببجي أو فري فاير أو غيرها من الرياضات الإلكترونية. هذه المواقع ترحب باللاعبين من الدول العربية وتقدم لهم المكافآت ووسائل التعاملات المالية التي تتناسب معهم إلى جانب خدمة العملاء.
تشير بعض الإحصائيات التي أطلقتها موقع ستاتيستا العالمي للمستهليكن في عام 2021 إلى أن هنام ما يقرب من 92% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 24 عامًا، و94% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 34 عامًا يمارسون الألعاب والرياضات الإلكترونية عبر الهاتف الجوال. كما أظهرت بيانات الاستطلاع التي أطلقها نفس الموقع أن 32% من اللاعبين يقضون ما بين ساعة إلى 5 ساعات أسبوعيًا في الألعاب الإلكترونية، بينما يخصص 17% من اللاعبين ما بين 6 إلى 10 ساعات أسبوعيًا.
لم تعد الألعاب الإلكترونية مجرد وسيلة للترفيه والتسلية في مصر والعالم العربي، ولقد سارت في نفس المسار الذي أخذته رياضات شهيرة منذ عشرات السنين مثل كرة القدم والتنس. فلقد باتت هذه الألعاب رياضات إلكترونية، وأصبح هناك العديد من البطولات في الرياضات الإلكترونية التي تقام في مصر والدول العربية برعاية مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص. ليس ذلك فقط، بل أصبحت هذه الألعاب مصدر للربح بالنسبة للاعبين الذين يحرصون على الفوز في البطولات للحصول على الجوائز الكبيرة التي تقدمها هذه البطولات للفائزين.
بناء على ذلك، أطلقت وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الاتحاد المصري للرياضات الإلكترونية العديد من المبادرات لدعم التحول الرقمي في مصر والذي بدوره يساهم في نمو الرياضات الإلكترونية في السوق المصري. الغرض من ذلك هو الاهتمام الكبير من الدولة بالشباب وتوفير بطولات محلية ودولية حيث يقدم اللاعبين مواهبهم المختلفة ويحرصون على الفوز والمنافسة من أجل الفوز بالجوائز النقدية.