البنك المركزي الهندي يؤكد تفاؤله بشأن تأثير الأزمة على البنوك
أصبح جوتام أداني، أحد أقوى أباطرة الهند عبر بناء إمبراطورية بنية تحتية واسعة، بدءاً من أكثر موانئ الحاويات ازدحاماً في البلاد ووصولاً إلى خطوط الكهرباء التي تتقاطع مع شبه القارة الهندية.
لطالما روج الملياردير لمجموعته باعتبارها طريقة لمراهنة المستثمرين على “قصة نمو الهند”، حيث تتوسع أعماله اللوجستية وأعمال الكهرباء وحتى مراكز البيانات بجانب اقتصاد البلاد.
بينما تتعرض إمبراطورية أداني للحصار بعد اتهامها بالاحتيال من جانب شركة “هيندينبرج ريسيرش” الأمريكية، توفر أصول البنية التحتية المدرة للنقد راحة لبعض حاملي السندات بحيث يمكن لشركات المجموعة خدمة ديونها، وهم سيأتون ضمن أكثر الأشخاص المطلوبين إذا اضطر الملياردير لبيع الأعمال التجارية.
قال المؤسس والمدير الإداري لمؤسسة الخدمات الاستشارية للمستثمرين المؤسسيين الهندية ومقرها مومباي، أميت تاندون، إن “هذه الأصول حقيقية، فالموانئ موجودة وكذلك المطارات ومحطات الطاقة وخطوط السكك الحديدية والمناجم”.
قال أحد حاملي السندات الصادرة عن شركة “أداني بورتس آند سبشال إيكونوميك زون”، إن الذراع اللوجستية للمجموعة، أقرضت “أصول البنية التحتية البارزة التي تعتبر بالغة الأهمية لنمو الهند”.
يصر البنك المركزي الهندي على أنه متفائل بشأن تأثير أزمة أداني على البنوك الهندية لأنها قدمت في الغالب قروضاً بضمان أصول المجموعة بدلاً من الأسهم.
وقال نائب محافظ البنك المركزي الهندي، ماهيش كومار جين، بمؤتمر صحفي عُقد الأربعاء الماضي، إن “انكشاف بنوكنا المحلية يتعارض مع الأصول الأساسية والتدفقات النقدية التشغيلية”.
مع ذلك، يقول عدد من مديري الأصول إنه مع استمرار الضغط، سيكون هناك مشترين راغبين في أصول البنية التحتية التي عززت إمبراطوريته ذات مستويات الاستدانة المرتفعة، حسبما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
لم ترد “أداني جروب”، التي تنفي بشدة مزاعم “هيندنبورج”، على طلب للتعليق حول ما إذا كانت ستنظر في سحب الأصول، فيما يعتقد اثنان من المصرفيين المقربين من التكتل أن المبيعات غير مرجحة للغاية.
لكن بعض المحللين أقل اقتناعاً بهذه الفكرة، فقد قال مصرفي دولي مخضرم لم يقرض أداني إن “إذا كان لديه حساً جيداً، لكان اتخذ خطوات بيع بعض الأصول على الفور”.
الموانئ
بنى “أداني”، أول ميناء له في موندرا ليصبح مركزاً للخدمات اللوجستية والنقل، وهو يعد الآن أكبر ميناء تجاري في الهند من حيث الحجم، علماً بأن “أداني بورتس آند سبشال إيكونوميك زون” تسيطر على 24% من سوق الشحن البحري بالهند، مما يجعلها لاعب مهيمن.
قالت شركة “أداني بورتس آند سبشال إيكونوميك زون”، المؤلفة من 13 ميناء، إضافة للمستودعات والسكك الحديدية، إنها في طريقها لتحقيق أرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك تتراوح من 122 إلى 126 مليار روبية للعام المالي المنتهي في مارس، مضيفة أن ديونها لا تزال أعلى بثلاث مرات من الأرباح، لكنها تخطط لإبطاء الاستثمارات لخفض هذه النسبة.
الكهرباء
عام 2006، بدأت أعمال شركة “أداني ترانسيميشن”، وهي شركة قابضة لأصول الكهرباء في جميع أنحاء الهند، بما في ذلك أعمال التوزيع في العاصمة المالية مومباي التي تملكها هيئة الاستثمار القطرية بنسبة 25%.
يواصل أداني الاستثمار بكثافة في بناء مشاريع الكهرباء، وتقدر وكالة التصنيف الائتماني “فيتش” ديون الشركة بنحو خمسة أضعاف أرباحها، لكن المصرفيين يجادلون بأن العديد من مشاريع تلك الشركة، بما فيها الطاقة الشمسية، تعمل بموجب عقود حكومية، باعتبارها مصادر موثوقة للنقد.
أعلنت شركة النقل مؤخراً عن أرباح مجمعة بعد خصم الضرائب قدرها 4.8 مليار روبية للأشهر الثلاثة حتى ديسمبر من العام الماضي، بزيادة سنوية قدرها 73%.
المطارات
اقتنص أداني ، حملة خصخصة المطارات الهندية في عام 2018، إذ فاز بالحق في تشغيل وتطوير جميع المرافق الستة المعروضة للبيع بالمزاد، ليتمكن من تحقيق نجاح هائل بعدها. استحوذت المجموعة أيضاً على ثاني أكثر المطارات ازدحاماً في الهند، في مومباي، وتبني حالياً مطار جديد تماماً في مدينة نافي مومباي المجاورة.
أسمنت
أصبحت “أداني” ثاني أكبر شركة لتصنيع الأسمنت في الهند بين عشية وضحاها تقريباً عندما استحوذت العام الماضي على أصول “هولكيم” الهندية، و “أمبوجا سيمنت” وشركتها التابعة “أيه سي سي”، في صفقة تقدر قيمتها بـ10.5 مليار دولار، علماً بأن “أمبوجا” غير مديونة وتمتلك نقدية تزيد قليلاً عن مليار دولار وما يعادلها.
كما أشار أحد الممولين في مومباي إلى أن شركات الأسمنت هذه تعتبر مثل “أبقارا نقدية”، والمحتمل أن يقترض أداني بضمانها.