تقود منطقة جنوب شرق آسيا النمو العالمي في البنية التحتية للحوسبة السحابية، حيث يستثمر مشغلو مراكز البيانات ومقدمو الخدمات السحابية الأجانب مليارات الدولارات لإنشاء مراكز جديدة في اقتصادات ناشئة مثل تايلاند وإندونيسيا وماليزيا.
تعتزم مجموعة “إن.تي.تي” اليابانية استثمار 90 مليون دولار لتشييد مركز بياناتها الثالث في بانكوك، تلبية لطلب مزودي الخدمات السحابية المتزايد، كما تعهدت وحدة الحوسبة السحابية التابعة لـ”أمازون” في بداية مارس بإنفاق 6 مليارات دولار في ماليزيا خلال الـ14 عاماً المقبلة.
يتوقع المحللون والجهات الفاعلة في الصناعة أن تصبح منطقة جنوب شرق آسيا بؤرة نمو لمراكز بيانات شركات الحوسبة السحابية العالمية العاملة على تلبية الطلب المتزايد على البيانات في اقتصاد الإنترنت المتنامي.
يُتوقع أن يبلغ حجم الاقتصاد الرقمي 330 مليار دولار في 2025، أي ثلاثة أضعاف في غضون خمسة أعوام، طبقاً لدراسة قادتها “جوجل”.
لكن تلبية هذا الطلب بطريقة مستدامة بيئياً قد تشكل تحدياً في سوق حساسة للأسعار لا تزال حجمها ضئيلة مقارنة بمناطق أخرى، بحسب مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية.
لكن تلبية هذا الطلب بطريقة مستدامة بيئياً قد تشكل تحدياً في سوق حساسة للأسعار لا تزال حجمها ضئيلة مقارنة بمناطق أخرى، بحسب مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية.
ذكر باحث السوق الأمريكي “أي.دي.سي” أن إيرادات البنية التحتية للحوسبة السحابية في جنوب شرق آسيا ارتفعت إلى 2.18 مليار دولار في 2022، بزيادة 25% عن العام السابق.
استحوذت سنغافورة على حوالي نصف إجمالي هذه القيمة، فيما سجلت الفلبين وإندونيسيا وفيتنام وتايلاند وإندونيسيا نمواً سنوياً يزيد عن 30%، متجاوزة الأسواق الآسيوية والعالمية الأوسع نطاقاً التي نمت بنسبة 25% و29% على التوالي.
قال سوتاس كونجدومرونجكيات، المدير التنفيذي للوحدة التايلاندية التابعة لمجموعة “إن.تي.تي”، في مقابلة حديثة، إن “آسيا والمحيط الهادئ تعد منطقة نمو رئيسية.. نحن نرى إمكانات هائلة لمراكز البيانات، ولدينا خطط للتوسع أكثر”.
على الصعيد الإقليمي، كانت سنغافورة رائدة السوق في مراكز البيانات، لكن شركات محلية مثل “إس تي تيليميديا جلوبال داتا سنترز”، المدعومة من “تماسيك القابضة”، توسعت أيضاً في الخارج، بما فيها تايلاند، مع نضوج الدولة المدينة.
جاءت تايلاند في المركز الثاني بعد سنغافورة، حيث أصبحت أكبر سوق إقليمي بإيرادات بلغت 338 مليون دولار في 2022، تليها إندونيسيا بـ313 مليون دولار، وماليزيا بـ221 مليون دولار، وفقاً لبيانات “أي.دي.سي”.
بغض النظر عن التسارع المسجل منذ الجائحة، والذي حفز استهلاك البيانات الإلكترونية في المنطقة، جاء دخول الشركات العالمية الصينية، مثل “هواوي تكنولوجيز” و”على بابا كلاود”، في هذا المجال، إضافة إلى استثمارات الشركات الأمريكية، ضمن الدوافع الرئيسية لهذا النمو.
مع ذلك، وبالرغم من النمو السريع، لا يزال سوق البنية التحتية للحوسبة السحابية في المنطقة يمثل 2% فقط من الإيرادات العالمية.
تأمل شركات الحوسبة السحابية في تجاوز بيع تخزين البيانات الرخيصة، وتقديم طرق لاستخدام أنظمتهم بشكل أفضل، مثل طرق تتعلق بمعالجة البيانات المخزنة بوظائف إضافية مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.