مستثمرو القطاع الداجنى يطلبون دعماً أكبر من الضريبة العقارية

مطالب بتوفير الأعلاف بعد وصولها إلى أرقام قياسية وتخفيف الأعباء عن المنتجين

رحب مستثمرون فى القطاع الداجنى بإعفاء المزارع من الضريبة العقارية، باعتبارها أحد الأعباء على القطاع، وطالبوا بمزيد من التيسيرات والحوافز للقطاع، ومنها توفير الأعلاف باعتبارها عصب الصناعة، وتمثل 80% من مدخلات الإنتاج.

ووافق الدكتور مصطفى مدبولى، على تضمين نشاط مزارع الإنتاج الداجنى ضمن الأنشطة المستفيدة من قرار مجلس الوزراء رقم 61 لسنة 2022، الذى ينص على تحمل وزارة المالية كامل قيمة الضرائب على العقارات المبنية المستحقة على العقارات المبنية المستخدمة فى ممارسة عدد من الأنشطة المحددة، وذلك لمدة ثلاث سنوات، تبدأ من 1يناير 2022 حتى نهاية ديسمبر 2024.

ووافقت الحكومة، فى أغسطس الماضى، على إعفاء 14 قطاعاً صناعياً من الضريبة العقارية لمدة 3 سنوات شملت: (صناعة مواد البناء والخزف والصينى والحراريات، ومواد البناء، والإلكترونيات والصناعات التحويلية وصناعات الأسمنت والحديد والسيراميك والصناعات الدوائية والطيبة والصناعات الكيميائية والغذائية، والإنتاج النباتى والحيوانى).

وقال الدكتور ثروت الزينى، نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، إنَّ قرار مجلس الوزراء إعفاء مزارع الدواجن من الضرائب العقارية يدعم الإنتاج الداجنى فى وقت تعانى فيه هذه الصناعة كثيراً من التحديات، كما سيدعم زيادة الاستثمار فى القطاع، وانضمام نسبة كبيرة منه إلى المنظومة الرسمية. وأشار إلى أن الاستثمارات فى القطاع الداجنى من التسمين والبياض والأمهات والجدود ومعامل التفريخ والمجازر تتجاوز 100 مليار جنيه.

أضاف «الزينى»، أن تأجيل أى ضرائب وإعطاء تيسيرات وحوافز سيشجع المربين الذى أوقفوا نشاطهم؛ بسبب ارتفاع التكلفة ونقص الأعلاف على العودة إلى السوق مجدداً.

وشدد على ضرورة توفير الأعلاف لتحفيز سرعة استعادة التوازن للسوق مرة أخرى؛ حيث تمثل الأعلاف والخامات نحو 80% من عملية الإنتاج؛ حيث يعتبر العلف المحدد الرئيسى لضمان استكمال منظومة الإنتاج الداجنى.

وقال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن القرار جاء استجابة لمطالب القطاع أسوة بالإنتاج الحيواني، مشيراً إلى ضرورة أن تتبع هذه الخطوة إجراءات أخرى لدعم صناعة الدواجن فى ظل الأزمات المتلاحقة التى تمر بها الصناعة حالياً.

أشار إلى أن أسعار الصويا وصلت إلى 30 ألف جنيه للطن فى ظل ندرة المعروض، فضلاً عن ارتفاع أسعار الذرة الصفراء إلى 16 ألف جنيه، بالرغم من أن سعر المنتج فى الموانئ لا يتجاوز 10 آلاف جنيه للطن.

وطالب بتدخل هيئة السلع التموينية وشراء مدخلات الأعلاف باعتبارها سلعة استراتيجية أسوة بالقمح، والرقابة الصارمة على الفواتير للمنتجات المستوردة مع الحفاظ على هامش ربح عادل.

وقال محمد غريب، عضو شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، ويستثمر فى مجال دواجن التسمين، إنَّ منتجى الدواجن فى أمس الحاجة لتخفيف أعبائهم، وسيكون إعفاؤهم من الضريبة العقارية له مردود إيجابى على منتجى الدواجن باختلاف فئاتهم.

وأوضح «غريب»، أن القطاع تحمل تقلبات كثيرة، خلال العامين الماضيين، وما زال تأثيرها مستمراً على المستثمرين، خاصة أن أسعار الأعلاف تواصل الارتفاع إلى مستويات أجبرت صغار المنتجين على الخروج من السوق.

وأشار إلى أنه لا يوجد إحصائيات رسمية دقيقة بشأن عدد المزارع الموجودة فى السوق، أو التى توقفت عن الإنتاج، ولكنه لاحظ أن نحو 30% من المتعاملين معه توقفوا عن الشراء.

وتطرق «غريب» إلى أن أسعار الأعلاف سجلت مستوى قياسياً جديداً، بعدما وصلت 24 ألف جنيه للطن؛ بسبب التباطؤ فى الإفراجات خلال الأسبوع الماضى، وكان سعر الطن قبل أسبوع 21 ألف جنيه.

قال المهندس عادل الدماصى، رئيس مجموعة الدماصى لأعلاف الثروة الحيوانية والداجنة، إن قرار الحكومة إعفاء مزارع الدواجن من الضرائب العقارية لمدة 3 سنوات يسهم فى توفير نحو 20 ألف جنيه ضرائب سنوية على كل مزرعة دواجن باختلاف مساحتها.

وأضاف «الدماصى» لـ«البورصة»، أن هذا القرار سينعكس إيجاباً على خفض الأسعار بنحو 10% خاصة أن السوق يحتاج إلى مزيد من تخفيف الضغط على جميع أنواع السلع الغذائية فى ظل التضخم الكبير الذى أضر بجميع الشركات المنتجة خلال الشهور الماضية.

وأوضح أن هذا القرار لا يغنى أيضاً عن ضرورة مزيد من الإفراجات الجمركية التى تسفر عن خروج 2000 طن ذرة صفراء و2000 طن فول صويا يومياً فى ظل احتياجات السوق التى تصل 15 ألف طن ذرة يوميا ومثلها فول صويا، موضحاً أنه تم خروج نحو 8 آلاف طن ذرة، وكمية مماثلة من فول الصويا بداية من الأحد الماضى حتى الأربعاء.

وأشار إلى اجتماع مرتقب مع اتحاد الدواجن، خلال الشهر الجارى؛ لوضع الآلية المعيارية التى من شأنها تنظيم عملية التسعير للأعلاف قبل دخول شهر رمضان، خاصة أن الأعلاف تمثل نسبة كبيرة من التكلفة ويجب وضع سياسة نهائية لكبح الزيادات المتتالية.

ولفت «الدماصى» إلى أن انخفاض الإفراجات الجمركية عن مشتقات الأعلاف أسهم فى ارتفاع الأسعار مرة أخرى بنحو 6 آلاف جنيه بسعر الطن الواحد للذرة الصفراء الذى سجل اليوم الأربعاء 16.6 ألف جنيه، مقابل 10.6 الأسبوع الماضى، كما سجلت بذور فول الصويا نحو 33 ألف جنيه للطن الواحد بدلاً من 25 ألف جنيه بفارق 8 آلاف جنيه بالمدة نفسها.