صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يطالب محكمة العدل الدولية بتحديد التزامات الدول في مكافحة تغير المناخ، وهو رأي قانوني يمكن أن يدفع البلدان إلى اتخاذ تدابير أقوى.
القرار التاريخي الذي يسعى للحصول على رأي استشاري من المحكمة مستوحى من طلاب في مجال القانون في جزر بالمحيط الهادي وتم تمريره أمس الأربعاء بتوافق في الآراء، بعد حملة استمرت أربع سنوات قادتها جمهورية فانواتو.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “مثل هذا الرأي سيساعد الجمعية العامة والأمم المتحدة والدول الأعضاء على اتخاذ إجراءات مناخية أقوى وأكثر جرأة يحتاجها عالمنا بشدة”.
ولن يكون الرأي ملزما ولكنه قد يؤثر على المفاوضات في المستقبل.
وقال رئيس وزراء فانواتو إسماعيل كالساكاو “سيكون له تأثير قوي وإيجابي على كيفية تعاملنا مع تغير المناخ وحماية الأجيال الحالية والقادمة”.
ودفعت فانواتو من أجل تبني القرار وقادت مجموعة مؤلفة من 18 دولة، من كوستاريكا إلى ألمانيا.
وقد يستغرق الأمر من المحكمة حوالي 18 شهرا لإصدار رأي استشاري يمكن أن يوضح الالتزامات المالية التي تقع على عاتق البلدان بشأن تغير المناخ، ومساعدتها على مراجعة وتحسين الخطط المناخية الوطنية.
وتعاني فانواتو وغيرها من البلدان بالفعل من التأثيرات القوية للاحتباس الحراري. وتعرضت الدولة الجزرية الواقعة في جنوب المحيط الهادي لأعاصير عاتية ناجمة عن تغير المناخ، منها إعصاران هذا الشهر لا يزال 10% من السكان في مراكز الإجلاء بسببهما.
وعشية التصويت، كان دبلوماسيون من فانواتو لا يزالون يحاولون كسب دعم الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين تنبعث منهما الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ولم تؤيد الولايات المتحدة القرار في الجمعية العامة.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن “نعتقد أن الدبلوماسية، وليس عملية قضائية دولية، هي أكثر الطرق فاعلية للمضي قدما في دفع الجهود العالمية لمعالجة أزمة المناخ”.
ووصف وزير خارجية بنجلادش تمرير القرار بأنه “لحظة حاسمة” يمكن أن تساعد في سد الفجوة بين وعود التمويل الخاص بالمناخ التي تُقطع للدول المعرضة للخطر وما يتم دفعه فعلا.
واحتفل طلاب القانون في الجزر الواقعة بالمحيط الهادي بالتصويت، الذي جاء بعد أربع سنوات من اقتراحهم الأمر على المسؤولين في فانواتو.
وقالت سينثيا هونيوهي، رئيسة منظمة (طلاب جزر المحيط الهادي الذين يحاربون تغير المناخ) المقيمة في جزر سولومون “نشعر بسعادة غامرة لأن العالم استمع إلى شباب من المحيط الهادي واختار التحرك”.
رويترز