
دعم البنوك الكبرى لـ”فيرست ريبابلك” لم يمنع “موديز” من خفض تصنيفه
اتهامات لـ”جولدمان ساكس” بالتربح من خسارة “سيليكون فالى” تفقده 200 مليار دولار من قيمته السوقية
استحواذ محتمل من “يو بى إس” على أسهم “كريدى سويس”
تلقت أسهم البنوك العالمية ضربات متالية منذ انهيار بنك سيليكون فالى الذى آثار الشكوك بشأن ضعف النظام المالى، وفق ما نقله رويترز.
وتراجع مؤشر ستاندرد أن بورز للبنوك الجمعة بنحو 4.6% ليوسع خسائر الأسبوعين الماضيين إلى 21.5%، ليكونا بذلك أسوأ أسبوعين تداول منذ تفشى جائحة كورونا التى هزت الأسواق فى مارس 2020.
وأنهى بنك فيرست ريباباليك تداولات الجمعة بتراجع 32.8%، ليفقد أكثر من 80% من قيمته خلال آخر 10 جلسات، وخفضت وكالة موديز للتصنيف الائتمانى تصنيف البنك بعد انتهاء تداولات الجمعة، إلى تصنيف ما دون المستوى الاستثمارى.
ورغم أن دعم البنوك الأمريكية للبنك بحزمة ودائع تزيد عن 30 مليار دولار، منعت انهياره الأسبوع الحالى لكنها تركت المستثمرين فى ريبة بشأن موقف السيولة لديه وحجم السيولة الطارئة التى يحتاجها.
وتقدمت مجموعة سيليكون فالى يوم الجمعة بطلب للحماية بناء على الفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكى، بعد أيام من استحواذ السلطات الأمريكية على وحدتها “سيليكون فالى بنك” التى انطلقت منها شرارة الأزمة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر لها أن الجهات الرقابية فتحت الباب أمام البنوك الراغبة فى شراء بنكى سيليكون فالى وسيجناتشر بنك، لتقديم عروضها، وتدرس أيضًا الاحتفاظ بالأوراق المالية فى حوزة البنكين ليتيحوا الفرصة أمام البنوك الصغيرة الراغبة فى تقديم عروض استحواذ على المقرضين المنهارين.
ويرى شوان تشانج نينج نائب محافظ بنك الشعب الصينى، أن بعض المؤسسات المالية مصممة لإدارة ميزانيتها فى بيئة تقلبات محدودة لأسعار الفائدة، ولذلك فقدت الحساسية للتقلبات قصيرة المدى والكبيرة فى الفائدة.
أضاف بحسب جريدة شنجهاى سيكيورتيز، أن ميزانية سيليكون فالى جعلته أكثر حساسية لتغيرات الفائدة ما أدى فى نهاية المطاف لتلك المخاطر.
أوضح أنه “فى ظل عدم اليقين بشأن انخفاض التضخم فى معظم الاقتصادات المقدمة، من غير المعلوم إذا كان الاستمرار فى الاحتفاظ بالفائدة المرتفعة سيكون له آثار عكسية على عمليات القطاع المالى والمصرفى أم لا”.
وحاول الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، الأسبوع الماضى دعم موقف السيولة من البنوك عبر إتاحة سيولة طارئة بقيمة 153 مليار دولار.
ورأت وكالة التصنيف الائمانى موديز التى خفضت الأسبوع الحالى نظرتها المستقبلية للقطاع المصرفى الأمريكى إلى سلبى أن ذلك يعكس قيود السيولة والتمويل التى تواجهها البنوك فى ظل ضعف ثقة الموعدين.
ودعا الرئيس الأمريكى جو بايدن الكونجرس لإعطاء الجهات الرقابية سلطة أكبر على القطاع المصرفى، بما فى ذلك فرض غرامات أكبر، أو سحب التمويلات من البنوك أو عزل المسئولين الفاشلين.
وطلب بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين من وزارة العدل بالتحقيق فى دور جولدمان ساكس فى انهيار سيليكون فالى، وفق ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز، إذ طالبوا بفحص ما إذا كانت مكاسب “جولدمان ساكس” من بيع السندات البالغ قيمتها 21 مليار دولار يجب استردادها، ودفعت تلك الاتهامات بجانب ما تعانيه أسهم البنوك بصفة عامة، القيمة السوقية لـ”جولدمان ساكس” للانخفاض بنحو 200 مليار دولار بحسب رويترز.
لم تكن السلطات فى أمريكا وحدها التى تحاول تدارك أزمة انهيارات البنوك، إذ شرع البنك المركزى فى سويسرا فى تحفيز صفقة استحواذ “يو بى إس “على “كريدى سويس” كأول خيار لانتشال البنك من عثرته، بحسب مصادر تحدثت لصحيفة فاينانشال تايمز.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس إدارة كل بنك على حدة خلال الأسبوع الحالى للنظر فى الصفقة، ولكن “كريدى سويس” الذى حصل على خط تمويل بقيمة 54 مليار فرنك من المركزى السويسرى طالما أكد على موقف السيولة القوى لديه، ويعمل على استعادة عملاءه، لكن 5 مصادر تحدثت لرويترز، قالوا إن 4 بنوك كبرى بينها دويتشه بنك وسوسيته جنرال وضعت قيودًا على تداول أسهم البنك أو أوراقه المالية.
وتبلغ القيمة السوقية لـ”كريدى سويس” نحو 7.4 مليار فرنك سويسرى فيما تبلغ القيمة السوقية لـ”يو بى إس” نحو 60 مليار فرنك سويسرى، بحسب رويترز.
وقفزت أسهم “كريدى سويس” 9% فى تعاملات ما بعد السوق بعد ما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز عن الصفقة.
“خطوات المركزى السويسرى كانت ضرورى لاخماد شرارة القلق، لكنها لم تكن كافية لاستعادة الثقة فى “كريدى سويس”، لذلك هناك حديث عن تدابير أخرى مثل الاستحواذ”، وفق ما قاله فريدريك كارير، رئيس قطاع استراتيجية الاستثمار فى آر بى سى ويلث مانجمنت.