توقع المشاركون فى السوق أن يُصاب المستثمرون فى الأسهم الصينية بمزيد من الاحباط، بسبب الانهيار المفاجئ لمجموعة سيليكون فالى المالية الأمريكية، خاصة أن هدف النمو الاقتصادى الأقل من المتوقع لبكين هذا العام خيب أملهم، وفق ما نقلته رويترز.
وانخفض مؤشر شنغهاى شنزن (سى إس أى 300) الصينى بحوالى 4% الأسبوع الماضى، فى حين فقد مؤشر هنج سنج فى هونج كونج نحو 6%، إذ أن هدف نمو الناتج المحلى الإجمالى المنخفض للصين عند حوالى 5% خلال عام 2023 –الذى تم تحديده خلال الدورة السنوية للبرلمان- قد أدى إلى تخييب الآمال بشكل كبير.
وحقق الاقتصاد الصينى نموًا بنسبة 3% خلال عام 2022، بحسب إحصائيات رسمية نشرت فى يناير الماضى، وهو أدنى مستوى للنمو فى 40 عامًا بسبب تفشى وباء كوفيد والأزمة العقارية التى شهدتها البلاد.
ومن الممكن أن يتدهور مزاج السوق أكثر بعد الانهيار المفاجئ يوم الجمعة للمقرض “اس فى بى” الذى يركز على المشاريع الناشئة، مما أثار نقاشًا ساخنًا خلال عطلة نهاية الأسبوع فى الصين حول تداعياته.
ورجح يوان يوى، مدير الصندوق فى بيت صناديق التحوط”ووتر ويزدوم”، أن تكون الأوقات المقبلة أكثر صعوبة للشركات المتوسعة فى الاستدانة والتى لا تمتلك أصولًا سائلة.
“فشل بنك سيليكون فالى هو مؤشر على المخاطر الكلية… ما يعكس كيفية تأثر أسعار الأصول بارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية”، بحسب يوى.
وأضاف أنه رغم أن تعثر البنك الأمريكى من المستبعد أن يحفز ظهور أزمة مالية أخرى، لكن قد يحمل تأثير نفسى سلبى على الأسواق الصينية.
وقال المشروع الصينى المشترك بين سيليكون فالى وبنك شنجهاى بودنج للتنمية يوم السبت إن لديه هيكلًا مؤسسيًا سليمًا، وميزانية عمومية تعمل بشكل مستقل، فى محاولة واضحة لتهدئة العملاء المحليين.
لكن العديد من الشركات الناشئة الصينية فى مجال التكنولوجيا، وخاصة تلك التى لديها تمويل بالدولار، فتحت حسابات فى سيليكون فالى الأمريكى، وتم تشكيل مجموعة محادثة واحدة على الأقل على التطبيق الأشهر “وى شات”، تضم مئات الأعضاء من عملاء صينيين قلقين من انهيار سيليكون فالى، ويسعون إلى حماية مصالحهم.
وتقول رويترز إنه من الممكن أن تؤدى انحسار الرغبة فى المخاطر إلى كبت أى اهتمام بالتوسع فى ربط بين الأسهم فى الصين وهونج كونج يوم الاثنين، إذ ستتم إضافة أكثر من 1000 سهم من أسهم الفئة “أ” المدرجة فى الصين و200 سهم متداول فى هونج كونج إلى برنامج الاستثمار المشترك العابر للحدود.
وقالت لى باى مديرة صندوق تحوط بانكسيا ومقره شنغهاى، إن الصندوق خفض حيازات الأسهم، وسيظل تعرضه لها منخفض نسبيًا، مشيرة إلى عدم وجود فرص جيدة.
وكتبت بانكسيا فى رسالة إلى المستثمرين الأسبوع الماضى أن التحفيز الاقتصادى الحكيم لعام 2023 وبيئة الائتمان المشددة نسبيًا تعنى أنه من الصعب أن ترتفع الاسهم أكثر من المستوى الحالى وأن السوق سيظل متقلب.
أبقت الصين على كل من محافظ البنك المركزى ووزير المالية فى مناصبهما يوم الأحد، فى نهاية الدورة التى استمرت أسبوعًا للمؤتمر الشعبى الوطنى، بالتزامن مع بدء الرئيس الصينى شى جين بينج ولايته الثالثة الممتدة لخمس سنوات.
وقال ديريك لين، مدير محفظة، بشركة كولومبيا ثريدنيدل للاستثمار ومقرها بوسطن، إن الحكومة بحاجة لأن يكون عامها الجديد جيد، لكنها لن تتسرع فى منح حوافز كبيرة، لذلك يحاول السوق أن يكون متحمسًا لكن هناك بعض التردد.
وقال “ستانلى تاو” المؤسس ورئيس قطاع المعلومات لشركة جولدن نيست كابيتال إنه لا يتوقع وجود سوق صاعدة واسعة النطاق فى الصين هذا العام، لأن سوق العقارات الهش سيظل عبئًا على الاقتصاد، وحذر من تأثر أسهم التكنولوجيا بالمناوشات بين الولايات المتحدة والصين.
ومازال من المرجح أن تتفوق أسهم الفئة “أ” المحلية على الأسهم الصينية المُقيدة فى الخارج، والتى هى اكثر عرضة للتداعيات المحتملة من انهيار “اس فى بى” كما يرى المحللون.
وقال “تشاوبينج تشو، كبير الاستراتيجيين العالميين، إن فشل بنك سيليكون فالى يعكس ظروف تمويل الأكثر تشددًا لشركات التكنولوجيا خلال دورة رفع اسعار الفائدة فى الولايات المتحدة”.
“القلق هو أن نكون مدركين فقط لقشور الأزمة دون وضع اليد على عمقها”، بحسب تشو.